تشعر فجأة بالملل أو بالتوتر من أمر ما، تتوجه مباشرة إلى المطبخ أو إلى الثلاجة حتى وإن كنت لا تشعر بالجوع، وبعد أن تلتهم كمية كبيرة من الطعام، تبدأ بمعاتبة نفسك وتشعر بالندم وبتأنيب الضمير. هل تجد هذا المشهد مألوفا؟ وهل أنت عادة تستهلك الطعام لتملىء فراغا نفسيا أم لتملىء معدة فارغة؟ إذا بدأت تأكل فور شعورك بالغضب أو الملل أو الحزن أو التوتر أو الفرح أو الانفعال أو القلق أو شعور آخر مبهم، فأنت تمارس الأكل العاطفي. يتميّز الأكل العاطفي بالتهام الطعام ليس استجابة للجوع وانما كرد فعل لشعور نفسي ما أو لمزاج ما، غالبا ما يصعب على المرء تحديده أو التعبير عنه أو مواجهة أسبابه، فيفضل الهروب منه الى الأكل. وتوضح خبيرة التغذية الصحية سهى خوري، أن الدراسات تشير إلى أن الغذاء يلعب في هذه الحالات وسيلة للتغلب على مشاكل الحياة، حيث يتسبب استهلاك الأطعمة الغنية بالدهون والنشويات بتغيير في تركيز مركبات معينة في الدماغ، الأمر الذي يجعل المرء يشعر مؤقتا بالرحة النفسية وبالهدوء النفسي. ويقدّر الخبراء في جامعة Maryland في الولاياتالمتحدة أن الأكل العاطفي مسؤول عن 75% من فائض السعرات الحرارية التي يتناولها الأشخاص، مما يجعل الأكل العاطفي من الأسباب الرئيسية للسمنة. وتتميّز نوبات الأكل العاطفي بما يلي: - الصعوبة في تحديد أو التعبير عن المشاعر الذي يعيشها الشخص أثناء النوبة. - اختيار الأغذية الغنية بالنشويات أو الدهنيات مثل الخبز أو الأرز أو المعكرونة أو الحلويات أو الشوكولاتة أو النقرشات المصنّعة. وتشير الدراسات أن الملل يتسبب عادة باستهلاك الأطعمة المالحة بينما الحزن الحلويات، أما الفرح البيتزا والستيك. - التهام كميات كبيرة من الطعام بسرعة، يختارها الشخص بشكل مفاجىء وبدون تخطيط مسبق. - الشعور بفقدان السيطرة أثناء تناول الطعام، الاستمرار بتناوله عند الشعور بالشبع، ثم بالندم والإحباط وتأنيب الضمير فيما بعد. - عدم الاستمتاع بالطعام وعدم التركيز على مذاقه. - التفكير معظم الوقت بمشكلة السمنة. وغالبا ما يعاني الشخص الذي يمارس الأكل العاطفي من السمنة، الإحباط، خيبة الأمل ويكون عادة صاحب تجارب فاشلة عديدة في تخفيض الوزن. أما علاج الأكل العاطفي، فيعتمد بالأساس على تشخيص العوامل المثيرة له، وتقسم إلي خمس فئات: 1) العوامل الإجتماعية: عندما يلجأ الشخص الى استهلاك الطعام في غياب الجوع عندما يكون في حضور مجموعة كي يشعر أنه ينتمي إليها. 2) العوامل النفسية: وعندها يهرب الإنسان من مشاعر معينة الى الطعام. 3) عوامل ظرفية: ينتهز الإنسان فرصة الأكل لأنها أتيحت له وليس بسبب الشعور بالجوع. فمثلا عندما يدخل الإنسان إلى مطعم أو يمر الأنسان أمام دكان حلويات أو فلافل أو شاورما أو الجلوس أمام التلفاز أو الحاسوب. 4) الأفكار: عندما يأكل الإنسان نتيجة لاعتقادة أنه ذو ارادة ضعيفة وحالة ميؤوس منها أو أنه فاشل. 5) العوامل الفسيولوجية: عندما يأكل الشخص نتيجة شعورة بالنعاس أو التعب أو آلام الرأس أو أية أعراض أخرى غير الجوع. بعد تحديد العامل أو العوامل المثيرة لنوبات الأكل العاطفي، يسهل بناء خطة علاجية تتضمن طرح حلول ملائمة، مثل: - تحضير لائحة للاختيارات البديلة للطعام التي يمكن القيام بها للتخفيف من وطأة الإنفعالات، مثل الرياضة، الموسيقى، الكتابة، او مشاركة شخص آخر افكارك أو مشاعرك. - كتابة الأكل الذي تتناوله مع تحديد الساعة والحالة النفسية وكمية الطعام الذي تتناوله. - تنظيم الوجبات الغذائية كي لا يضعف الإنسان أمام اغراءات الطعام. - محاولة تأجيل تناول الطعام واشغل نفسك بأمور أخرى. -تناول الطعام ببطىء والتلذذ بكل لقمة منه، حيث أن هذا حتما سيساعدك في استهلاك كمية أقل. - الابتعاد عن الاغراءات الغذائية سواء في البيت أو في مكان العمل