إلى من سيصوت الأمريكيون العرب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية؟ يبدو واستنادا إلى بعض الإحصائيات الديموغرافية أن ولاية ميشيجان الأمريكية تأتي فى المرتبة الثانية من حيث عدد السكان المنحدرين من أصول عربية وفى المرتبة الأولى من حيث توزعهم الديمغرافي وكثافتهم السكانية. معطيات أمكن بكل يسر التحقق من صحتها . الجالية العربية تبدو منتشرة في أنحاء الولاية ومندمجة بشكل كامل فى المجتمع الأمريكي ، إلا أن وجودها يبدو أكثر وضوحا فى مدينة ديربورن التى تضم أكبر عدد من المساجد فى ولاية أمريكية واحدة ،وتتميز ديربون أيضا بوفرة مطاعمها العربية والتى تعود أساسا لعرب المشرق من اللبنانيين والعراقيين ومن اليمنيين أيضا . يحظى الرئيس الحالي باراك أوباما بشعبية كبيرة لدى العرب الأمريكيين حيث أن غالبيتهم صوتت لصالح المرشح الديمقراطي فى انتخابات2008, إلا أن انتخابات 2012 قد تحمل تغيرا فى ما آل الصوت العربي الأمريكي. ويؤكد "علي" طالب أمريكي من أصل لبناني (26 عاما ) أنه سيقاطع الانتخابات الرئاسية هذه المرة فبعد أن كان متحمسا جدا لأوباما في 2008 ، فأن حماسته خفت مع مرور الوقت، حيث أن أول رئيس أمريكي أسود لم يحقق كل وعوده الانتخابية ولم يظهر اهتماما خاصا بالعرب لكي يكفل له الفوز بأصواتهم من جديد، بل بالعكس ظهر وكأنه "استغل أصواتهم عبر استغلاله لأصله المسلم لإيهامنا بأنه واحد مننا قبل أن يدير لنا ظهره ويواصل نفس السياسة الأمريكية المعتادة. أما حسين فهو أمريكي (35 عاما )من أصل عراقي يعمل فى مطعم عربي فى ديربورن قال إن انتخابات الرئاسة الأمريكية تحظى باهتمام أقل لدى العرب الأمريكيين على الأقل فى ديربورن لأن أوباما فقد نوعا ما من مصداقيته لدى هذه الفئة من الأمريكيين، ورغم أن أوباما التزم بوعوده المتمثلة فى سحب القوات الأمريكية من العراق وأفغانستان إلا أن الحرب على ليبيا وسياسة المحاباة مع إسرائيل وتعثر عملية السلام في الشرق الأوسط والتهديد بالتدخل عسكريا في سوريا لقلب نظام بشار الأسد وتسليح المعارضة السورية، كلها عوامل قد تنفر العرب من التصويت مجددا له. فيما قالت هدى وهي أستاذة أمريكية من أصل لبناني، إنها ستصوت بالتأكيد لأوباما لأن باراك قام بأقصى ما يمكن لشخص فعله بعد خراب سياسي واجتماعي كبير، ومن المستحيل تغيير كل شيء نحو الأفضل في غضون فترة حكم قصيرة لا تتجاوز الأربع سنوات لا بد من منحه فترة زمنية أطول لتصل حتى ثماني لنأمل إصلاحا حقيقا شاملا . وقالت إت تصويتي لصالح أوباما مرده أيضا:" اقتناعي ببرنامجه الانتخابي الذي يبدو أكثر جدية من رومني، فخلال المناظرة التلفزيونية الأولى بين المرشحين اكتفى رومني بتقديم وعود بخلق فرص عمل للعاطلين مثلا دون إيضاحات إضافية في حين كان برنامج أوباما أكثر واقعية وشفافية" . كذلك يبدو رومني وفيا لنفس السياسة الخارجية الفاشلة شأنه شأن الجمهوريين حيث لا يزال يعتقد بتفوق الأمريكيين وبأن الولاياتالمتحدة هى محور العالم .. وتضيف هدى بأن عددا من أصدقائها ومحيطها سينتخب رومني لإعجابه بفكرة تعمير البلاد التي يعد بها أو لمجرد التغيير لا أكثر ولا أقل.