من قواعد الأصول، أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، فالواجب على المسلمين في هذا العصر بنص القرآن الكريم، صنع المدافع بأنواعها، والبنادق، والدبابات، والطيارات، وبناء السفن الحربية بأنواعها، ومنها الغواصات. ويجب عليهم تعلم الفنون والصناعات المرتبطة بهذه المجالات. وهناك آيتان أخريان في الاستراتيجية الغذائية في سورة يوسف، (قال تزرعون سبع سنين دأباً، فما حصدتم فذروه في سنبله إلا قليلاً مما تأكلون، ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد يأكلن ما قدمتم لهن إلا قليلاً مما تحصنون، ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون)، (سورة يوسف، الآيات 47-49). ورؤيا السبع بقرات والسبع سنبلات التي تحدثت عنها الآيات الكريمة، تعجَّب من أمرها ملك مصر، ومما يكون تفسيرها، فجمع الكهنة وكبار دولته وأمراءه، فقصَّ عليهم ما رأى وسألهم عن تأويلها، فلم يعرفوا ذلك، واعتذروا إليه بأنها أضغاث أحلام، أي أخلاط أحلام، إلا سيدنا يوسف عليه السلام الذي كان في السجن حينها، ففسر الرؤيا بأنهم يزرعون سبع سنين دأباً، وكل ما يزرعونه خلال هذه السنين السبع الخصيبة عليهم أن يدخروه في سنبله، ليكون أبقى له، وأبعد عن إسراع الفساد إليه، إلا المقدار الذي يأكلونه، وليكن قليلاً ولا يسرفوا فيه، لينتفعوا به في السبع الشداد، وهن السنين السبع الممحلة التي تعقب السنين السبع المتواليات بالخصب. وفسَّر البقرات العجاف اللاتي يأكلن البقرات السمان، بسني الجدب التي يأكلون فيها ما جمعوه في سني الخصب. ثم بشَّرهم بعد الجدب العامِّ المتوالي، بأنه يعقبه بعد ذلك عام فيه يغاث الناس. وكما قال الإمام القرطبي، فهذه الآية أصل في القول بالمصالح الشرعية التي هي: حفظ الأديان، والنفوس، والعقول، والأنساب، والأموال. فكل ما تضمن تحصيل شيء من هذه الأمور فهو مصلحة، وكل ما يفوِّت شيئاً منها، فهو مفسدة، ودفعه مصلحة. وأنا أقول إن الآية أصل في القول بالمصالح الشرعية، وأصل في صياغة الاستراتيجية الضرورية لحفظ تلك «الضروريات الخمس» من كل هتك، وفتك، ودمار، ولحفظ البلاد والأمصار من الفتن، وسوء العاقبة، والهلاك. لقراءة هذا المقال كاملا اضعط هنا