لم يكن موقف الحكومة المصرية واضحاً من الثورة السورية في بدايتها، بعد تنحي المخلوع مبارك وتولي المجلس العسكري إدارة شؤون البلاد الذي لم يبد اهتماماً واضحاً بالشؤون الخارجية بقدر اهتمامه بالقضايا الداخلية للبلاد. وقد اقتصر الموقف المصري الداعم للثورة السورية على المستويين الشعبي والحزبي فقط نظراً لتفرغ حكومات ما بعد ثورة 25 يناير لمحاولة تحقيق مطالب الثوار وتحقيق الأمن. وقد بدا دور مصر تجاه الأزمة السورية واضحاً وقوياً عندما طرح الرئيس محمد مرسي مبادرة لمعالجة الأزمة السورية، وإيجاد حل سلمي يحقن الدماء خلال القمة الإسلامية الاستثنائية التي عقدت فى السعودية، وتتمثّل المبادرة في تشكيل مجموعة اتصال رباعية تضم كلا من مصر وتركيا وإيران والسعودية. مبادرة رسمية وقد لاقت المبادرة المصرية ترحيباً على الصعيدين العربي والعالمي نجح في تصحيح ما أفسدته زيارة وفد مصري لسورية ضم عدداً من رموز الأحزاب الناصرية واليسارية، برئاسة أحمد حسن أمين عام الحزب الناصري, لعدد من وزراء بشار الأسد، بدعوى مساندة سوريا ضد "المؤامرة التى تحاك ضدها"، تلك الزيارة التي دافع عنها رئيس الوفد أحمد حسن قائلاً :"إن تحليل الموقف الذي تمر به الأمة العربية يدل على وجود مخطط واسع لتدميرها وتحويلها إلى دويلات تحقق المصالح الصهيونية والاستعمارية ويستهدف سورية المعقل الأخير للقومية العربية والمقاومة". وقد أعلن الرئيس محمد مرسي أولويات مصر في التعامل مع الأزمة السورية والعمل على معالجتها وهي وقف نزيف الدم السوري، والحفاظ على وحدة الأرض السورية كاملة غير منقوصة، والوقوف ضد أي تدخل عسكري يزيد من أزمات الشعب السوري الذي يتحرك بكل قوة وعزيمة لينال حريته، ودعم عودة اللاجئين السوريين الى وطنهم مع تقديم كل صور الدعم لهم حتى يعودوا بكرامة وأعلنت مختلف الأحزاب والحركات الثورية المصرية دعمها للثورة السورية والجيش الوطني الحر، فعلى المستوى الحزبي ندد حزب "البناء والتنمية" الذراع السياسي للجماعة الاسلامية، بسياسة جامعة الدول العربية تجاه معالجة الأزمة السورية بعد مرور عام على بدء انتفاضة الشعب السوري ضد نظام الأسد، ودعت الجماعة الإسلامية لسرعة إمداد الجيش السوري الحر بالدعم والعتاد والتسليح لمواجهة جيش بشار. وطالبت الجماعة بسرعة التحرك نحو حمص وحماة للانضمام لصفوف الجيش السوري الحر ونصرة المستضعفين، معلنة الدعم المطلق للثورة السورية ودعمها اللامحدود للثوار السوريين، وطالبت الجماعة في مؤتمرها الأول بدعم سوريا بمراجعة الموقف الصيني والروسي بالأمم المتحدة لموقفهما تجاه الشعب السوري، ووصفته بالموقف المتخاذل والمؤيد للقمع والاستبداد. وكذلك حزب الوفد الذي أكد دعمه للثورة السورية سياسياً وإعلامياً، وكان أول من طالب بأهمية أن يكون للثورة السورية مجلس يمثل الرأس بالنسبة للثورة ويكون متحدثاً باسمها ومعبراً عنها فى سعيها لاكتساب الشرعية الدولية من خلال اعتراف دول العالم بحيث تصبح الثورة السورية مكتسبة الشرعية الدولية والشعبية فى سوريا مما يساعد على إسقاط النظام الحالي الذي أصبح بلا شرعية. دعم شعبي وعلى الصعيد الشعبي، توجه عدد من المجاهدين المصريين إلى سوريا للانضمام إلى الجيش الحر ومقاومة قوات الأسد النظامية، وأصيب عدد منهم فيما استشهد آخرون كان آخرهم الشهيد محمد محرز الذي تم استهدافه من قبل أحد قناصة الأسد في حلب أثناء قيامه بالاستطلاع تمهيدًا لتفجير إحدى الدبابات. كما أعلنت الجماعة الإسلامية في سبتمبر الماضي عن استشهاد 3 من أعضائها في سوريا أثناء قتالهم في صفوف الجيش الحر، ضد نظام بشار الأسد. وفي شهادة لأحد المقاتلين العائدين من سوريا ويدعى "أبو آدم" صرح لإحدى القنوات قائلاً :"إن للمصريين دور بارز في الثورة السورية"، مشيراً إلى استشهاد عشرة من المصريين بسوريا كان آخرهم ثلاثة الأسبوع الماضي في عملية للجيش الحر في حمص، أسفرت عن مقتل 400 ضابط وعسكري.