يجب على كل زوجة ألا تنسى أن زوجها يحتاج منها أمرا شديد الأهمية وهو الاحتياج إلى الشعور بأن زوجته في حاجة إليه ولا تستطيع أن تعيش بدون عطائه ودوره وتأثيره. تتعجب بعض الزوجات من أن زوجها يمل استقلاليتها، وأن زوجها يختنق من عدم احتياجها له، وأنم زوجها يمل من أنها تحرمه من الإحساس بأنها تريد أن تأخذ منه وتحتاج إليه. إن أكبر حرمان يمكن أن يعاني منه الزوج خاصة ذلك الذي اعتاد على أن يكون كريما معطاء في الجانبين المادي والمعنوي، هو أن تحرمه زوجته من الإحساس بأنها في حاجة مستمرة لعطائه ومنحه. إذا أدركتي ذلك، علمتي أن كونك تقومي عن زوجك بكل شئ، وتُشعريه بأنك لا تحتاجي منه، إنما هي حالة قتل لقدرته وإحساسه وسر وجوده، وتضعينه في حالة أسر الشعور بعبء وجود طاقة لديه غير مستخدمة، فتبقى مُهدرة، تؤرق صاحبها أكثر مما تسعده، كمن يحمل على ظهره عبئا ويبحث عن مكان يُنزله فيه. إن كثير من الأزواج الذين يفكرون في الزوج مرة ثانية أو في بعض الأحيان ومع ضعف الإيمان يقع في العلاقات المحرمة، يكون السبب في ذلك ليس أن زوجته غير جميلة أو لاتهتم بأناقتها وجاذبيتها، ولا يكون السبب في ذلك أنه لا توجد مشاعر عاطفية بينهما ولا يكون السبب كذلك أن الزوجة مقصرة في واجباتها الزوجية، ولكن العجيب أن الدفاع الذي يحرك الرجل نحو هذا الزوج الثاني يكون إحساسه بأن زوجته لا تحتاج إليه بالصورة التي تلبي رغبته في العطاء والمنح. والحقيقة أن هذا الموضوع يركز على الزوج الرجل وليس الزوج الذكر، فالرجل الحقيقي الذي يستشعر كونه رجلا هو الذي لا يجد سعادته الحقيقية إلا عندما يفيض على زوجته بالعطاء، فهو لا يشعر بوجوده وكيانه إلا عندما يجد زوجته في حاجة إلى حمايته وحنانه وعطائه وحبه واهتمامه. ومن المتعارف عليه بين الأزواج، سواء من الرجل أو المرأة أن الطرف الذي غضب من الأخر يرفض أي خدمة يقدمها له ويكون أكبر عقاب يمكن أن يحدث للزوجة التي لديها إحساس وعاطفة قلبية وتحتفظ بإنسانيتها هو أن يكون الرجل غير محتاج لها ويشعرها بأنه لن يطلب منها الطلبات التي اعتاد عليها، والأمر نفسه وربما يكون أشد إيلاما عندما تمارس الزوجة هذا الأسلوب عندما تشعر زوجها بأنها لم تعد في حاجة إليه ولا تريد منه أداء الدور الذي اعتادت أن تحتاجه منه. الرجل مهما كان يشعر بالتعب أو الضغوط في الحياة يكون دائمًا في حاجة ماسة إلى تلبية احتياجات زوجته والقيام على ذلك والوفاء بكل متطلباتها، وهذا المشهد المتكرر الذي يرى خلاله عيون زوجته وهي تحمل احساس الأمان والاطمئنان لوجوده ودوره، هذا المشهد هو الذي يجعله يتحمل أي مصاعب في الحياة. وانظري إلى الزوجات من حولك ستجدين الكثيرات منهن يعطين كل العطاء، ويتعجبن أن الرجل غير راضٍ، والسر في ذلك أن الزوجة لم تسمح لزوجها أن يرى احتياجها له، ولم تسمح له بأن يراها تحتاج إلى أن تأخذ منه، وهذا يشعره وكأنه يحمل ما يمكن أن يتم توزيعه لآخرين، وهذه هي المساحة التي تسمح بوجود أخرى، فمن تزيد موارده عن حاجته يبحث عن مكان أخر ليضعها فيه وإلا خنقته.