يترقب العالم زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى القاهرة وهي الزيارة الأولى لأي رئيس إيراني إلى مصر خلال عقود، ما يعضد احتمالات عودة العلاقات التاريخية بين الدولتين التي شهدت منحنيات بين الصعود والهبوط. ويصل نجاد غدا الثلاثاء إلى القاهرة، لحضور قمة منظمة التعاون الإسلامي التي تستضيفها القاهرة، بعد أن قام الرئيس محمد مرسي بخطوة تاريخية في أغسطس الماضي عندما قرر زيارة إيران لحضور فعاليات قمة عدم الانحياز وأحدثت زيارته جدلا كبيرا محليا ودوليا، لاسيما بعدما أدان مرسي خلال الزيارة المساندة الإيرانية لنظام الأسد، لدرجة دفعت الإعلام الإيراني إلى الوقوع في فضيحة مهنية جسيمة بعد أن ترجمت بالخطأ تصريحات مرسي في محاولة لتغطية الهجوم. علاقة مصاهرة وأشارت الكاتبة هولي داجريس من موقع "أهرام أون لاين"، إلى أن أكثر فترات التاريخ التي شهدت علاقات وطيدة بين البلدين يرجع إلى أيام شاه إيران محمد رضا بهلوي ووالده رضا شاه، كما أن لمصر وإيران علاقات بالغة القدم منذ عصر الإمبراطورية الفارسية. يذكر أن الأميرة فوزية شقيقة الملك فاروق الذي حكم مصر قبل ثورة 1952 هي الزوجة الأولى لشاه إيران، وأنجبت الأميرة شاهيناز، لكن الزواج لم يدم طويلا إذ انفصلا عقب ميلاد شاهيناز. تصادم مع الناصرية وتوترت العلاقة بين إيران ومصر في عصر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر إثر خلاف حول علاقة طهران الجيدة بالكيان الصهيوني في ذلك الوقت بينما كان عبد الناصر يتبنى مشروعاً يعتمد على القومية العربية ومناهضة تل أبيب. صداقة الشاه والسادات لكن الأمر تغير تماماً في عصر الرئيس الراحل محمد أنور السادات الذي كانت تربطه علاقة صداقة شخصية مع رضا بهلوي، نظراً لسياسة السادات الموالية للولايات المتحدة وهو ما عضد العلاقة بين الدولتين، وبعد أن مات الشاه من السرطان في يوليو 1980 دفنت جثته في مصر، في مسجد الرفاعي بالقاهرة، حيث كان السادات ضد الثورة الإسلامية التي أطاحت بالشاه. الثورة الإسلامية الإيرانية وشارع الإسلامبولي وتدهورت العلاقة مجددا بين البلدين بعد أن هيمنت الثورة الإسلامية على مقاليد الأمور في إيران عام 1979، حيث كان القائمون عليها مناوئين لاتفاقية كامب ديفيد بين القاهرة وتل أبيب، حتى أن طهران قامت فيما بعد بتسمية شارع على اسم قاتل السادات خالد الإسلامبولي مما أثار حفيظة مصر. وشهد عصر الرئيس المخلوع حسني مبارك استمرار الفتور في العلاقات المصرية - الإيرانية، حيث ساندت مصر العراق في حربها ضد إيران في فترة الثمانينات من القرن الماضي. وأثناء ولاية الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي تم تغيير اسم الشارع المثير للجدل إلى شارع الانتفاضة عام 2004، وكان هنالك علاقات متبادلة حذرة لم ترق إلى عودة العلاقات الدبلوماسية. وأردفت الكاتبة إلى أن الخوف مما يسمى المد الشيعي في مصر السنية كان هاجسا دائما يحد العلاقات المصرية الإيرانية، لكن المستقبل السياسي في منطقة الشرق الأوسط ملئ بالتقلبات. تأثير ثورة يناير وبعد ثورة 25 يناير وفوز الرئيس محمد مرسي بانتخابات الرئاسة، بدأت العلاقات بين البلدين تأخذ شكلا إيجابيا، مما يمنح لزيارة نجاد للقاهرة أهمية خاصة.