كعادته دائماً، لا يخلو يوم الأول من أبريل من كل عام، من سيل الأخبار الكاذبة والشائعات التي تندرج جميعها تحت مسمى "كذبة أبريل"، وكعادة المصريين لا يتركون فرصة هذا اليوم إلا ويستغلوه بكم هائل من الأكاذيب والشائعات والتي يكشف مروجوها بمجرد نشرها أنها لا تعدو أكثر من أكذوبة ومزحة تزامناً مع هذا اليوم. إلا أن يوم الكذبة الشهير عالمياً، جاء مختلفاً عن سابقيه، إذ تعامل المصريون مع الأكاذيب التي تم ترويجها هذا اليوم، على أنها حقائق "مسلم" بها، غير منتبهين لحقيقة الأمر، وهو ما اعتبره البعض نتيجة طبيعية للأداء الإعلامي القائم على الشائعات والأكاذيب في كثير من الأحيان. فخلال الفترة الماضية اتخذ الآداء الإعلامي مساراً قائماً على ترويج الأخبار غير الدقيقة التي كانت تسبب حالة من استياء الجمهور على الحكومة والنظام، حتى وإن ثبت عدم صحتها فإن حالة الاستياء والضجر تستمر نظرا لتتابع الأخبار واستمرار الآلة الإعلامية على نفس أدائها دون تفعيل لميثاق الشرف الإعلامي القائم على إظهار الحقائق. ومع الوقت، بدا أن المصريين قد سلموا بالأداء الإعلامي واستسلموا لأكاذيبه، حتى ترسخ ذلك لديهم حين صدقوا شائعة إضافة "جوجل" لخدمة البحث ب "الشم"، كما تناقلوا بيان الرئاسة الذي أعلن عن إجراء انتخابات رئاسية مبكرة مايو المقبل، في حين "هلل" الزملكاوية لخبر انتقال لاعب الأهلي الشهير محمد بركات إلى صفوف الفريق الأبيض، في الوقت الذي تقدموا بواجب العزاء في وفاة القيادي الإخواني أكرم الشاعر الذي توفي بالدوحة على الرغم من تواجده بالسعودية!!!!!!. ولأن البعض اعتبر سرعة الاستجابة للكذبة في يوم الكذبة الشهير، يعود الفضل فيه للإعلام الذي ما يزال يعتمد على الأكاذيب كأداء له، فإن الحقيقية الأكثر مرارة هي التي يفرضها ذلك التساؤل حول الأسباب التي أدت لاستسلام عقل المشاهد بهذه السهولة لأكاذيب يعلم تمام العلم أنها من وحي خيال مروجيها.!! ... تساؤل .. عجز يوم "كذبة أبريل" عن الإجابة عنه.