فصل عنوانه "الأخوان" بات هو الأكبر في التاريخ المصري الحديث والمعاصر والفضل كل الفضل يعود للانقلابيين: ما يفعله الانقلاب حاليا هو عند كتابة التاريخ المصري سيزيد من حجم الفصول وعدد الصفحات التي ستخصص لكتابة تاريخ الأخوان المسلمين في مصر وربما يزيد حجم ما هو مكتوب عن الأخوان حجم ما كتب عن كافة الزعماء والثورات والملوك والرؤساء الذين مروا على مصر منذ عهد الفراعنة والمصريين القدماء. سيعلم أبناؤنا وأحفادنا ذات يوم أن تاريخ الأخوان ضارب بجذروره في عمق التاريخ المصري الحديث والمعاصر. وأن كثير ممكن سيكتبون وسيدونون مذكراتهم سيكون الأخوان دوما في بؤرة الذكريات وفي مركز الحكاية والسرد ومحور والرواية التاريخية ...سينسى التاريخ كثير من التفاصيل الصغيرة التي نعيشها الآن..وتستغرقنا وتستنزفنا ...وتستوقفنا...ولن يقف إلا عند المحطات الرئيسية والعناوين الكبرى والانقلاب بالفعل قد يكون نجح في تهميش عنوان الثورة مؤقتا الآن ...ولكنه ربط بدون أن يقصد ...وبغباء وضيق أفق معهود....بين الثورة وبين نضال الأخوان. حتى باتت الثورة المصرية تبدو وكأنها بقيادة الأخوان ...وإن لم تبدأ كذلك في أول الأمر. الجديد أيضا أن الإشارة للأخوان ستكون باعتبارهم "جماعة" وليس فقط أفراد أو أشخاص..فالجماعة لم تعد فقط حسن البنا أو سيد قطب أو محمد مرسي أو الشاطر أو البلتاجي ....الجماعة هي الأخوان....والأخوان هو العنوان. في حين كان التاريخ المصري حتى وقتنا الحالي مجرد تاريخ أشخاص وبطولات فردية..اختزل فيها كفاح هذا الشعب ضد قوى الاحتلال والسيطرة والاستبداد والظلم لينسب فيها الانتصار لرجل واحد فقط ..كان هو دوما الفرعون الإله..هذا الخط في التاريخ المصري انتهى على يد الانقلابيين ...وسيتحدث المؤرخون بعد ذلك عن انتصارات أخرى لم يصنعها أفراد، سينسبها التاريخ لجماعة قدمت أكبر عدد من الضحايا والشهداء والدماء في تاريخ مصر.