إذا أردت أن تعرف بشكل سلس وسهل الدور الأمريكي في دعم الانقلاب على أول رئيس مدني منتخب في مصر، بعيدا عن ألاعيب سياسة العصا والجزرة التي تننفذها إدارة أوباما في الشرق الأوسط، فما عليك إلا تتبع تصريحات جون كيري وزير الخارجية، الذي لا يعمل من تلقاء نفسه بل ينفذ أوامر الإدارة الأمريكية بحذافيرها. وجاءت زيارة كيري لمصر الأحد 3 نوفمبر لتؤكد هذا المعنى، فالرجل تحدث عن علامات مفادها أن مصر على طريق الديمقراطية، رغم أن ما يحدث في مصر من قتل واعتقال الرجال والنساء وتعذيب وإهانة وإهدار للآدمية يؤكد أن المسافة الحالية بين مصر والديمقراطية أبعد من المسافة بين كوكبي عطارد وبلوتو. وكان كيري قد كشف وجه أمريكا القبيح في دعم الانقلاب في تصريحات أدلى بها أثناء زيارة لباكستان في الأول من أغسطس، حينما قال إن الجيش المصري لم يستول على السلطة، وإنما "استعاد الديمقراطية". وكان النائب الديمقراطي جيري كونولي عضو مجلس النواب الأمريكي عن ولاية فرجينيا الأمريكية قد فضح تماما الموقف الأمريكي من دعم الانقلاب خلال جلسة الاستماع بلجنة العلاقات الخارجية بالكونجرس الأمريكي الأسبوع الماضي حينما قال إن إدارة أوباما تتبع ذات المنطق الذي انتهجته لتفسير الإطاحة بحكومة الرئيس الشيلي المنتخب ديمقراطيا سلفادور ألليندي في سبعينات القرن المنصرم، ودعم أوجستو بيونشيه الذي قاد سنوات من القمع، حيث قتل وعذب آلاف الأشخاص. العجيب أن تصريحات كيري بوجود علامات أن مصر على طريق الديمقراطية يتناقض تماما مع تقرير أكبر منظمة حقوقية في العالم "هيومان رايتس ووتش" في 2 نوفمبر الذي أشار إلى عدم وجود أي محاسبة على عمليات القتل التي نفذتها القوات الأمنية ضد متظاهرين سلميين.