أ ش أ احتفل الكاتب الكولومبي الشهير جابريل جارسيا ماركيز بعيد ميلاده ال85 بنشر روايته الشهيرة "مائة عام من العزلة" إلكترونيا. وكان ماركيز -الحائز على جائزة نوبل للآداب- قد احتفل أمس (الثلاثاء) ببلوغه سن ال85 عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي تويتر؛ حيث قام بالإعلان عن صدور نسخة إلكترونية من أشهر رواية بالعالم، والتي مر على نشرها 45 عاما. ويتذكّر ماركيز على صفحته بموقع تويتر الاجتماعي ما دفعه لكتابة "مائة عام من العزلة"، فيقول: "أتذكر عندما كنت صبيا صغيرا في أراكاتاكا أخذني جدي إلى السيرك لرؤية الجمل العربي، وفي يوم آخر عندما قلت له إنني لم أرَ عرض الجليد، أخذني إلى مستعمرة شركة الموز". يضيف: "من هذه الصور استلهمت "مائة عام من العزلة"، إنها تعبّر عن أحداث حقيقية". وبيع نحو 30 مليون نسخة عبر العالم من روايته "مائة عام من العزلة"، وترجمة إلى نحو 35 لغة، من بينها العربية. كما أن هناك سببا آخر دعا ماركيز للاحتفال وهو مرور الذكرى ال30 على نيله جائزة نوبل للآداب، والذكرى ال60 على كتابته أول قصة، وهي "الاستقالة الثالثة". وُلِد الكاتب الأشهر في 6 مارس من عام 1927 في بلدة أراكاتاكا الكولومبية على ساحل البحر الكاريبي، وهو يقيم منذ عقود عدة في المكسيك، ويعاني من السرطان، ولم يكتب منذ صدور آخر رواية له عام 2004. وانطلقت شهرة ماركيز كأحد أبرز كتّاب الواقعية السحرية في أمريكا اللاتينية، والعالم بأسره. وبعد رواية "مائة عام من العزلة" صدرت لجابريل جارسيا ماركيز روايات أخرى رآها بعض النقاد أنها أكثر جرأة من "مائة عام من العزلة" مثل "خريف البطريرك"، و"ليس للكولونيل من يكاتبه"، و"قصة موت معلن"، و"الحب في زمن الكوليرا". وشكّلت هذه الرباعية التحف الأهم في هرم ماركيز الأدبي، لكن الغريب أن معظم أبطالها وأحداثها مستلهمة أساسا من روايته المركزية "مائة عام من العزلة"، فعلى سبيل المثال تتكرر مأساة الحرب الأهلية والانتفاضات ويعقبها سلام هشّ، وضباط متقاعدون لا يجدون ما يجنبهم شظف العيش، كما يتكرر الديكتاتور ويعيد إنتاج نفسه آلاف المرات. كتب ماركيز مذكراته في نص بديع أسماه "عشت لأروي" عام 2002، وهي الجزء الأول من سيرة ذاتية للكاتب، وتنتهي عند العام 1955، تبعها في عام 2004 ب"ذاكرة غانياتي الحزينات". وماركيز ظل يرفض عروض تحويل أفلامه للسينما العالمية رغم المطالبات الهائلة التي تنهال على روايته، إلى أن نجح المنتج سكوت ستايندروف في إقناعه بتحويل رواية "الحب في زمن الكوليرا" لفيلم عرض في 2007، وهو من إخراج مايك نويل. ويروي ستايندروف أنه ظل لنحو 3 سنوات لا ييأس في إقناع ماركيز بالحصول على حقوق روايته لتتحول لفيلم من بطولة فرناندا مونتينيجرو وخافيير بارديم، وجيوفانا ميزوغيورنو، وبنجامين برات، وبذلك أصبحت رواية "الحب في زمن الكوليرا" هي الرواية الوحيدة لماركيز التي دخلت استديوهات هوليوود وتحولت لعمل سينمائي. وقد كتب ماركيز منذ عدة سنوات رسالة يودّع فيها قرّاءَه بعد إصابته بمرض السرطان الذي لا شفاء له؛ بسبب بلوغه سنا كبيرة لا يحتمل جسده معه أي علاج، وفي الوقت ذاته يظل السرطان ينهش في جسده ويعيش على المسكنات بانتظار وفاته، إلا أنه كتب رسالة وداع شديدة السخرية وشديدة المرارة في الوقت ذاته. ولماركيز موقف شهير حين استلامه جائزة نوبل؛ حيث ذهب لاستلام الجائزة وهو يرتدي ملابس غير لائقة تماما، اعتراضا منه على برجوازية الجائزة ومانحيها، والتقطت له صور بجانب لجان التحكيم والمانحين وهو بملابسه هذه غير عابئ بكاميرات الصحفيين التي ظلت تلاحقه إلا أنه استلم الجائزة في نهاية الأمر.