في تطور جديد على الساحة العراقية... نوري المالكي يكشّر عن أنيابه واستفراده بالحكم وخلق الأزمات ليستمر في منصبه وإشرافه على الوزارات الأمنية والدفاع والمخابرات.. فضلا عن كونه رئيسًا للوزراء وقائد عام للقوات المسلحة. اسمه الحركي جواد المالكي، زعيم حزب الدعوة أقدم حزب شيعي في العراق، شخصية مثيرة للجدل، فرَّ من الرئيس العراقي الراحل صدام حسين في عام 1980، حين أصدر قرارًا حظر بموجبه الحزب فأصبح أعضاؤه مهددين بالإعدام، مما حدا بالمالكي والعديد من أعضاء حزبه إلى الفرار خارج البلاد. وفي مؤتمر صحفي عقده المالكي في بغداد، فتح المالكي النار على خصومه وشركائه في العملية السياسية الاحتلالية في العراق.. مدعيا أنه ملتزم بالدستور وأن شركاءه هم من يخرقون الدستور ويتجاوزون الاتفاقات. في حين أجمع شركاؤه على أن المالكي استفرد بكل شيء وأصبح دكتاتورا .. بخرقه وعدم التزامه بأية اتفاقات أو قوانين... فضلا عن الفساد المستشري في مفاصل الدولة وآخرها صفقة الأسلحة الروسية وتورط مسؤولين كبار ووزراء من المقربين للمالكي ومن حزبه (حزب الدعوة). وفي تصريحات إلى "التغيير"، قال حامد الخزرجي مدير مكتب الهيئة في القاهرة: لعل المالكي تعمد إطلاق هذه التصريحات.. لأن العملية السياسية بالعراق قامت بين عدد من الأشخاص على أساس تقسيم ملفات الفساد وأوراق الضغط على الآخرين.. ولسان حالهم يقول غض الطرف عن فضائحي واغض الطرف عن فضائحك.. ونقتسم أموال الفساد بيننا وكلنا في مركب واحد من يحاول إغراقه يغرقنا جميعا وليس هناك أحد يستطيع الخروج إلا عن طريق التصفية السياسية أو الجسدية بالاغتيال المدبر.. أو فضح ملفات الفساد. وأضاف الخزرجي: لعل في كل ذلك بشرى للشعب العراقي بأن العملية السياسية الاحتلالية تأكل بعضها بعضا ويسقط بعضها بعضا من ناحية... ويزداد يقين الشعب بفشل الطغمة الحاكمة في إدارة الدولة وقيادة مؤسساتها من ناحية أخرى، حتى لا يقعوا في الخطأ ذاته في الانتخابات القادمة. وأردف الخزرجي في تصريحات ل "التغيير" من جهة أخرى، فإن هكذا حكومة هشة تبنى على مثل هذه الأركان وهي السرقة والفساد والتصفية السياسية والجسدية... فإنها ستكون سهلة السقوط على أيدي الشعب إن أراد تغييرها بالطرق السلمية كما حصل في باقي بلدان الربيع العربي. تعذيب واغتصاب النساء في المعتقلات في حُجرات مغلقة ومعزولة بسجن الكاظمية، كشفت امرأة عراقية معتقلة عبر بعض وسائل الإعلام، وسجلت شهادتها للعالم بأن نساء معتقلات يتعرضن للتعذيب البشع، ويضربن بالفلقة، ويُغتصبن، من قبل أجهزة أمن عراقية، مؤكدة وجود شابات صغيرات السن اعتقلن في ظروف غامضة للضغط على آبائهن وإخوانهن. وتم نقل النساء السجينات ومعهن عدد كبير من المعتقلين تعرضوا للتعذيب أيضا في إجراء وقائي لتفويت الفرصة على اللجنة التي شكلها البرلمان لمقابلة السجينات العراقيات لغرض التحقق في حوادث الانتهاكات والتعذيب. من جهتها، أدانت هيئة علماء المسلمين هذه الجرائم التي وصفتها باللاأخلاقية التي ترتكبها الأجهزة الأمنية بحق السجينات العراقيات. أساليب تعذيب النساء كشفت باحثة اجتماعية بسجن الكاظمية للنساء عن أساليب التعذيب التي تمارس بحق المعتقلات والتي تتنوع بين تعذيب نفسي وجسدي، والذي يتفنن الجلادون في ابتكار وسائله الآثمة التي ورثوها من الأمريكيين والشيعة الإيرانيين كما يلي: أ . تعرية المعتقلات باستمرار لمدة تتجاوز الساعتين مع توجيه الكلمات والعبارات النابية والبذيئة التي تخدش الحياء وتجرح النفوس . ب . الضرب المبرح بالعصي والهراوات والركلات في المناطق الحساسة . ج . الصعق الكهربائي في الثدي والفرج والرأس . د . التحرش الجنسي بكل أشكاله . ذ . الاغتصاب المتكرر بعد منتصف الليل من قبل الحراس وبعض العاملين في السجون بمباركة ومشاركة مدير السجن حيث تتم الجريمة في أغلب الأحيان في غرفته ؟ التهديد باعتقال المعارضين آخر فضائح المالكي تمثلت في قيامه باعتقال عشرات النساء وتعذيبهن في سجون سرية والأمر باغتصابهن، وتعدى الأمر ذلك بإصداره مذكرات اعتقال بحق أشخاص وثقوا حالات تعذيب النساء، مهددًا الساعين لحجب الثقة عنه ب"إجراءات غير مسبوقة" متهمًا لجنة النزاهة النيابية بدفع ملايين الدولارات للتغطية على الفساد في قضية البنك المركزي. وقال المالكي في مؤتمر صحافي عقده اليوم في مبنى رئاسة الوزراء، إن "تجديد الدعوات إلى حجب الثقة عني ستقابل بإجراءات لم يسبق أن اتخذتها من قبل"، وأضاف "أصحاب هذا المشروع عندما طرحوه سابقا لم يحققوا شيئاً ووقتها كانوا أقوى وضعاً من الآن". إحكام القبضة على الأجهزة الأمنية صرح المحلل السياسي العراقي محمد سمير بأن المالكي أحكم سيطرته على أجهزة الأمن العراقية بعد أن قضى على السلسلة الرسمية للقيادة، ونقل مكتب قائد قوات الأمن إلى مكتبه، وأنشأ مراكز قيادة بالمحافظات يقودها جنرالات يقوم بتعينهم بنفسه. تحولت مهمة القوات الخاصة العراقية -والتي توصف بأنها الأفضل في الشرق الأوسط- إلى حرس خاص يُطلق عليه اسم "فدائيي المالكي"، وكذلك الحال بالنسبة لأجهزة الاستخبارات وجهاز القضاء التي تحولت جميعها لأدوات بيد المالكي. وأضاف سمير لأنه وبعد أن أرغم المالكي سائر الطائف السنية على التخلي عن السلاح والدخول في العملية السياسية عام 2010، لم يبق أمامه سوى الأكراد، ففتق ذهنه عن إرسال قوة من المجندين –غالبيتهم من السنة- ليهدد بذلك استقلالهم الذاتي. ضرب السنة الأكراد بالسنة العرب أشارت صحيفة واشنطن بوست إلى أن هدف المالكي من "عمليات دجلة" هو ضرب السنة الأكراد بالسنة العرب، ما أدى إلى وقوع صدامات بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان العراق، في أعقاب التوتر الأمني بين الجانبين على خلفية تشكيل قوة حكومية تتولى مسؤولية ما توصف بالمناطق المتنازع عليها بين الطرفين. وفي هذا الخصوص، أكد المالكي أن من حق القوات الحكومية المركزية التحرك بأي منطقة من مناطق العراق، وكشف عن اقتراح قدمه في الاجتماع الأخير بين الحكومة المركزية وحكومة الإقليم لتشكيل قوات أمنية من أهالي "المناطق المتنازع عليها"، والاقتراح يتضمن إبقاء سيطرات (نقاط تفتيش) الجيش والبشمركة وفق صيغة الاتفاق السابق بين الطرفين. وأوضح أن الإقليم طلب إبقاء خمسة ألوية من البشمركة في تلك المناطق وانسحاب الجيش الاتحادي منها. دوره في تفجيرات العراق لا يكاد صوت الانفجارات يهدأ في مدن العراق حتى ينبعث من جديد، وتبددت آمال العراقيين في وجود عراق آمن، بعد سنوات من الغزو والاحتلال والفوضى، وأصبحت النخب السياسية تصفي حساباتها فيما بينها عن طريق السيارات المفخخة، وما أيسر أن يتم إعلان (القاعدة) عن مسؤوليتها عن أي تفجير. وخرج الاحتلال الأمريكي، أو هكذا أعلن، لكن العراق لا يزال أسير الفوضى الأمنية والصراعات السياسية والنزعات الانفصالية، وهذه كارثة تستولد كوارث إن استمرت تفجيرات الموت المتنقلة في أرجاء البلاد. وفي ظل الوضع المأساوي الراهن، لن ينقذ العراق مما هو فيه غير العراقيين أنفسهم، من خلال الثورة على المستبد بالطرق السلمية ووضع مصلحة بلدهم فوق أية اعتبارات طائفية أخرى، حتى يعود العراق موحداً قوياً منيعاً.