قال زعيم حركة "نداء تونس" الباجي قائد السبسي، إنّ حركة النهضة الإسلامية تسعى لبناء دولة على نمط القرن السابع بينما يسعى حزبه لبناء دولة القرن الحادي والعشرين. وتأتي انتقادات السبسي في الوقت الذي أثارت فيه زيارته إلى باريس ردود فعل متباينة في الشارع التونسي الذي يتذكر الدعم الفرنسي للرئيس المخلوع زين العابدين بن علي. وأكّد السبسي خلال زيارته إلى باريس أن حزبه لا يكنّ أي عداوة لحركة النهضة، غير أنه عبّر عن اقتناعه بإجابة كانت نقلت عن الرئيس الأسبق الحبيب بورقيبة عندما سئل عمّا بينه وبين تنظيم الإخوان المسلمين فأجاب « بيني وبينهم 14 قرناً»، و بيّن أنّ حزب التجمع الدستوري الديمقراطي الحاكم سابقاً قد تمّ حله نهائياً والأشخاص الذين كانوا يمثلونه ولا تتعلق بهم قضايا لديهم حق المشاركة السياسية. وقال السبسي إن «من لديه مشكل مع أي شخص أو مع أي تجمعي قديم أن يلتجئ للقضاء لأنه الجهاز الوحيد الذي يحق له نزع الجنسية التي يفقد على إثرها الشخص صفة المواطنة». وأثارت زيارة السبسي إلى فرنسا ردود فعل متباينة في الشارع التونسي فمنهم من اتهمه بنقل أسرار تونس إلى باريس، فيما اعتبر البعض أنها زيارة حزبية بحتة، ودافع زعيم حركة نداء تونس عن زيارته إلى فرنسا أكدَ السبسي أنها تهدف إلى متابعة تشكيل هيكلة الحزب ومنخرطيه. وعن لقائه بوزير الخارجية الفرنسي، قال «علاقتي به قديمة تعود إلى 30 عاما مضت، و قد عرفت في مسؤوليات شتى منها رئاسة الحكومة و رئاسة الجمعية الوطنية الفرنسية ووزارة الخارجية، وقد تولّيت بدوري جميع هذه المسؤوليات في بلادي خلال تجربتي السياسية» ويرى المراقبون أن العلاقات الخارجية لحركة نداء تونس باتت تمثّل مصدر قلق لحركة النهضة الإسلامية الحاكمة، التي سعت منذ فوزها في انتخابات 23 أكتوبر 2011 إلى السيطرة على ملف الديبلوماسية التونسية من خلال إسنادها حقيبة الخارجية إلى صهر رئيس الحركة رفيق عبد السلام.