أنا شخصيا أؤمن بأننا من الممكن أن نتعلم من أي شخص ومن أي شيئ فى أي مكان .. فقد تعلمت من المدرسة وظننت أن هذا فيه الكفاية ، ثم تعلمت من الجامعة وظننت أيضا أن هذا فيه الكفاية ، ولكنني اكتشفت أن التعلم هو عملية مستمرة مدى العمر لا تقف طالما بقينا على قيد الحياة ، وهناك فرصة لمعرفة أكثر ولحياة أفضل كل يوم ، ولذلك فأنا لا أهدر أي فرصة تتاح لي لتعلم أي شيء جديد لدرجة أنني تعلمت حتى من سالي : " وهو اسم الكلب الصغير الذي أقتنيه " أن أحب بلا شروط وكيف ألعب وأتناول كثيرا من الماء باستمرار .. وتعلمت من برينس وبيانكا : " وهما قطتي بنتاي " كيف أكون مستقلا وأن أخصص وقتا للعب والراحة .. وتعلمت حب الاستطلاع من السلاحف الخمس التي تقوم ابنتي نرمين بتربيتها . وتعلمت من الطبيعة أن دوام الحال من المحال ، وأن الأمل موجود دائما مع إشراق الشمس بغد أفضل .. وتعلمت الكفاح والصبر والعزيمة من النمل الذي لا يتوقف عن العمل .. ودائما أحمل فى جيبي مفكرة صغيرة وقلما لكي أكتب أي أفكار جديدة تنفعني فى مكان أكون موجودا فيه فى العالم . هل تعلم أننا فى وقتنا هذا وأكثر من أي وقت مضى لدينا كل السبل والوسائل للحصول على المعرفة .. المحاضرات ، والدراسات الليلية والدراسات بالمراسلة والدراسة الرسمية التي عن طريقها يمكنك الحصول على درجة الدكتوراة .. أي أن الحصول على المعرفة له طرق متعددة ومتنوعة . دعني أسألك هذا السؤال : هل عندك سيارة ؟ .. لو كانت الإجابة " نعم " فهل تنصت إلى راديو السيارة وتسمع بعض الأغاني العاطفية التي تذكرك بشخص ما جرح قلبك فى الماضي ؟ .. وكلما استمعت لهذه الأغنية كلما تأثرت مرة أخرى إلى حد أن تصل إلى عملك وأنت فى حالة اكتئاب ، وإذا ما صادفك أحد الأشخاص وبادر بتحيتك متمنيا لك يوما سعيدا ترد عليه وأنت فى حالة عصبية بقولك : " أرجوك تركني فى حالي ، فمن أين ستأتي السعادة ؟ " . نحن نقضي فى السيارة سبعمائة ساعة فى السنة فى المتوسط .. نقضيها فى حرب مع المرور وسماع أغاني عاطفية حزينة وأخبار كئيبة ، وبدلا من أن نستمتع بهذا الوقت فإننا نعرض أنفسنا لسيل من الضغوط الخارجية تزيد من درجة التوتر لدينا ،ويمكنك استخدام الوقت الي تقضيه فى السيارة بطريقة منتجة .. فإن مقدار السبعمائة ساعة فى السنة تكفي لكي طاقة عالية ، وكيف تزيد من نسبة مبيعاتك وتحسن قدراتك فى فن الاتصال وتبادل المعلومات ، وكيف تدبر أمورك بطريقة أفضل ، أو كيف تكون أبا وأما أفضل لاطفالك .. حيث أن مقدار السبعمائة ساعة هذه هو كل ما يحتاجه أي شخص للحصول على شهادة فى الإدارة .. أي أنك لو قمت بقيادة سيارتك لمدة عشر سنوات فإنه من الممكن أن تحصل على درجة الدكتوراة مجانا . أنا شخصيا أحمل دائما فى سيارتي أكثر من ثلاثين برنامجا على شرائط كاسيت ، وعندما أقوم بالسفر لاي مكان فإنني استخدم هذه البرامج فى تثقيف نفسي وزيادة المعرفة لدي . دعني أسألك سؤال آخر .. هل تحب القراءة ؟ .. عندما أسأل هذا السؤال للموجودين فى محاضراتي يقول أغلب الناس : " نعم " .. وبعدها أسألهم كم منكم يشتري كتبا ولا يقراها أبدا ؟ .. توضح الإجابة أن هذا يحدث لاكثر من 40 % من الحاضرين حيث أنه لا يوجد لديهم وقت كاف لقراءتها .