لم يكن التأييد الأمريكي للانقلاب على الرئيس المصري المنتخب ديمقراطيا ودعم وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي بالمفاجأة، لا سيما وهي الدولة التي دأبت على اختراق القانون الدولي، وترتدي دائما ثوب البلطجة السياسية، وهو ما يتجلى في ظاهرة الهجوم ب "طائرات بدون طيار". واستدعت الحكومة الباكستانية السفير الأمريكي لدى إسلام آباد للاحتجاج على الغارة الجوية التي نفذتها طائرة بدون طيار أمريكية أمس الجمعة، وأدت إلى مقتل زعيم طالبان في باكستان، حكيم الله محسود. وجاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية الباكستان أن الضربة "أتت بنتائج عكسية لجهود باكستان من أجل جلب السلام والاستقرار إلى البلد والمنطقة". وشهد شاهد من أهلها وكان السيناتور الأمريكي ليندسي جراهام قد قال في تصريحات سابقة له في فبراير من العام الجاري 2013 إن حصيلة قتلى الهجمات التي شنتها أمريكا باستخدام طائرات بدون طيار في باكستان وغيرها من الأماكن تناهز 4700 شخص. وأضاف : "أحيانا تقتل تلك الطائرات أشخاصا ابرياء، وهو ما أمقته" تحدي سافر وتعد الضربة الأمريكية الأخيرة تحديا سافرا لمنظمة العفو الدولية التي اتهمت واشنطن في 21 أكتوبر الماضي بارتكاب جرائم ترقى إلى مستوى جرائم الحرب في باكستان. وجاء التقرير تحت عنوان "هل سأكون أنا في المرة القادمة؟ ضربات طائرة أمريكية بدون طيار في باكستان"، أن هناك أدلة جديدة تشير إلى أن واشنطن نفذت عمليات قتل غير قانونية في باكستان من خلال هجمات الطائرات بدون طيار، وأن بعض تلك الجرائم يمكن أن يرقى إلى جرائم حرب. ويوثق التقرير الجديد لمنظمة العفو الدولية عمليات القتل الأخيرة التي قامت بها الطائرات الأمريكية بدون طيار في المناطق القبلية شمال غرب باكستان، والغياب شبه الكامل من الشفافية حول برنامج هذه الطائرات. ودعت العفو الدولية الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى ضرورة وقف استخدام مثل تلك الطائرات وتقديم المسؤولين عن تلك الهجمات غير القانونية إلى العدالة، وذلك في محاكمات علنية وعادلة دون اللجوء إلى عقوبة الإعدام. وأكدت المنظمة الدولية - في تقريرها - أيضا أن السرية التي تحيط برنامج الطائرات بدون طيار تمنح واشنطن "رخصة لقتل خارج نطاق المحاكم وبعيدا عن المعايير الأساسية للقانون الدولي". ويستعرض تقرير منظمة العفو الدولية وقائع 45 غارة جوية باستخدام طائرات بدون طيار في إقليم وزيرستان في شمال غرب باكستان خلال الفترة من يناير 2012 إلى أغسطس 2013، ولكن أمريكا "البلطجية" تعتبر نفسها فوق المساءلة. درس أخلاقي وكان النائب الديمقراطي جيري كونولي" عضو مجلس النواب الأمريكي عن ولاية فرجينيا الأمريكية خلال جلسة الاستماع بلجنة العلاقات الخارجية بالكونجرس الأمريكي يوم الثلاثاء الماضي قد لقن الإدارة الأمريكية درسا قاسيا بشأن تبرير واشنطن لإقصاء حكومة منتخبة ديمقراطية في مصر، مشيرا إلى أنه يتناقض مع تقديم واشنطن نفسها على أنها منارة للديمقراطية الليبرالية في العالم، معتبرا أن ذلك يشبه دعم أمريكا للإطاحة بحكومة الرئيس الشيلي المنتخب ديمقراطيا سلفادور ألليندي، ومساندة الديكتاتور أوجستو بيونشيه الذي قاد سنوات من القمع، حيث قتل وعذب آلاف الأشخاص.