هل يتسق مع إحياء الذكرى الثالثة لثورة أرادت الانتصار لحقوق الإنسان وللحريات وإنهاء الممارسات الظالمة والانتهاكات المستمرة ومحاسبة المتورطين بها من مسئولين سياسيين وتنفيذيين وأمنيين، أن تتجدد الانتهاكات وتسيل دماء مصرية ويسقط جرحى وتعتقل مجموعة كبيرة من المواطنات والمواطنين، والدولة ومؤسساتها بين صمت وتبرير ورفض للتحقيق فى أداء الأجهزة الأمنية وشواهد الاستخدام المفرط للقوة والجمع الشعبى المحتفل بين تبرير يستند إلى مقولات «الحرب على الإرهاب» و«نزع الوطنية» و«العقاب الجماعى» ورغبة فى التجاهل والتعتيم على الانتهاكات وكأنها أنباء غير مؤكدة عن وقائع بعيدة فى بلد غريب؟ هل يتسق مع إحياء الذكرى الثالثة لثورة أرادت بناء الديمقراطية وممارسة التعددية والمنافسة السياسية فى إطار احترام سيادة القانون والمساواة الكاملة بين المواطنين، أن تُقمع أقلام وأصوات وتتعقب أجسادا ترى فى ترتيبات الحكم الراهنة خروجا على الديمقراطية يرتكن إلى نصوص دستورية وقانونية وممارسات سياسية كارثية وإلى إعادة إنتاج للتعددية وللمنافسة المقيدتين اللتين وصمتا نظام الرئيس الأسبق مبارك وإلى تجديد لسيطرة المكون العسكري الأمنى على الدولة والمجتمع والمواطن؟ هل يتسق مع ذكرى 25 يناير قمع وتعقب هؤلاء وهم يلتزمون بالتعبير السلمى عن الآراء والمواقف؟ هل يتسق مع إحياء الذكرى الثالثة لثورة أرادت صياغة دولة عادلة ومجتمع متوازن يحفظ الكرامة الإنسانية ويحمى الحقوق والحريات وينظر إلى العالم القريب والبعيد بثقة دون خوف واعتداد بالنفس وبالوطن دون شوفينية، أن يتواصل تشويه ثورة يناير بإفك يروج له وبنظريات مؤامرة لا صدقية لها وأن يزج بالمصريات والمصريين إما إلى خوف من العالم خارج حدودنا (ما لم يناصر ماليا كل خطوة وكل سياسة تنفذها الدولة ومؤسساتها) أو إلى الاستعلاء والشوفينية على الجوار الفقير والمكلوم من حولنا (الشعب الفلسطينى والشعب السورى كمثالين). هل تشعر ضمائركم الفردية بالارتياح وهل ينحى ضميركم الجماعى جانبا الشكوك والهواجس والمخاوف المشروعة على وطن لن تصنعه الكراهية ودولة ومجتمع طال انتظار تحولهما إلى العدل والديمقراطية؟ لقراءة هذا المقال كاملا اضعط هنا