أعلنت شبكة "سكاى نيوز" الأمريكية أنه بينما كان دستور مصر الجديد لا يزال فى طور الصياغة، ثم محل شد وجذب بين معارضيه ومؤيديه وصل إلى حد الاقتتال، كان التيار الإسلامي يقود بخطي حثيثة قطار الدعاية للموافقة على النص فى أقاليم مصر، بينما تجمدت حملات المعارضة على أمل نجاح الضغط فى إفشال الاستفتاء. ورصدت الشبكة مجهودات التيار الإسلامى فى عدة محافظات مصرمن بينها محافظة بنى سويف أحد أفقر محافظات مصر.وبدأ شريف شريف وحيد في مقر حزب الحرية والعدالة بمدينة بني سويف بشرح الحملة الإعلامية لحزبه في المحافظة للتصويت بنعم للدستور:"ننزل منذ شهور إلى القرى والنجوع لشرح مزايا الدستور وتفنيد الشبهات التى يثيرها الإعلام حول بعض مواده ونوزع هذه النسخ منه على المارة فى الميادين والشوارع والأزقة "، حسب وحيد، عضو أمانة الحزب فى المدينة. ففى بني سويف، ثاني أفقر محافظات مصر بعد أسيوط، وحيث نسبة الأمية عالية بين سكانها (2,5 مليون نسمة)، يدرك مسؤولو الحزب عدم جدوى الكلام المطبوع،لذا يلجأون إلى "شرح المواد على أيدى خبراء فى القانون وإبراز محاسن الدستور مباشرة للمواطنين فى كل أماكن التجمعات السكانية، كما تقوم طالبات من أنصارنا بحملة اعرف دستورك فى المدارس والجامعات"، بحسب وحيد. ويضم الحزب، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، الذي ينتمي إليه الرئيس محمد مرسي، نحو 17 ألف عضو فى المحافظة. ويشير زميله سعد عزمي، أمين مجلس الحزب، إلى التخاطب بلغة بسيطة سهلة يتقبلها أهل الريف وإلى إنتقاء المواد التى تثير اهتمامهم. ويقول "نحن نعمل مع الناس حسب اهتماماتهم، فالفلاح البسيط لا يهمه تفاصيل نظام الحكم، ولكن يهمه دخله والمحافظة على قيمه وكبريائه، لذا أحدثه عن مردود الدستور الإيجابي على هذه الجوانب". ويروج التيار الإسلامي لفكرة أن الدستور يؤدي إلى استقرار البلاد وجذب الاستثمارات التى خسرتها مصر بسبب ثورة يناير 2011 والاضطرابات التى تلتها. وتبنى حزب النور السلفي شعار "بالدستور العجلة تدور" نسبة إلى عجلة الانتاج. ويؤكد عزمي أن "هناك استجابة واسعة النطاق" لحملة الحزب، وقال عزمى:"نحن نتبرأ من هذا الأسلوب التكفيري". ورأى أيضا أن بيع سلع غذائية أساسية بسعر مخفض للجمهور عبر منافذ تابعة للحزب "مجرد تخفيف لمعاناة المواطنين وليس رشوة انتخابية". لكن مجدي عادل من حزب المصريين الأحرار الليبرالي قال إن "الحشد الديني بدأ فى المساجد ويتوقع أن يبلغ ذروته فى خطبة الجمعة التى تسبق الاستفتاء يوم السبت".ويقول إن أنصار التيار الديني فى المحافظة "يحثون الناس على التصويت بنعم، بدعوى أنهم بذلك يناصرون الدين والشريعة". وتؤكد إيمان عادل، المسؤولة فى حزب المصريين الأحرار أن "الحزب لم يبدأ حملته بعد بخصوص الدستور على الرغم من تبقي نحو 48 ساعة فقط". "الموقف لم يكن واضحا لأننا انتظرنا نتيجة تصعيد الاحتجاجات الشعبية لنحدد موقفنا"، حسب إيمان.وهو ما أكدته أمينة المرأة بالحزب المصري الديموقراطي في المحافظة نجلاء محمود أيضا. وقالت إيمان إن "أعضاء المعارضة يتعرضون لهجوم لفظي عندما يحاولون توعية الناس في الأماكن العامة بمساوئ الدستور". وكانت جبهة الانقاذ الوطني، التي تضم المصريين الأحرار والمصري الديمقراطي وأحزابا معارضة أخرى مثل حزب الدستور الذي أسسه محمد البرادعي، قد حشدت لمظاهرات احتجاجية ضخمة بهدف إسقاط الإعلان الدستوري الذي منح الرئيس مرسي به لنفسه صلاحيات غير مسبوقة، وبهدف منع حدوث الاستفتاء على الدستور الذي اعتبرته غير توافقي ولا يعبر عن القطاعات المتعددة للشعب المصري لهيمنة التيار الإسلامي على صياغته. إلا أن مرسي لم يعر هذه الاحتجاجات انتباها ومضى قدما فى إجراء الاستفتاء وألغيت فى أخر لحظة يوم الأربعاء دعوة للحوار بحضور الجيش، فما كان من الجبهة سوى الدعوة للتصويت برفض الدستور ولكن فى حيز قصير لا يسمح بقيادة حملة منظمة.