" قالت شيرين لجارتها هبة شاكية لها سلوك زوجها " أحكي له كل شي في حياتي وعن أهلى وأصدقائي ، ولكنه لايبادلني نفس الأمر فهو شديد الكتمان ولايحكي لي شيئا عن حياته أو عن يومه بالعمل، بل قد تنشأ ما بنا مشاكل كثيرة بسبب صرحاتي معه ورغبتي في إخباره كل كبيرة وصغيرة عني وعن يومي " وقابلت هبة حديث صديقتها شيرين بسؤال "ومن قال لك أنه يجب عليكي إخباره بكل شي ؟" نجد الكثير من النساء يتحدثن بكل كبيرة وصغيرة متعلقة بهم أمام أزواجهم، فهل من حق الزوج أن يعرف كل شيئا .عن زوجته والا يكون للزوجة بعض الخصوصيات ؟. وتقول ندي إبراهيم في إجابة منها على هذا السؤال " انه ليس من الواجب على الزوجة أن تخبر زوجها بكل شي في حياتها، ويجب أن يحترم كل شخص خصوصية الطرف الآخر، فقد تقول الزوجة أشياء صغيرة ويصنع منها الزوج مشاكل و خلافات ، فمن المفترض أن يكون لكل فرد داخل الأسرة خصوصياته " وتؤيدها في الرأي أميرة أحمد بقولها" أنه من غير الضرورة أن تخبر الزوجة زوجها بكل شي يتم بالأسرة مدام الموضوع لم يصل إلى درجة الخطورة ولايتطلب ضرورة وجوده، فثمة مشكلة حدثت بين الأبناء واستطاعت الام أن تتجاوزها فليس من الضروري أن يعلمها الأب وبالتالي جني مزيد من المشاكل داخل المنزل ". "من حقه أن يعرف ما يدور داخل أسرته فقط" هكذا كانت رؤية خلود صالح موضحة " أنّه على الزوجة إخفاء أمور محددة عن زوجها، خصوصاً إذا ارتبطت بالعلاقات الاجتماعية وعلى رأسها علاقة الزوجة بأهلها وأهله، والمواقف التي تحدث في غياب الزوج، ، إلى جانب الأمور المتعلقة بينها وصديقاتها ولا تشكل أهمية لدى الزوج وغير مرتبطة بلب حياتهم الزوجية، ولا تمس كيان الأسرة بأي شكل من الاشكال". وترى سمر فراج " أنه يجوز للمرأة إخفاء بعض الأمورعن زوجها، كأن يكون فيها عيب قد لا يلاحظه الزوج وتستطيع إخفاؤه؛ حتى لا يؤدي ذلك إلى نفور الزوج منها، وهناك أمور يحق لها أن تخفيها كالأعمال الصالحة من صدقة وغيره، أو أمور الحياة الاعتيادية التي لا يلقي الزوج لها بالاً، أو فيما يتعلق بماضي الزوجة الذي لا علاقة له بحياتها مع زوجها، كما يحق لها أن تخفي عنه معصية بينها وبين الله فعلتها وندمت عليها فلا داعي لذكرها فقد تثبت في ذهن الزوج". وترى غادة محمد " أن الأمر يختلف من زوج لآخر وفقا لصفاته الشخصية فمنهم من يريد أن تكون زوجته أمامه كتاب مفتوح يعرف كل حرف فيه ، ومنهم لايحب أن يعرف الا ماهو ضروري ولايهتم بالتفاصيل، مكتفيا معرفة الأساسيات التي يكون له الدور الأكبر فيها فقط ". وعلى الجانب الآخر يؤيد أسامة حجاج هذا الأمر قائلا " انه من حق كل طرف أن يكون له بعض الخصوصيات فيما يتعلق بأهل كل طرف وأن يقدر كل طرف هذه الخصوصية، مشيرا إلى أن حفظ السر من الأمور الهامة والضرورية في الحياة، لافتاً إلى أن عدم تقبل كل طرف لخصوصية الطرف الآخر يخلق الكثير من المشاكل" من جانبه يقول الدكتور عبد الرحمن القراش استشاري أسري "أنه يجب أن يتم من بداية الزواج الاتفاق على ايجاد مساحة من الحرية الشخصية، بحيث لا تؤثر على العلاقة بينهما ومن سمات تلك الحرية عدم الحديث عن الخصوصيات التي من حق كل طرف الاحتفاظ بها". ويضيف القراش "أنه على المرأة تقدير كل الأمور بميزان العقل بحكم معرفتها بزوجها، فليس كل شيء تعرفه الزوجة يجب عليها أن تتفوه به للزوج، وليس من حق الزوج إجبارها على الحديث عن كل شيء من خصوصياتها أو خصوصيات أهلها أو النساء اللواتي تعرفهن أو ما يدور في مجالسهن؛ لأنّ ذلك من قلة المروءة".