لا شك عندما تستطيع تطوير معارفك ومهاراتك وقدراتك وحتى تصرفاتك، فسوف تكون أقدر على التأقلم مع التغيير ، وسوف تكون صانعا له لا ضحية له ، إضافة لاستعداداتك لاستقبال الأفكار ووجهات النظر الحديثة . ولأن التغيير ليس دائما للأفضل فهناك نوع آخر من التغيير ألا وهو: التغيير للأسوأ: وإذا كنا في معرض حديثنا عن السعادة ذكرنا التغيير فإنه من الأحرى ألا يتسبب هذا التغيير في حزننا أو يجلب علينا التعاسة ، فنحن حينما نتغير للأسوأ فإنما نبني بأيدينا منازل الحزن لنسكنها . من أهم الفضائل التي تُشعر الإنسان بآدميته تمسكُه بمبادئه التي يؤمن بها مهما كانت الظروف ، أما حينما نفقد مبادئنا ونتخلى عن أخلاقنا بدعوى مواكبة الحياة العصرية فإننا بهذا نتغير للأسوأ !! ومما يشعل الحماسة والدفء في حياتنا استمرار صداقاتنا وعلاقاتنا القوية مع الآخرين واحتياجنا لهم واحتياجهم لنا ، وحينما نخسر صداقاتنا القديمة أو عائلتنا الكبيرة ونتخلى عنهم بإرادتنا فإننا بهذا نتغير للأسوأ !! أما مشاعر الحب والكره والطمأنينة والخوف واليأس والأمل حينما نجمدها ولا نستمتع بها ، ونترك لها العنان لتعبر عنا فإننا بهذا نتغير للأسوأ !! وتلك الأيام حينما تمر وتترك فينا بصمتها القاسية دونما أدنى محاولة منا للتمسك بفطرتنا ، فإننا نتغير للأسوأ !! وتمر الأيام وتجري السنين ولا نشعر إلا بقلوبنا وقد قدت من حديد ، والوحدة تقتلنا ، فلا مَن يسأل عنا لا ومن يساند ، وأخلاقنا المهلهلة تئن من ترقيعها الذي لم يزدها إلا تشويها ، حينها نشعر بالحزن وأن السعادة المزيفة التي كنا نتمناها من ذلك التغيير للأسوأ ، فقدت بريقها ولم تعد تضفي على حياتنا الحيوية ، ولم يتبقّ منها سوايَ والحزن . ولكي نتجنب هذا التغيير غير المرغوب فيه : *كن واعيا لكل ما أو من يحاول أن يسرق مبادئك ومشاعرك وفطرتك الطيبة . *داوم على التسلح بكل ما ينمي ذاتك ولا تتركها بدون رعاية حتى لا تذبل وتموت . *تمسك بعلاقاتك وحتى لو اقتربت من الصغر جاهد ألا تخسرها أبدا . *اعلم جيدا أن أول الخاسرين من التغيير للأسوأ هو أنت