رئيس جامعة المنوفية يؤكد على جاهزية الكليات لانطلاق امتحانات الفصل الدراسي الثاني    «الشيوخ» يوافق نهائيًا على تعديل قانون لإعادة تقسيم الدوائر الانتخابية (تفاصيل)    براتب 20 ألف جنيه.. تعرف على فرص عمل للشباب في الأردن    رئيس الوزراء يقبل رأس ابنة أحد أفراد هيئة الإسعاف شهيد الواجب    63 ألف طالب بالصفين الأول والثاني الثانوي يؤدون امتحانات الرياضيات واللغة الأجنبية الأولى بالمنيا    الحصاد الأسبوعي لأنشطة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي | إنفوجراف    رئيس الوزراء يؤكد سعى الدولة الدائم لتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين    الببلاوي: غرفة عمليات متكاملة لمتابعة حجاج السياحة في مكة والمدينة    خبراء: "المسامير الصغيرة" تعرقل تصنيع هواتف آيفون في أمريكا    ل «حماية المعلومات السرية».. البنتاجون يتخذ قرارا بشأن الصحفيين المعتمدين    محافظ أسيوط يؤكد على دعم وتمكين الفتيات لممارسة الأنشطة الرياضية    محمد صلاح أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي للموسم الحالي    أحمد الكاس في قطر لحضور قرعة كأس العالم تحت 17 سنة    "مش هتنازل عن حق بنتي".. والد الضحية سما يطالب بالقصاص في واقعة انفجار الواحات    تخفيف الحكم من مؤبد للمشدد 15عاما لتاجر لقتله شخص بشبرا الخيمة    رئيس بعثة الحج الرسمية: وصول 6720 حاجا للمدينة المنورة    القبض على 4 أشخاص بتهمة سرقة المواطنين في القاهرة    «كان ياما كان في غزة» يفوز بجائزة أفضل مخرج في مهرجان كان    «فركش».. دنيا سمير غانم تنتهي من تصوير «روكي الغلابة»    رسميًا.. إطلاق تطبيق إلكتروني لطب خدمات الإسعاف في مصر (تفاصيل)    الهيئة العامة للتأمين الصحي الشامل تطلق حملة «تأمين شامل.. لجيل آمن» بأسوان استعدادا لبدء التطبيق الفعلي للمنظومة في المحافظة 1 يوليو المقبل    مستقبل وريثة عرش بلجيكا في خطر.. بسبب أزمة جامعة هارفارد وترامب    وزير الداخلية اللبناني: الدولة لن تستكين إلا بتحرير كل جزء من أراضيها    بعد افتتاح الرئيس.. تفاصيل المرحلة الأولى من مدينة مستقبل مصر الصناعية| صور    القوات الروسية تتقدم في دونيتسك وتسيطر على بلدتين    موجة شديدة الحرارة.. تحذيرات من الطقس خلال ال 72 ساعة المقبلة    المتحدث العسكري: الفريق أحمد خليفة يعود إلى أرض الوطن بعد انتهاء زيارته الرسمية لدولة فرنسا    طاقم تحكيم مباراة البنك الأهلي والمصري في الجولة الثامنة للدوري    منى زكي تعود بشعر «كاريه» يثير إعجاب الجمهور    فتاوى الحج.. ما حكم استعمال المحرم للكريمات أثناء الإحرام؟    رئيس جامعة الأزهر: القرآن الكريم مجالًا رحبًا للباحثين في التفسير    13 لاعبة ولاعبًا مصريًا يحققون الفوز ويتأهلون للربع النهائي من بطولة بالم هيلز المفتوحة للإسكواش    لحظة أيقونية لمؤمن واحتفالات جنونية.. لقطات من تتويج بالأهلي ببطولة أفريقيا لليد (صور وفيديو)    جامعة سوهاج: اعتماد 250 مليون جنيه لفرش وتجهيز مستشفى شفا الأطفال    5 روتينات صباحية لصحة الغدة الدرقية بشكل طبيعي    محافظ أسيوط يزور جامعة بدر ويتفقد قافلة طبية مجانية ومعرضًا فنيًا لطلاب الفنون التطبيقية    وحدات تكافؤ الفرص بالشرقية تنظم 4 ندوات دينية توعوية وثقافية    تنويه للمسافرين.. تأخيرات في مواعيد القطارات تصل ل 90 دقيقة    حكم طلاق