- ماذا لو كفت برامج الرياضة عن التدخل فى السياسة وركزت على معالجة القوانين واللوائح المنظمة للرياضة فى مصر والتى حصروها فى كرة القدم فقط، وجعلوها تعصبا بغيضا بعدما كانت متعة؟ أين الألعاب الأخرى من جدول هذه البرامج سواء ألعاب جماعية أو فردية؟ لماذا التركيز على رياضة واحدة ينفق عليها الملايين ولا نأخذ منها إلا الأداء المزرى وتأخر فى التصنيف العالمي؟ - ماذا لو ركزت برامج المرأة على المرأة المصرية "الشقيانة الغلبانة" التي لا تملك مالا كافيا للإنفاق على بيتها، وحاولوا مساعدتها على تدبير أمورها بالقليل بدلا من برامج الموضة ووصفات التجميل بجانب برامج الطبخ المستفزة ووصفاتها الأكثر استفزازا بمكونات لا توجد سوى فى السوبر ماركت الفاخرة ؟ لعلكم تتذكرون وصفات الأطعمة من بواقى اللحم والدجاج! هل يدرك هؤلاء أن برامجهم موجهة لشريحة تمثل 5% من المجتمع المصرى وأن معظم البيوت المصرية لا تأكل اللحوم إلا نادرا؟ ماذا لو ساعدوها على أن تكون منتجة داخل بيتها للعديد من الأطعمة بدلا من شرائها من الخارج بسعر أغلى؟ ماذا لو تبنوا مشروعا لتشجيع البيوت المصرية على الإنتاج وعمل معارض لتلك المنتجات؟ - ماذا لو انشغل الإعلاميون ولو لأسبوع واحد لوضع ميثاق شرف ينظم وضعهم ويرتقى بالمهنة بدلا من برامج سكب الزيت على النار المنتشرة على الفضائيات، وبدلا من خلط الرأي بالخبر المنتشر على صفحات الجرائد؟ ماذا لو راجعت كل القنوات خريطة برامجها لترى مدى التخلف والانحدار الفكري والثقافي في مستوى برامجها وبرامج منوعاتها التي تركز على أشباه المواهب والتافهين من أدعياء الفن والملائكية بجانب برامج المسابقات التى هى إلى القمار أقرب؟ ماذا لو راجعوا سياساتهم الإعلامية تجاه إعلانات الضعف الجنسي وإعلانات البخت والتنجيم ومسابقات النصب الدائرة ليلا ونهارا؟ - ماذا لو كف القائمون على الدعوة الإسلامية فى القنوات الدينية قليلا، وأعادوا النظر فيما يقولون ويروجون ويفتون بعدما جعلوا القشور هى جوهر الدين والمظهر أهم من السلوك والمعاملة، وأصبحوا مروجين للفتن بين المسلمين وغيرهم من أتباع الديانات الأخرى؟ ماذا لو توقفوا قليلا ودرسوا فقه الأولويات بدلا من القضايا التى لا تسمن ولا تغنى من جوع والتى جعلتنا فى ذيل الأمم قرونا؟ ماذا لو أعادوا قراءة السيرة النبوية الشريفة لأنهم للأسف فيما يروجونه يظهرون جهلا بالنبى (ص) الذى يتحدثون باسمه. - ماذا لو صمتت التيارات السياسية أيا كانت أفكارها وأيدولوجياتها وتوجهاتها عن الكلام والتصريحات والهجوم والتخوين والسخرية من التيارات الأخرى والسباب والشتائم والإقصاء الذى غلب عليهم، ووضعت سياسة للعمل الحزبى بين الناس فى الشارع وفى القرى والنجوع وفى كل بقعة فى مصر، بدلا من اعتماد أسلوب التظاهر والجهاد خلف الكيبورد كأسلوب وحيد للإعتراض؟ ماذا لو استعدوا كما تفعل الدول الراقية الديمقراطية المتقدمة للتغيير عبر صناديق الاقتراع خاصة مع قدوم انتخابات مجلس الشعب والمحليات والنقابات؟ ماذا لو ركزوا على طرح بدائل عملية وواقعية تعبر عن المجتمع بدلا من التمركز فى المدن الكبرى والترويج لأفكار ومفاهيم بعيدة عن حاجات غالبية الشعب الذى يعانى يوميا صعوبة توفير لقمة العيش .. الشعب الذى يعانى من الغلاء وافتقاد الرعاية الصحية وغيره الكثير؟ - ماذا لو وضع كل فرد منا نفسه مكان الآخر المختلف معه، والتمس له الأعذار، وتعامل معه بنقد موضوعي بدلا من اعتماد الشتائم والسباب أسلوبا عاما وللأسف يدعون الأخلاق وينادون بها ويدعون الديمقراطية ولا يمارسونها ولا حتى يدركون بديهياتها؟ ماذا لو كف عن تصنيف الآخر إما مع وإما ضد رغم أن البشر جميعا يقعون فى المنطقة الرمادية لا هم شياطين ولا هم ملائكة والإنسان بين أن تتفق معه فى أمور وتختلف معه فى أمور أخرى، ولا يفسد هذا من الود شيئا؟ - ماذا لو تغير العالم العربى من ظاهرة سلبية وعالة على البشرية وعلى الغرب المتقدم، وتحول من مستهلك لكل منتجاته وابتكاراته ومخترعاته لقيمة مضافة للإنسانية، كما أمره إسلامه وأخذ بأسباب القوة فى كل المجالات واستغنى وأنتج بدلا من الصورة السيئة التى يروجها بأفعاله وأقواله للمسلم والتى جعلت الغرب دائما ما يصم المسلمين بالتخلف بسبب أنه الأعلى استهلاكا لأدوات التجميل والملابس الداخلية والأعلى استهلاكا لفواتير التليفونات والمحمولة تحديدا والأعلى بحثا عن المواقع الإباحية على الإنترنت؟ ماذا .. وماذا .. وماذا .. لو ظللت أفترض تغيرات ما فى مجتمعنا وأفكارنا لظللت أكتب لسنوات وسنوات عن عيوبنا وسوء سلوكنا و افتقارنا للتفكير العلمى والعملى على السواء من الجميع، سواء ممن يوصفون بالنخبة وهنا الكارثة الكبرى لأنه من المفترض أن يقودوا القاطرة نحو الأفضل أو حتى سلوك أفراد الشعب البسيط الذى نلتمس له العذر لأنه لم يتلق تعليما أو سلوكا يرتقى به.