إلى كل الأصدقاء الذين يطالبونني بالنزول إلى ميدان التحرير أو قصر الاتحادية، أعتذر لكم وأعترف لكم في "اعترافات نهارية" أنني الآن "محبط"! تباً للنخبة! كل النخبة! لستم علي شئ وبكل أسف! مشهد الأمس واجتماع الأضداد والأيدي المرفوعة مشهد "مخز" فعلاً! تحركتم واتحدتم الآن! الآن ومع من؟! أنا مع الثورة! هذا هو كل ما أتقنه، مع الشعب، مع الحق وإن لم يعجبكم... ولا أنتمي للنخبة ولا أسير وراءها! ولا أتكسب من الثورة، من أنتم؟ رجوناكم بعد الثورة أن تتفقوا علي المشترك لنعبر بالثورة ونحقق أهدافها فأظهرتم مراهقتكم السياسية وقلة مسئوليتكم المؤلمة، والثورة كاشفة لمعادن الرجال! في مشهد الأمس الهزلي، كانت النهاية وفعلاً "مات الكلام"! خروف أنا؟! مؤيد لبعض قرارات الأمس من إقالة النائب العام وإعادة المحاكمات وتعويضات الشهداء وأتفهم—على قلق— بعض القرارات "المحصنة"، ولا أخاف من تحول مرسي لديكتاتور، لا يستطيع ولن يقدر والمناخ لايسمح وهو يعلم وأنت أيها "النخبوي" تعلم وتخدع جمهورك! هو أحوج ما يكون للثوار ليدعموه! وعلى المعترض طرح حلول واقعية "تحقق أهداف الثورة" في الواقع الأليم الذي نعيشه! خطاب استعلائي واتهام للآخرين بصفاقة! مطلوب مني أن أصدق "كتابع" أن كل شباب الإخوان خرفان محبين للسلطة ولا يفكرون! وكيف لي ذلك وأنا أعرف الكثير منهم وهم شباب رائع مضحي محب لوطنه، كيف لي ذلك وقد رافقتهم في الميدان قبل التنحي ورأيت تضحياتهم التي لا ينكرها إلا جاحد متعصب! وهم يفكرون وينتقدون ولكن إذا خاطبتني باستعلاء وسخرية فلا تتوقع مني أن أقبل كلامك! مطلوب مني أن ألعن "كمنتمي" من أعرفهم من الشباب المنتمي لتيارات ليبرالية لمجرد أنه انتقد بعض قرارات الأمس وتحفظ عليها، وكيف لي ذلك وقد عرفت الكثير منهم وهم شباب وطني يحترم دينه ويحب وطنه ولكنه لا يثق في السلطة! كيف لي وقد رافقتهم في كل مشاهد الثورة وصليت بجوارهم وكانوا يستمعون ويقبلون إذا حاورتهم بإنصاف وعدل! مطلوب مني أن أدعم قرارات مرسي أمام القصر، أنا أدعم بعضها وأراقبها وسأقف لأي محاولة للديكتاتورية. لكنني لن أنزل للتظاهر لكي يكثر العدد في مواجهة النازلين للتحرير من "الثوار الحقيقيين" الذي يخافون على الثورة حقاً بصرف النظر عن النخبة "المزيفة"! أما "جمهور" الفلول فلا خوف منهم ولا حاجة لزيادة العدد أمامهم لأنهم لا يتحركون إلا ليندسوا في وسط الثوار! الأهم هو أن يخرج الرئيس ويبرر قراراته ويطمئن الخائفين (من الثوار) بوضوح، تعلمنا في الإدارة أن أنجح القرارت وأكثرها قبولا هي التي يتم شرح دوافعها وإيضاحها للغير! أنا سأقوم الآن لأجلس مع أسرتي ومن حولي لاستكمال معركة "الوعي" التي هي معركتي على ثقة بأنني سأدعم أي تحرك يدعم الثورة ويحقق أهدافها ولن أسمح بصناعة الفرعون ولا الديكتاتور، وأبداً ومهما كانت الظروف لن أضع يدي في يد أعداء الثورة ولن أجلس معهم حتي لو التقت مصالحنا! وكما قال الشاعر: فيه ناس كتير ممكن تضيع... أهل المبادئ لا، لا مايضيعوش.