هل هناك تفاوض مع المجرمين من قادة الانقلاب. قطعاً نعم! هناك معلومات متواترة وموثقة عنه. نعم بلا أدنى شك. وهي معلومات حقيقية يتناقلها الكثيرون بالأسماء والتواريخ وتفاصيل الأحداث. هل النفي تصرف صحيح. قطعا لا. نفي ما سينتشر سيكون أضحوكة، فهناك شهود من جميع الأطراف على حدوثه. هذا زمان لا تختفي فيه الحقائق إلا نادرا. لماذا نخفي حدوث تفاوض إن كنا نراه التصرف الصحيح. هل يجوز أن نكذب على أهلنا من أجل ما نظنه الخير لهم، وماذا لو أن معظمنا يرفض ما يراه البعض خيراً لنا. ماذا عن أن الطرف المقابل في التفاوض سيكشف هذا التفاوض آجلا أو عاجلاً وسيروي القصة من طرفه بالطريقة التي تناسبه، وسيكون عندها نفي التفاوض الذي حدث هو الجريمة بذاتها. لو أننا نفاوض فلا ننكر حدوثه ونحن نعلم أنه سيتسرب، بل نقر به ونشرح للعالم وجهة نظرنا في قبولنا للتفاوض وحدوده وماذا كان يرجى منه، ونقبل برأي أصحاب الدم والمعاناة والمظلومين ولا نفرض عليهم أفكارنا ورؤانا فرضاً قد يضر بهم. أما الإنكار في زمن التواصل الاجتماعي فهو أمر لن ينجح. هل هذا التفاوض صحيحاً ومفيداً لمصر. قطعا لا! الانقلاب جرم في الحياة السياسية المصرية والتفاوض معه يرسخ وجوده، ويحول القضية من قضية مبدأ وعدل، إلى قضية مكسب وخسارة. الأصل أن نرفض التفاوض مع مجرم قاتل غاصب للسلطة معتد على شعب مصر. لماذا يفاوض الغاصب المجرم؟ قطعا لأن نصره لم يكتمل .. لأنه يريد أن يلحق بنا الهزيمة، فهل نساعده؟ عندما نفاوضه فنحن نعطيه تلك الفرصة التي يريدها. ولماذا يصر الغاصب المجرم على مفاوضة أجزاء من الحراك العام، وليس التفاوض مع الكل.. ببساطة لأنه يريد بث الفرقة بين صف المقاومين للانقلاب وزرع الشك بينهم، وإغراء البعض بمكاسب على حساب البعض الآخر وعلى حساب مصر. لماذا أكتب للعامة وليس للخاصة: لأني أفعل الأمرين، وأجلس مع قادة الحراك المقاوم في كل فرصة تتاح لي وأبحث عن تلك الفرص، لأوصيهم بعدم التفاوض، ولأن رسالتي تصل لهم بطرق عامة وخاصة معاً، ولأني أريد تكوين قوة شعبية ضاغطة من كل مقاومي الانقلاب ترفض التفاوض الآن لأنه خطأ، ولأني أعرف أن قادة الانقلاب يزعجهم أن نتنادى بوقف أي تفاوض مع المجرمين، ولهم أن يعرفوا موقف شعب مصر من جرائمهم، فلا تمتد يدنا مطلقاً لتصافح أو تفاوض يد مجرم قاتل غاصب للحرية والحرق. أعلم أن هذه الكلمات قد تزعج البعض، ولست براغب في ذلك، ولكن الحق أحق أن نصدع به وأن نتواصى عليه وألا نصطلح على السكوت عن الخطأ أبدا. مصر غالية. دم الشهداء أغلى .. ومصالح شعب مصر أولى من مصالح أي فريق أو تيار. والثورة لابد أن تنتصر .. على الانقلاب .. وعلى المتعجلين .. وعلى من يفاوض مفرداً وقت المحن. لقراءة هذا المقال كاملا اضعط هنا