اهتمت وسائل الإعلام الأمريكية برصد تداعيات الاعتداء الصهيوني الغاشم على قطاع غزة، وما يصاحبه من مخاطر تهدد السلام والاستقرار فى المنطقة فى ظل وجود قيادة منتخبة لمصر؛ حيث يساهم الرأي العام المصري فى تشكيل قرارتها بعكس النظام المخلوع الذى كان خاضعا للضغوط الأمريكية والغربية وكان متجاهلا لإرادة شعبه. وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن قرار مصر بسحب السفير من تل أبيب احتجاجا على قصف غزة يعد تحولاً فى الطريقة التى تتعامل بها القاهرة مع تل أبيب بعد ثورة 25 يناير، التى أسفرت عن أول انتخابات رئاسية حرة فى البلاد. وأشارت الصحيفة إلى تحول السياسة المصرية تجاه الكيان الصهيوني، لافتة إلى الرفض الشعبي لسياسات الرئيس المخلوع تجاه القضية الفلسطينية ورفضه للاستجابة إلى الضغوط الشعبية؛ من أجل اتخاذ مواقف صارمة ضد الاعتداءات الصهيونية. وأضافت الصحيفة أن الإخوان المسلمين من أشد المنتقدين لسياسات الاحتلال، لافتة إلى أن الرئيس مرسي منذ توليه السلطة يونيو الماضي رفض الاتصال بأي مسؤول صهيوني أو تلبية دعواتهم، كما أنه لم يشر إلى الكيان المحتل فى أى من تصريحاته الرسمية. وتابعت الصحيفة أن الرئيس مرسي يواجه ضغوطا شديدة باعتباره الزعيم المنتخب للاستجابة لغضب المصريين بعد القصف الصهيونى. ونقلت الصحيفة تحذيرات حزب الحرية والعدالة للعدو الصهيوني بأنه "على دولة الاحتلال أن تدرك التغيرات التى حدثت فى المنطقة وخاصة مصر"، مضيفا "لن نترك الشعب الفلسطيني تحت رحمة العدوان الإسرائيلي كما كان الحال من قبل". ومن جانبها، ذكرت صحيفة "هافينجتون بوست" أن مصر ترفض بشدة العدوان الصهيوني على قطاع غزة؛ حيث أدانت الخارجية المصرية سلسلة الغارات الصهيونية على القطاع والتى أسفرت عن استشهاد القائد العسكري بحركة حماس أحمد الجعبري وعدد من الفلسطينيين. ونقلت الصحيفة تصريحات محمد كامل عمرو وزير الخارجية التى يدين فيها الاعتداءات ويطالب بالوقف الفوري للهجمات الغاشمة. ومن جهتها ذكرت صحيفة "سان فرانسيسكو كرونيكل" أن التصعيد الصهيوني تجاه قطاع غزة يزيد من مخاطر صراع أوسع ويشكل اختبارا فوريا للسلام بين مصر والكيان الصهيوني، مشيرة إلى أن قرار مرسي بسحب السفير من تل أبيب ودعوته إلى عقد اجتماع عاجل لجامعة الدول العربية.