حشدوا لمليونية 24 أغسطس، فأطلقوا كل مافى جعبتهم من فنون الدس والكيد والتآمر، بداية من مرسي ميتر ومروراً بحادث رفح ونهاية بمحاولة الاعتداء على رئيس الجمهورية. ففوجئوا بما لم يتوقعوه، أقيل المشير والفريق وألغى الإعلان الدستوري المكمل، وانتهى الأمر بخروج قلة قليلة فقط فى المليونية الحاشدة! ثم أعادوا الكَرَّة مرة أخرى، ودبروا ليوم 2 ديسمبر للإجهاز على الشورى والتأسيسية والرئاسة، ففوجئوا ثانية بما ليس فى الحسبان، فوجئوا بانتهاء مشروع الدستور وتحديد 15 ديسمبر للاستفتاء عليه، ثم قرار مجلس القضاء وقرار مجلس الدولة بالإشراف على الاستفتاء! تاركين الزند وعبد المجيد وتهانى ومرتضى كل يفكر فى مصيره! إن يوم 24 أغسطس كيوم 2 ديسمبر، كلاهما صفر، ومجموعهما صفر كبير، لأن القائمين عليهما أصفارٌ أيضاً: تدبيراً وتخطيطاً وتنفيذاً. من هنا فإننى أتوقع تغييراً كبيراً في الاستراتيجيات في المرحلة المقبلة، بعد الفشل الداخلي البالغ محصلته صفرا، أتوقع أن تتجه الأنظار للخارج، وأتوقع تحديداً أن تتجه الحركة غرباً! أتوقع الاستعانة بصديق، أو أصدقاء، أو حلفاء، لكن الحلفاء لا يتعاملون إلا مع عملاء .. فمن يا ترى سيكون...؟ ومن ياترى لن يكون...؟ أذكر أن الإخوان المسلمين كانوا قد تقدموا بطلب من داخل سجونهم السياسية لعبد الناصر للانضمام للمقاومة أثناء عدواني 56 و67 متجاوزين المحنة والظلم والاستبداد، ثم يعودون مرة أخرى لسجونهم، فهل يا ترى سيفعل الناصريون نفس الشئ من بيوتهم وليس من سجونهم .. إذا تجرأ الأجنبى على تهديد مصر؟ هل سيرفضون مسعى البرادعي وعمرو موسى وآخرين في استعداء الغرب والمؤسسات الاقتصادية الدولية ضد مصر؟ أم سيظلون متحالفين معهم مع توزيع الأدوار؟ التاريخ لن يرحم ..