أعلن رئيس الوزراء التونسي السابق الباجي قايد السبسي (86 عاما) في خطاب ألقاه السبت في العاصمة تونس وسط آلاف من انصاره تأسيس حزب سياسي جديد أطلق عليه اسم "حركة نداء تونس". واوضح السبسي ان حزبه سيسعى إلى "توحيد القوى الديموقراطية" التونسية في "جبهة سياسية واسعة" لتحقيق "توازن" في مشهد سياسي "تهيمن" عليه حركة النهضة الاسلامية التي تقود الائتلاف الثلاثي الحاكم في البلاد. وقال السبسي "نحن اليوم في عهد حزب واحد مهيمن (النهضة)، يجب إعادة النظر في هذا الخيار غير الصائب". وحذر من ان "التشتت السياسي" للأحزاب في تونس كانت له "نتائج كارثية" خلال انتخابات المجلس الوطني التأسيسي التي جرت في 23 أكتوبر 2011 وفازت فيها حركة النهضة. واشار إلى أن هذه الأحزاب كان يمكنها لو دخلت الانتخابات موحدة، تحقيق النتائج نفسها لحركة النهضة التي فازت ب89 من أصل 217 من مقاعد المجلس التأسيسي. وقال في هذا السياق "نفس عدد الاصوات تقريبا الذي أعطي لحركة النهضة وحازت به الموقع الاول، ضاع بين القوائم (الانتخابية) الكثيرة الأخرى التي لم تحصل على مقعد واحد في المجلس التأسيسي". وارتفع عدد الأحزاب السياسية في تونس بشكل غير مسبوق بعد الإطاحة بالرئيس المخلوع زين العابدين بن علي في يناير 2011. وتعد تونس اليوم اكثر من 100 حزب سياسي مقابل تسعة أحزاب فقط في عهد بن علي. ويرى مراقبون ان حركة النهضة استفادت خلال الانتخابات من "تشتت" الأحزاب العلمانية المنافسة لها. وقال السبسي ان حزبه يستهدف ضم "الآلاف المؤلفة من التونسيين" غير المنضوين في أحزاب سياسية. واضاف ان الحزب "سيجمع كل الأطراف دون استثناء ولا إقصاء للدساترة"، أي المنتمين للحزب الحاكم في عهدي الرئيسين الحبيب بورقيبة وخلفه بن علي. وكان حزب "المؤتمر من أجل الجمهورية" (يساري وسطي) شريك حركة النهضة في الحكم، طالب المجلس التأسيسي باستصدار قانون يقصي كل من تقلد مسؤوليات في الحزب الحاكم السابق، من الحياة السياسية في تونس. وتابع السبسي "ارفض دعوات الاقصاء التي يطلقها البعض ضد الدساترة بدون موجب حق ولأهداف فئوية وانتخابية، فالقضاء هو وحده صاحب النظر في تحديد المسؤوليات والمحاسبة على أساس المسؤولية الفردية". وبحسب شهود عيان، أصيب اربعة أشخاص يعتقد أنهم إسلاميون عندما فرقت الشرطة بالهراوات نحو ثلاثين شخصا تظاهروا أمام قصر المؤتمرات حيث عقد اجتماع السبسي. واطلق المتظاهرون شعارات معادية لأتباع حزب "التجمع الدستوري الديموقراطي" الحاكم في عهد بن علي والذي تم حله بقرار قضائي في مارس 2011. وقال احد المتظاهرين لفرانس برس "لن نسمح للدساترة الفاسدين بالعودة مجددا للسياسة ولو على جثثنا". Comment *