تحدثني إبنتي عن الطفلة قصيرة القامة التي معها في المدرسة وكيف أن أغلب الطلاب يسخرون منها وأنها تبدو حزينة أغلب الوقت! أتخيل معاناة أهلها وتضحياتهم وأتعجب من سوء خلق الطلاب في مدرسة "إسلامية" راقية وغياب توجيه الأهل لإيقاف السخرية من طفلة "بريئة" وأهلها ابتلاهم الله و "عافاكم"! ويحدثني صديقي عن حلمه الذي "تأخر" في أن يكون له طفل واحد بعد سبع سنوات من الزواج بدون إنجاب، يحدثني عن "رضاه" بقدر الله ولكن لاينفي رغبته وزوجته "الطيبة"، ويحدثني صديق أخر عن ضيقه من أن زوجته حامل في طفل جديد وكيف أنه لم يعد سعيد بتلقي هذه "الهدايا"! وتحدثني "هي" عن ضيقها من زوجها لأنه طيب "زيادة عن اللزوم" ولايرتدي أحدث "الموضات" ويعمل في وظيفة "بسيطة"، وتحدثني "هي" أخري عن رغبتها في زوج "طيب" مهما كانت ظروفه لينهي وحدتها بعد أن تخطت الخامسة والثلاثين بدون زواج ولكنها راضية ومقتنعة أن "نصيبها" لم يأتي بعد! الكل يبحث عن "السعادة" الغائبة وقد تكون "سعادتك" معك وأنت لاتشعر، فيمر العمر وتمضي السنوات ولانستمتع أبداً "باللحظة" التي نعيشها و "النعم" التي بين أيدينا! الآن انظر في وجوه من "تحبهم" وقل لهم أنك "تحبهم" قبل أن يرحلوا أو ترحل أنت، الآن انظر إلي "نعم" الله التي معك و "شاهدها" وأشكره عليها، الآن انظر إلي كل "مبتلي" وقل "الحمدلله الذي عافاني مما ابتلاك به"، وإذا كنت راضياً صابراً منتظراً تحقيق "أحلامك" فثق بربك وتفاءل وتأكد أن قطار السعادة والفرحة سيمر بك وسيطرق بابك ولو بعد حين ... نعم صديقي ولو بعد حين.