المعرفة وحدها لا تكفي ، لابد أن يصاحبها التطبيق .. والاستعداد وحده لا يكفي فلابد من العمل .. جوته فى أحد الأيام أرسل لي رئيس الشركة إعلان عن علم جديد اسمه " البرمجة اللغوية العصبية " واقترح علي أن أحضر ورشة عمل لمدة ثلاثة أيام فى نيويورك ، وبدون أي تردد قبلت على الفور . كنت متحمسا لاني سأخوض فى معرفة هذا العلم الجديد ، وخضرت ورشة العمل وقضيت أول يوم دون أن افهم أي شيء ، وشعرت بخيبة أمل ، وكنت على وشك الرجوع إلى مونتريال فورا ولكن قبل أن يتملكني اليأس قررت أن اعطي نفسي فرصة أخرى فتابعت فى اليوم الثاني وحضرت المحاضرة الأولى وكانت قوية جدا واستطاع المحاضر فى أقل من ثلاثين دقيقة أن يساعدني على تغيير اعتقاد سلبي كان يلازمني منذ سنوات وقررت فورا أن أكمل ورشة العمل ، وفعلا استفدت كثيرا وتغيرت حياتي تماما إلى الأحسن ، فقررت أن أحصل على أي شهادة ممكنة فى هذا العلم حتى أساعد نفسي وأساعد الآخرين أيضا . وبعد ستة أشهر حصلت على شهادة أول دورة تمهيدية ، وبعدها على شهادة ممارس ثم أصبحت مدربا معتمدا واشتملت الممارسة على حوالي 10 سنوات عمل وتدريب . وبعد ستة أشهر من التخرج قابلت زميلة فى مونتريال أنهت نفس هذه المراحل فى نفس الوقت معي وسألتها عن أحوالها ، وما الذي استفادته من الشهادة التدريبية التي حصلت عليها ؟ .. فقالت : مررت بتغييرات كثيرة فى حياتي وأصبت بانهيار عصبي ولم أقرر بعد ما الذي سأفعله بهذه الدورة . لقد قضت الزميلة سنوات عديدة من حياتها فى الدراسة ، وصرفت ألاف الدولارات لكي تصبح مدربة معتمدة أي أنها كانت لديها المعرفة الكافية لكي تتحكم فى الأحاسيس السلبية ولكنها لم تستخدم هذه المعرفة ولم تجن أية فائدة من حصولها على الشهادة وأصيبت بانهيار عصبي . وقد كان لديها كل المعرفة التي تلزمها لاحداث تغيير تام فى حياتها وحياة من تحبهم ، وكانت لديها المهارات التي تسمح لها أن تعيش فى مستوى عال ، ولكنها لم تضع هذه المعرفة موضع التنفيذ والفعل من الممكن أن تمتلىء بالحماس ، ويكون لديك طاقة عالية ، وتملك المعرفة والقوة العقلية التي تحتاجها للنجاح .. ولكنك إن لم تضع كل هذا موضع التنفيذ ستكون كل هذه المهارات بلا قيمة ولا طائل من ورائها .