في كل يوم تتكشف الأمور عن جديد في سوريا، وخيوط المؤامرة "الكونية" لا زالت تتساقط على الأرض كاشفة معها مزيدا من الأقنعة التي يرجع الفضل في انكشافها لثورة أطلق عليها أهلُها "الثورة الفاضحة" وكثيرة هي الأقنعة المتساقطة، لكن لعل أبرزها هو * النظام العالمي الجديد الذي أثبتت الأيام والأحداث تورطه في دعم الجلاد وإدانة الضحية، ولم تشفع دماء أكثر من مائة ألف شهيد، في اتخاذ موقف عادل لوقف مجازر النظام. * المنظمة الأممية التي أثبتت عمالتها للنظام العالمي، وأصبحت مجرد أداة في يد الولاياتالمتحدة والدول الكبرى لتمرير مخططاتهم. * الديموقراطية الأمريكية التي أثبتت الأحداث المتتالية في سوريا وبلاد الربيع العربي أنها ديموقراطية انتقائية، بل وحصرية على الرجل الغربي، ولا يحل لعربي أن يستريح في ظلالها بعض الوقت من عناء وظلم السنين. * مسرحية الممانعة والمقاومة والتي انهار محورها (إيران وحزب الله) منذ الرصاصة الأولى التي تم تصويبها إلى صدور المتظاهرين السلميين المطالبين بالإصلاح. الأسد يقلد خطة صهيونية أكد رئيس التجمع السوري للإصلاح المعارض المهندس غسان النجار أن بشار الأسد يقلد الخطة الصهيونية التي طبقها الاحتلال عام 1948 والتي ارتكب فيها أبشع المذابح والمجازر، والتي أدت في النهاية إلى تهجير السكان الفلسطينين وإحلال الصهاينة بدلا منهم في مناطقهم. وقال النجار ل "التغيير" إن الأسد يرتكب المجازر والمذابح المروعة، ويتعمد تسريب بعض المشاهد بهدف بث الرعب والفزع بين السكان لتهجير مئات الآلاف وإحلالهم بموالين له –أغلبهم من الطائفة العلوية- وصولا إلى حلم الدولة العلوية. وأشار النجار إلى ما وصفه بالحقد الأسود الذي يملأ قلب عصابة الأسد بحيث أنها تقوم بذبح الأطفال والنساء بالسكاكين، وبإمكانهم إن يقتلوهم بالرصاص، موضحا أن تلك المشاهد البشعة ساهمت في قفز أعداد الفارين من سوريا بصورة غير عادية خلال الأشهر الماضية. دعم أمريكي لنظام الأسد أشار رئيس التجمع السوري للإصلاح إلى أن الولاياتالمتحدة تدعم بقاء واستمرار بشار الأسد في الحكم، مدللا على أن مواقف واشنطن من ثورة الشعب السوري مرتبطة بالموقف من الكيان الصهيوني وضمان أمنه الذي لم يمس على مدار 40 عامًا. وأكد أن الأمريكيين يعتبرون استمرار نظام عائلة الأسد مصلحة استراتيجية عُليا للكيان الصهيوني وضمانًا لاستقرار المنطقة على النحو الذي يريده حكام تل أبيب. وحول تردد بعض الدول في تسليح المعارضة أوضح النجار أن الموقف الفرنسي والبريطاني متناقض، ففي الوقت الذي يدعون فيه إلى تسليح المعارضة، يدعون إلى الحوار مع نظام الأسد. تصفيات طائفية جعل شبيحة الأسد المذهبية المقيتة معيارا للإبادة الجماعية وما زالوا يمارسونها في بعض المناطق مثل بانياس، مؤكدين عزمهم على تصفيات مماثلة كما في الحشود المدعومة بمقاتلي حزب الله حول بمدينة القصير بريف حمص قرب الحدود اللبنانية، كل ذلك يشير إلى خطة غير معلنة لدى النظام بتفريغ مواقع محددة من أهلها تمهيداً لمرحلة لاحقة ضمن أحد السيناريوهات المحتملة في حال تضييق الخناق عليه مثل إمكانية تقسيم الدولة، فيحتفظ النظام بالمناطق التي تشكل فيها الطائفة الموالية له أغلبية، ويضم إليها المناطق التي أفرغها من سكانها وهي بحسب جغرافية البلد تعد مناطق استراتيجية بالنسبة إليه، ف"القصير" منفذ حيوي إلى لبنان، وبانياس ساحلية وفيها مصفاة النفط وتقع بين مدينتي جبلة وطرطوس اللتين يعتبرهما النظام تابعتين له، بعد أن سهل لطائفته السيطرة عليهما عبر أربعة عقود مثل جبلة التي صار "السنّة" فيها أقلية بعد أن كانوا أغلبية مطلقة. "بانياس.. إبادة طائفية بغطاء أُممي" كان هذه عنوان التظاهرات السورية الجمعة الماضية لأنهم يدركون حقيقة النظام ونياته، أما تخوفات مفوضة الأممالمتحدة لحقوق الإنسان من إمكانية ارتكاب النظام أعمالا وحشية ضد المدنيين في القصير، فهي مشروعة من خلال ما جرى في الفترات السابقة من عمر الثورة السورية، لكن تخوفاتها لن تقدم أو تؤخر مادام الأسد يتمتع بحماية روسية تؤكدها تصريحات لافروف بأن "بلاده في آخر مراحل تسليم صواريخها للدفاع الجوي إلى سوريا" مما يضعف احتمال التوصل إلى حل سياسي في المؤتمر الذي اتفقت الولاياتالمتحدة وروسيا على عقده نهاية الشهر الجاري.