"أنا جبت 12 مليون صوت .. يا 12 واحد".. بهذه العبارات القاسية بدا الفريق أحمد شفيق منفعلاً وهو يبعث برسالة إلى جبهة الإنقاذ منتقداً تصريحات بعض أعضائها برفضهم انضمامه إليها أو عقد تحالف بين الجبهة والأحزاب الموالية للفريق. الفريق شفيق، الذي خرج في حوار تليفزيوني الثلاثاء، قرر أن "يفضح" حقيقة علاقته مع "الإنقاذ" بعد فترة من الجدل دارت حولها العديد من التساؤلات بشأن لقاءات بين شفيق وبين قادة الجبهة وعلى رأسهم الدكتور محمد البرادعي رئيس حزب الدستور، وذلك أثناء زيارة الأخير للإمارات قبل أسابيع، وهو اللقاء الذي لم تؤكده أو تنفيه جبهة الإنقاذ أو حتى البرادعي نفسه. وكان شفيق قد حذر في حواره مع الصحفي مصطفى بكري من المساس به والحد من قدره قائلاً لهم "لا تنسوا أن أكل عيشكوا من الفلول"،، وذلك رداً على تصريحات أعضاء بالجبهة بشأن رفضهم التحالف مع "الفلول"، كاشفاً في الوقت ذاته عن لقاء جرى قبل شهور بينه وبين المخرج خالد يوسف، عضو التيار الشعبي - أحد الكيانات السياسية المشاركة في الجبهة - أكد له فيه رغبة الجبهة في انضمامه إليها ودعمها سياسياً، وهو الأمر الذي قبله شفيق بشروط لم تُنفذ، على حد قوله. وفور إدلاء شفيق بهذه التصريحات، رفض التيار الشعبي الرد عليها، متحججاً بأن خالد يوسف ليس بالبلاد حالياً وفور عودته سيتولى هو بنفسه الرد على هذه "الادعاءات"، في الوقت الذي رفض فيه أعضاء الجبهة من تيارات أخرى هذه التصريحات، مؤكدين أنهم سينسحبون من الإنقاذ غذا ما انضم إليها شفيق. تصرف فردي فمن جانبه، قال أحمد فوزى، الأمين العام للحزب المصري والقيادي بجبهة الإنقاذ الوطني، إن زيارة خالد يوسف للفريق أحمد شفيق "تصرف فردي" ليس له علاقة ب "جبهة الإنقاذ الوطنى"، مشيرًا إلى أن الجبهة لم ترسل رسميًا إلى الفريق شفيق أي شخص لبحث انضمامه على الإطلاق. وأكد فوزي أن موقف الحزب المصري الديمقراطي واضح، إذ يرفض انضمام الفريق أحمد شفيق، وسبق وأن أعلن الدكتور محمد أبو الغار، رئيس الحزب، أن الفريق شفيق مثله مثل الدكتور محمد مرسي، ولم يصوت لأي منهما فى الانتخابات الرئاسية الماضية. واستطرد فوزى: "لو انضم الفريق شفيق لجبهة الإنقاذ الوطني سينسحب الحزب المصري الديمقراطي منها فوراً ولن يكمل فى وجوده". وقال المهندس محمد سامي رئيس حزب الكرامة والقيادي بجبهة الإنقاذ أنه ليس من حق أي حزب أو قيادي بالجبهة تفويض خالد يوسف لدعوة شفيق للانضمام لهم أو عقد اتفاقات ما، أو التحدث باسم الجبهة، مؤكداً موقف الحزب الرافض لانضمام شفيق. وبعيداً عن التصريحات "الدبلوماسية" لأعضاء جبهة الإنقاذ، فإن ثمة حقيقة يعلمها الشعب المصري عن مرشحهم الرئاسي السابق مفادها أن الفريق "اللي في قلبه على لسانه" وأن ذكره لهذه المعلومات الخطيرة حول "علاقته" بالإنقاذ، جاء ليؤكد فيها وجود اتصالات بينه وبين الجبهة طالبته فيها بالانضمام إليها وتوحيد الجهود في مواجهة جماعة الإخوان، وذلك رداً على تلك التصريحات التى أدلى بها أعضاء بالجبهة رفضاً لانضمام شفيق باعتباره من "الفلول". "الاعترافات الشفيقية"، وإن كانت لم تعط أي رصيد إيجابي للمرشح الرئاسي الخاسر لدى الشارع، فإنها باتت كما لو أنها ضربة قاصمة لجبهة الإنقاذ، فمن ناحية بدت الجبهة، التي تدعي الثورية، وهي ذاهبة لترتمي في أحضان رجل مبارك، ومن ناحية أخرى فقدت الجبهة وبشكل رسمي مصدر رزق ودعم وتمويل بعد أن لفظها شفيق،،،.... وإلى هنا صمت جميع أعضاء الجبهة في انتظار الرد الحاسم من زعيمها "السري" خالد يوسف، "اللي مسافر دلوقتي ومايصحش حد يرد عنه علشان ما تبقاش نميمة"!!