الحائض عند المأذون؟.. أمين الفتوى يُجيب    صدقي صخر عن فيلم "ولا عزاء للسيدات": "جريء ومختلف"    تشكيل بيراميدز المتوقع أمام صن داونز بذهاب نهائي دوري أبطال أفريقيا    وزيرة البيئة: نسعى لاتفاق عالمي عادل لمواجهة التلوث البلاستيكي يراعي خصوصية الدول النامية    ضبط 35.7 ألف مخالفة مرورية متنوعة خلال 24 ساعة    10 شهداء في قصف الاحتلال مدينتي جنوب قطاع غزة    لماذا يصل تأثير زلزال كريت إلى سكان مصر؟.. خبير فلكي يجيب    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 24-5-2025 في محافظة قنا    أحمد عيد يعود لتقديم الكوميديا السوداء في فيلم الشيطان شاطر    البابا تواضروس يترأس القداس من كنيسة العذراء بمناسبة يوبيلها الذهبي    اليوم.. أولى جلسات محاكمة 6 متهمين فى واقعة انفجار خط غاز الواحات    اليوم.. محاكمة متهمين ب«داعش العمرانية»    بكام الطن؟.. أسعار الأرز الشعير والأبيض اليوم السبت 24 مايو 2025 في أسواق الشرقية    عيد الأضحى 2025.. أسعار الخراف والماعز في أسواق الشرقية    د. هشام عبدالحكم يكتب: خد وهات.. لتبسيط المفاهيم الصحية    نبيلة مكرم عن أزمة ابنها: قررت اتشعبط في ربنا.. وابتلاء رامي كشف لي أنا جيت الدنيا ليه    هل يجوز الحج عن الوالد المتوفي.. دار الإفتاء توضح    عمرو أديب: الناس بتقول فيه حاجة مهمة هتحصل في البلد اليومين الجايين (فيديو)    بعد وفاة زوجها.. كارول سماحة لابنتها: هكون ليكي الأمان والسند والحضن لآخر لحظة من عمري    القيعي: الأهلي لم يحضر فقط في القمة.. وقرارات المسابقة «توصيات»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مجدي حسين يكتب: قيادة مشتركة للثورة هدف بعيد المنال رغم كل هذه الدماء
نشر في الشعب يوم 31 - 07 - 2013

أسجل للتاريخ.. وحتى لا أكون خائنا لهذه الجماهير العظيمة.. وحيث أقابل المواطنين فى كل مكان.. فى رابعة والنهضة وفى كل مكان آخر، فيسألونني عن تقديراتى ويقولون لى: قل لهم فى القيادة أن يفعلوا كذا وكذا.. فغالبا أقول لهم: إن شاء الله، ولكن اكتشفت أننى هكذا أقع فى الكذب، فبدأت أقول للناس أنا غير موجود فى القيادة، وأعرف عن قراراتها مثلكم من فيس بوك، وهؤلاء المساكين يتصورون أن شخصا مثلى من المفترض أن يكون فى قيادة الثورة وفى قيادة اعتصام رابعة.

1 قيادة مشتركة للثورة هدف بعيد المنال رغم كل هذه الدماء
تصور قادة الإخوان أننى زعلان لأننى لا آخذ حقى فى الحديث على المنصات فطلبوا لقائى لاسترضائي، ولكننى قلت لهم إن العتاب على مافعله الإخوان بحزب العمل يحتاج إلى حديث طويل، دعونا نتحدث عن اللحظة الراهنة، والوضع خطير (كان ذلك قبل المذبحة بيومين) ولاتوجد قيادة مشتركة للثورة، وهى قيادة على أعلى مستوى تتكون من رؤساء أحزاب التيار الإسلامى أو من ينوب عنهم، لإجراء تقدير استراتيجى للموقف، ومتابعة خطة المواجهة التكتيكية، فقالوا لى هذه فكرة جيدة نبحثها فى لجنة التحالف، وقد كان ذلك إقرارا بأن اجتماعات تجرى فى صالة بها عشرات ومئات الناس برابعة، هو مجرد كلام مصاطب، للموافقة على بيانات يومية تحمل معانى عامة لاخلاف حولها، كذلك لابد من لجنة للمتابعة الميدانية، وقد لاحظنا أن الإخوان هم من يقررون كل شىء فيها، وأن التنسيق هو مجرد الإبلاغ بما اتفقوا عليه، وسألنا أحزابا إسلامية أخرى فرأينا أنها ترى نفس ما نرى، وكنا نظن أننا وحدنا المستبعدين.
