إن حاجات الشباب والمراهقين الصغار الحقيقية من الكتب والروايات أمر مبدئي ومهم جداً، وصولاً إلى الاعتناء بنوع وحجم ووزن ولون وصورة غلاف الكتاب، وكما تفعل الأمم الأكثر تحضراً في صناعة الكتاب، فإن موضوع أو قصة أو لغة الكتاب تعتبر المقدمة الأهم التي يحب توفيرها قبل مناقشة النتائج. تلك هي الأمور الأكثر ضرورة أو صعوبة، والتي عادة ما نفشل نحن العرب في توفيرها أو الانتباه لها، أو تشخيصها بدقة، فنؤلف للشباب ما نريدهم نحن أن يعرفوه لا ما يتوقون هم لقراءته، أو ما يناسب حياتهم وتجاربهم، وننشر لهم كتب السياسة باستفاضة، لأننا نحب السياسة، لا لأنهم يرغبون فيها، ثم نعرض لهم روايات جارسيا ماركيز لأنه عبقري الرواية اللاتينية، ويوسف زيدان لأنه صاحب توجه أدبي جديد ورائد، ثم نركز على ذلك فقط، وبعد ذلك نقول الشباب لا يقرؤون، دون أن نسأل عما يريد الشباب قراءته فعلاً، فربما لهم اهتمامات وتوجهات مغايرة عن هذا السائد الذي اعتدنا نحن الكبار عليه. لا يعني ذلك مطلقاً أن كتب السياسة، ويوسف زيدان، وماركيز، وطه حسين وتشارلز ديكنز لم تعد صالحة، إنها من روائع الكتب التي يمكن أن تقرأ، وعلينا أن نحاول تعريف الجيل الجديد بها، لكننا يجب أن نعترف باختلافات الذائقة أيضاً واحتياجات العمر، فمنذ فترة وصل كتاب «قط شارع اسمه بوب» إلى صدارة واجهات الكتب في نيويورك وصار على قائمة «البست سيللر»، أي الأكثر مبيعاً لأكثر من ستة أشهر. يروي الكتاب قصة عازف الجيتار المتشرد جيمس براون الذي تحوّل بمساعدة قط وجده جائعاً ومريضاً في الشارع، من مدمن مخدرات إلى شاب ناجح باع أكثر من 250 ألف نسخة من الكتاب الذي كتبه وترجم إلى 18 لغة عالمية. إنه ليس كتاباً تافهاً بقدر ما يبحث في مسألة الأمل والبحث عن هدف، وتلك قضية كل الشباب في العالم. لقراءة هذا المقال كاملا اضعط هنا