لا يستطيع أحد إصدار حكماً نهائياً على التطرف الديني في مصر وأن هناك محاولات لقمح الأقلية الدينية، خاصةً وأن الأدلة على ذلك كثير عندما كان المسلمون والمسيحيون على قلب رجل واحد ضد ظلم النظام السابق في أثناء ثورة 25 يناير بل وقام المسلمون بحماية الكنائس من خلال اللجان الشعبية. ما حدث أثناء الثورة يؤكد كل التأكيد بأن أحداث الكاتدرائية الأخير هي إحدى وسائل الثورة المضادة لبث الفتنة والفرقة بين المصريين بعد فشلها في محاولات سابقة لزعزعة أمن الوطن، ولعل أكثر ما يدلل على ذلك هو عدم الاعتداء على كنيسة واحدة أثناء ثورة 25 يناير رغم الغياب الأمني الكامل من الشارع. كنائس السويس وكانت كاتدرائية مارجرجس بالسويس شهدت عقب الثورة، التفاف شباب اللجان الشعبية مسلمين وأقباط حول الكنيسة لتنظيم المرور، ومساعدة القوات المشتركة من الشرطة والجيش فى حفظ الأمن، وللتأكيد على روح المحبة والوحدة الوطنية بين نسيج الشعب الواحد. وقال أحمد عمران رئيس اللجان الشعبية بالسويس :"إن وجود اللجان الشعبية أمام الكنائس ليس خوفاً عليها من المسلمين، لكن لبث الطمأنينة فى نفوس الجميع، وتقديم أجمل التهانى لإخوتنا المسيحيين، وإثبات أنه لا يوجد فرق بين الكنيسة والمسجد، وإننا شعب واحد واللجان الشعبية تريد توصيل رسالة لكل المصريين، وهى التأكيد على الوحدة الوطنية". وأكد عمران وقتها أن هدف اللجان الشعبية فى السويس القضاء على الفساد بكافة أنواعه، ومساعدة رجل الشرطة على التواجد فى الشارع، وتوطيد العلاقة بين الشرطة والشعب. كما نظمت حركة شباب 6 أبريل بالإسماعيلية ومجموعة ولاد البلد فرق عمل شبابية لتأمين الكنائس والمتنزهات العامة خلال احتفالات المحافظة بعيد القيامة المجيد وأعياد الربيع، وقال محمد سعد منسق حركة 6 أبريل بالإسماعيلية :"إن الحركة شكلت دروعًا بشرية لتطويق وحماية جميع الكنائس بالإسماعيلية خلال احتفال الأقباط بعيد القيامة المجيد في 2011، والتصدي لأي محاولة اعتداء أو بلطجة على الكنائس حتى انتهاء القداس". في المقابل، شكلت مجموعة ولاد البلد بمحافظة الإسماعيلية مجموعات من اللجان الشعبية من شباب وفتيات لمعاونة الأجهزة الأمنية في عملهم التأميني لأماكن التجمعات والمتنزهات للتصدي لأي أعمال بلطجة أو تحرش خلال الاحتفال على مدار يومين بأعياد الربيع. لجان الإسكندرية على نفس الصعيد في فبراير 2011 شكل أهالي الإسكندرية لجانٍ شعبية بجميع أحياء المحافظة؛ لحماية المساجد والكنائس من أي اعتداء قد يستغله البعض في الظروف التي تمر بها مصر وقت الثورة، يتناوب المسلمون والأقباط على الحراسة بها، مؤكِّدين أنهم يتمتعون بوحدة وطنية فريدة. وقال أحمد السيد أحد أفراد اللجان الشعبية :"إن لجنة مركزية تتولى التنسيق مع الجيش لحراسة المساجد والكنائس وكل المنشآت الهامة بالإسكندرية والأحياء المختلفة بها، بعد حالة الانفلات الأمني والغياب المتعمَّد لأجهزة الشرطة"، مشيراً إلى أن ما حدث أكَّد أن شعب "الإسكندرية" روح واحدة ونسيج واحد. وأوضح نادر نظير أحد الأقباط بشارع الجيش :"أن هناك حراسة مستمرة على الكنيسة بالشارع، يشترك فيها المسيحيون والمسلمون الذين يتناوبون على حراسة الشارع ككل، وأن شيئًا لم يحدث يمكن أن يعكِّر صفو العلاقة بين الجميع". السلفيون والكنائس في الوقت نفسه أكد حسام عامر وكيل حزب النور بالإسماعيلية، على قام به المسلمين وخاصة السلفيين من حماية للكنائس بمختلف المحافظات، خلال أحداث الثورة عندما سادت الفوضى بالبلاد وغابت الشرطة. جاء ذلك تعليقاً على الأحداث التى شهدتها الخصوص والكاتدرائية، حيث أكد أن تلك الأحداث لايُراد بها سوى إحداث الفتنة بين المسلمين والمسيحيين، للضرر بإستقرار مصر، وهو ما سيفشل فيه أى مخربين، مُشدداً على أن رعاية وحماية المسلمين لإخوانهم الأقباط، كما أوصى بذلك رسولنا الكريم.