إن كثيرا من الأشخاص لا يحتفظون بملفات عن الأشخاص الذين يريدون تذكرهم . فهم ليسوا مندوبي بيع يتعاملون مع عشرات العملاء كل أسبوع ، ويحتاجون إلى كتابة ملحوظات عن الأشياء التي تثير إعجابهم إذا كنت كغيرك من البشر ، فربما يكون كل ما تحتاجه هو اكتساب طريقة لزيادة قدرتك على تذكر المعلومات الهامة التي تصادفك أثناء قراءتك اليومية ، الطريقة التي سأصفها الآن يستخدمها عدد كبير من الشخصيات البارزة المعروفة بانجازاتها على مستوى العالم ، هذه الشخصيات تتعامل بصفة مستمرة مع عدد لا نهائي من التقارير ، والمذكرات ، والمعلومات المهنية المتخصصة ، والكتب والإعلانات . هل يضطرون إلى حفظ كل ما يقرأونه ؟ كلا بالطبع . لكنهم حين يعثرون على معلومة هامة تستحق الحفظ ، يقومون بتذكر المكان الذي وجدوا فيه تلك المعلومة . وكما يحدث معك فى بعض الأحيان ، فهؤلاء الأشخاص يضطرون إلى تذكر معلومة فجأة ودون مقدمات ، وقد يكون عمر تلك المعلومة سنة أو سنتان لكنهم يحتاجون إليها على الفور . لكن بفضل القوة المضاعفة التي توفرها فهرسة البيانات ، فإن أولئك الأشخاص تمكنوا من استطالة سعة الذاكرة . ها هي طريقة تطبيق عملية فهرسة البيانات ، طبقا لما يفعله بعض الأشخاص الذين أعرفهم : * طبيب يستخدم هذه الطريقة تشبه مسار المعلومات الجديدة التي تتضمنها المطبوعات الطبية التي تصله كل أسبوع * سمسار بورصة يقرأ الكثير من المطبوعات الخاصة بالنشاط التجاري يستخدم الطريقة لتذكر مواقع الموضوعات التي تهمه فى مجال تعامله مع الشركات المتخصص فيها . * ربة البيت التي تحتفظ بالمجلات التي تحتوي على مقالات شيقة عندما ترغب فى الاطلاع على المجلة المناسبة المتخصصة فيما ترغب فيه أو تهدف إليه . * مدير تنفيذي يتعين عليه التعامل باستمرار مع مجموعة كبيرة من اللوائح والتنظيمات المتغيرة دائما يستخدم الطريقة لتحديد القواعد التي يخضع لها عمله أيا كان نوعه . لكن هل يمكن أن يعمل العقل البشري بمثابة فهرس يحتوي على عدد هائل من المعلومات ؟ أجل ، لكنه ليس فهرسا يبدأ بحرف الألف ، وينتهي بحرف الياء ، أي أنه ليس فهرسا عاديا كذلك الذي نراه فى الكتب ، ففي استخدام طريقة فهرسة البيانات ، لا يمكنك أن تستعرض المعلومات فى ذاكرتك حتى يصل إلى الحرف المطلوب ، ثم الكلمة المطلوبة . فالعقل لا يعمل على تلك الصورة ها هي الطريقة التي يعمل بها العقل : " فى إمكانك دائما أن تتذكر المعلومات الجديدة إذا ارتبطت بشيء آخر بأسلوب جذاب أو غير مألوف " عندما كنت فى المرحلة الابتدائية ، لم يكن بوسعي على الإطلاق أن أتذكر اللقب الصحيح للشخص الذي كان يدير المدرسة ، لانني كنت دائما أخطىء بينه وبين كلمة آخرى تقاربه فى النطق والكتابة . لكن إحدى المعلمات شرحت أسلوبا لطيفا يمكنني من تذكره ، فقد أخبرتني أن أطلق هذا اللقب على شخص عزيز علي وأن أرفقه باسمه ، وهكذا لم أنس اللقب بعد ذلك مطلقا . ربما تكون أنت أيضا أثناء دراستك فى المدرسة اضطررت لتعلم أسماء الدول مثلا عن طريق ربطها بلون أو بصوت أو شكل أو حرف أو أكلة معينة . وعندما كبرن قليلا قد تكون اضطررت إلى حفظ أسماء مدرسي الموسيقى فى المدرسة عن طريق تكوين جملة تتآلف كلماتها من الحروف الأولى للأسماء . فى الأمثلة الثلاثة السابقة ، ارتبطت عملية التذكر بشيء جذاب أو غير مألوف ، إطلاق اللقب على شخص عزيز ، ربط أسماء الدول بشيؤ مفضل ، وتكون جملة من الحروف الأولى لاسماء المدرسين , فى كل حالة ارتبطت المعلومة بشيء محبوب ومألوف جعل استرجاعها عن الحاجة إليها أمرا سهلا