كانت كلمات مراسل «قناة التحرير» أثناء استضافتي مساء أمس مع الإعلامية رانيا بدوى واضحة، لا تحتمل لبساً أو غموضاً: «حَمَلة المولوتوف الواقفون على أسطح المنازل يقذفون المتظاهرين السلميين»، ثم أكد ثانية: «إنهم لا يقذفون الشرطة، إنهم يقذفون المتظاهرين». سيق حَمَلة المولوتوف سوقاً إلى هناك، إلى شارع محمد محمود، بعد أن قبضوا نصيبهم من أحد المهندسين الاستشاريين المهاويس، ليعتدوا على المتظاهرين السلميين المحزونين المألومين من استشهاد إخوانهم العام الماضى دون حساب للقتلة حتى اليوم، لأن النائب العام يريد ذلك ! وسيقت بعدهم حناجر وألسنة وأقلام بعض الإعلاميين، ذوي النصيب الأكبر من حَمَلة المولوتوف، لتدير عجلة التضليل والغش طوال الليل على المشاهدين للخلط بين حَمَلة المولوتوف والثوار الأطهار واعتبارهما كياناً واحداً يطالب بمطالب واحدة! وسيقت كذلك على مدى الأيام الماضية، اجتماعات هنا وهناك، بعضها داخل المحاكم العليا وأروقة النيابات، وبعضها داخل إحدى الڤيلات بالدقي، وبعضها خارج مصر في دبي، وكثير منها بإشراف الرمز الدولى الكبير والوحيد الذى لم يخرج منه حرف إدانة واحد لإسرائيل فى عدوانها على غزة ! سيق حَمَلة المولوتوف، والإعلاميون، والسياسيون، والقانونيون، ليلحقوا باللحظات الأخيرة قبل 2 ديسمبر 2012 القادم .. طامحين أو طامعين في أن ينجحوا، ولو لمرة واحدة في تاريخهم الطويل . إن الفشل التاريخي لهم يطاردهم في كل مكان، عدم قدرتهم على إقناع الرأى العام بأفكارهم ومذاهبهم، ومن ثم مواقفهم واختياراتهم السياسية، يصيبهم بالإحباط. عدم تجاوب المواطنين معهم في فاعلياتهم ومؤتمراتهم ومليونياتهم يصيبهم باليأس. آخر «مليونية!!! » لهم حضرها 6 آلاف! رغم الإنفاق الخليجي المنهمر والدعاية الإعلامية الجبارة . إنهم يسارعون أو يصارعون الزمن .. بعضهم فقد أعصابه تماماً، فاتجه إلى الشتائم والاتهامات والصراخ والعويل ببرنامجه القاهرى اليومي، وبعضهم قرر أن يحتل مساحة الحلقة وحده من أولها إلى آخرها, وبعضهن تفوقن على أنفسهن في «الردح» لدرجة أصابت الأسر المصرية بالغم والهم والغثيان . لقد تضاعف إحباطهم صباح اليوم، حين استيقظوا على صورة الهدوء الذي عاد لمحيط ميدان التحرير رغم مولوتوف الأمس، وحين طالعوا أيضاً النتائج الإيجابية للمؤتمر الصحفي الذي عقدته الجمعية التأسيسية للدستور أمس وكشفت فيه عن مغالطات مؤتمرهم الصحفى أول أمس. إن الشعب الذي أحبطهم على مدى تاريخهم، فلم يقتنع بهم ولا بأفكارهم ولم يتجاوب مع فاعلياتهم، سيجعل من يوم 2 ديسمبر 2012 القادم يوماً كيوم 24 أغسطس 2012 الساخر .. هل تذكرونه؟