سقط قتيلان برصاص قوات الجيش والشرطة المصرية خلال محاولة لتفريق مظاهرة بمحافظة بني سويف تندد بالانقلاب العسكري، بينما خرجت مظاهرات في القاهرة وعدد من المحافظات. وفي حين تواصلت الاعتقالات لمعارضي الانقلاب، طالبت جبهة استقلال القضاء بتجميد قضايا معارضي الانقلاب. فقد قال وكيل وزارة الصحة في بني سويف مجدي حزين إن شخصين قتلا وأصيب 15 يوم الثلاثاء في محاولة لقوات من الجيش والشرطة تفريق مظاهرة معارضة للانقلاب العسكري في المدينة. وأضاف لرويترز أن القتيلين والمصابين سقطوا بالرصاص. وقال شاهد عيان إن مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي حاولوا تنظيم مسيرة في وسط المدينة، لكن قوات الجيش والشرطة اعترضتهم وأطلقت عليهم الرصاص الحي. مظاهرات في هذه الأثناء استمرت الثلاثاء المظاهرات المنددة بالانقلاب العسكري في مصر، بالقاهرة وعدد من المحافظات. وخرجت مظاهرات في مدينة حلوان بالقاهرة استمرت أكثر من أربع ساعات، طافت شوارع المدينة ووصلت ميدان الشهداء، حيث أقيم العديد من الفاعليات لرفض للانقلاب العسكري وحظر التجول, وأعلن منسق حركة تمرد بحلوان انضمامه مع 150 آخرين إلى "أنصار الشرعية ورافضي الانقلاب". وقال صابر محمد إنه حين وقّع على استمارة تمرد لم يقصد قتل أحد أو اعتقال آلاف الشباب، وإنما كان يطالب بانتخابات رئاسية مبكرة، لاعتراضه على بعض سياسيات الرئيس المعزول محمد مرسي. وفي حي المعادي بالقاهرة فرقت قوات الأمن -مستعينة بكلاب بوليسية- مسيرة رافضة للانقلاب العسكري. وفي محافظة الإسكندرية خرجت مظاهرة ليلية ضمن فعاليات أسبوع "الشعب يقود ثورته" التي دعا إليها التحالف الوطني لدعم الشرعية، وندد المتظاهرون الذين رفعوا لافتات وشعارات عدة بالانقلاب وطالبوا بعودة الشرعية كاملة. وخرجت مسيرات ليلية تندد بالانقلاب العسكري في الحوامدية وكفر حكيم بمحافظة الجيزة، وأبو زعبل بمحافظة القليوبية. كما تظاهر عدد من أهالي مركز الغنايم بمحافظة أسيوط. وقد جابت المظاهرة -التي خرجت خلال وقت سريان حظر التجول- شوارع المركز، وطالب المتظاهرون بمحاسبة من تسبب في مقتل المئات من المتظاهرين السلميين. كما نظمت حركة "ما يحكمش" عروضا مصورة في كفر الدوار بمحافظة البحيرة. في حين نظم "أولتراس حرية" مظاهرة بمركز جرجا بمحافظة سوهاج. وفي محافظة المنيا نظم معارضو الانقلاب مسيرة بالسيارات والدراجات النارية طافت مركز مغاغة. كما خرجت مظاهرات أخرى بمحافظة قنا بصعيد مصر، وبمحافظات الدقهلية والشرقية والمنوفية ودمياط وغيرها. في هذه الأثناء أصدرت الجماعة الإسلامية وحزب البناء والتنمية المنبثق عنها بيانا نددت فيه بمحاولات "بعض الصحف القومية والخاصة الترويج لمخططات لاستقلال الصعيد عن مصر". وقال البيان إن "هذه الدعاوى التي يروج لها الإعلام تُشتم منها رائحة التحريض على صعيد مصر، والتمهيد للبطش بمعارضي الانقلاب العسكري تحت دعوى لا وجود لها أصلا". اعتقالات وإدانات من ناحية أخرى اعتقلت قوات الأمن المصرية فجر الثلاثاء ابنة القيادي في حزب الحرية والعدالة عبد الرحمن الشواف ضمن حملة دهم واعتقال طالت نساء عديدات منذ انقلاب الثالث من يوليو/تموز. ووجهت إلى بعض المعتقلات تهم خطيرة مثل حيازة أسلحة "آر بي جي". ويشكل اعتقال النساء تحولا في سلوك الأجهزة الأمنية في مصر في فترة ما بعد الثلاثين من يونيو. على صعيد متصل، نظم العشرات من أعضاء هيئة تدريس جامعة بني سويف ونقابة البيطريين الفرعية ببني سويف اليوم وقفة تضامنية، تنديدا باعتقال الدكتور محمد بديع، الأستاذ المتفرغ بكلية الطب البيطري بالجامعة، ومرشد جماعة الإخوان المسلمين. وذكر مراسل الجزيرة نت في بني سويف رامي زغلول أن المشاركين طالبوا رئيس الجامعة ومجلسها بالتدخل العاجل للإفراج عن الدكتور بديع، بصفته عضواً بهيئة تدريس الجامعة. وفي السياق ذاته طالبت جبهة استقلال القضاء لرفض الانقلاب في مصر بتجميد قضايا معارضي الانقلاب، وتنحي القضاة عن النظر فيها، مؤكدة أن إسقاط الانقلاب هو الطريق إلى دولة القانون والعدالة. وقالت الجبهة في بيان إنها تتابع بأسف شديد استمرار غياب السلطة القضائية واقعياً، وعدم سيادة القانون منذ الثالث من يوليو/تموز الماضي, كما استنكرت الاتهامات الموجهة إلى قيادات التحالف الوطني لدعم الشرعية، وقالت إنها تكشف عن عودة مصر إلى ما قبل ثورة يناير.