مرة أخرى نحن نعانى من نفس داء التفرد فى القيادة، وإذا كنت لا تزال معجبا بكثرتك فلا داعى لحكاية التحالف الوطنى، وما نزال فى انتظار قرار إنشاء جبهة ثورية حقيقية لمواجهة الموقف، وبالمناسبة هذه مسألة بديهية موجودة فى كل الثورات وفى كل حركات التحرر الوطنى، ونحن نفتقر إليها منذ 25 يناير 2011 بل ما قبلها، ولكننا لن نستمر هكذا، وإذا لم يرد الإخوان خلال أيام قليلة، فمن الواجب تأسيس قيادة جديدة موازية وليس معادية للإخوان حتى لانترك مصير الثورة فى أيدي مكتب الإرشاد مرة أخرى.
منشور فى هذه الصفحة تقدير موقف لحزب العمل تجاه العدو الأمريكى، وهو وثيقة مطروحة على قادة الإخوان وباقى القوى والحركات الإسلامية، فى رأينا هذه هى المسألة الجوهرية والباقى تفاصيل، وبرجاء الرد خلال فترة وجيزة؛ لأن هذا الموضوع مطروق ومعروف ومناقش منذ زمن.
إلى كل المعتصمين فى رابعة العدوية والنهضة والمنتفضين فى كل مكان ضد حكم العسكر من الإخوان، وهم قلة ومن أبناء الشعب وهم الكثرة نقول:
نحن منكم ومعكم حتى إسقاط الانقلاب، وهو أمر محتم بإذن الله.. نحن مع الشرعية دون أى مساومة.. مع عودة الرئيس بنفس صلاحياته المنصوص عليها فى الدستور، مع عودة مجلس الشورى، ومع عودة الدستور بطبيعة الحال.. ونحن ضد الحملات الظالمة على الإخوان المسلمين، وضد اضطهادهم، أو شن حملات سوداء شيطانية عليهم بغرض محوهم من الخريطة السياسية، رغم إدراكنا أن هذه محاولات فاشلة، نحن ضد الاعتداء على أشخاصهم أو ممتلكاتهم أو مقراتهم، كان هذا موقفنا ولايزال، أما الخلاف مع سياسة مكتب الإرشاد فهذا حق طبيعى من حقوق الإنسان والسياسة والدين، ولن يصادر علينا أحد ذلك تحت شعار: مش وقته.. وبالمناسبة هذا الشعار مطروح أيضا منذ 25 يناير 2011، إذن الخلاف مع الإخوان غير مسموح به إلا فى الآخرة!! أرجو أن يدركوا أنهم يعطون هذا السلاح لخصومهم كى يطعنونهم به.

مساء الأحد 28 يوليو 2013

2 توقعت المذبحة فى عدد الجمعة الماضى
هذا ماورد فى مقالى يوم الجمعة الماضى، أى قبل المذبحة الكبرى ب24 ساعة:
(إننا الآن وكأننا ركبنا آلة الزمن وعدنا إلى 11 فبراير 2011، ولكننا الآن نرفض حكم المجلس العسكرى، والمطلوب الآن مواصلة الثورة حتى رضوخ قيادة الجيش للإرادة الشعبية، التى ستعنى هذه المرة خضوع المؤسسة العسكرية بشكل حقيقى للقيادة السياسية المنتخبة ووفقا للدستور الحالى، وعزل كل القيادات المتورطة فى الانقلاب، ومحاكمتها على جرائم قتل المدنيين، أما الباقى فهو من التفاصيل البسيطة: تطهير الداخلية، والإعلام والقضاء. لابد أولا من تطهير الجيش وساعتئذ سيرضخ الجميع دون مقاومة، وخضوع الجيش لن يكون إلا بمواصلة الاعتصامات وتصعيد العصيان المدنى إلى أقصى حد، وإلى حد توقف الحياة فى البلاد، والمقاومة السلمية هى أنجع السبل لتحقيق ذلك، ولكن الانقلابيين لن يكفوا عن محاولة تخويف الناس بالمذابح تلو المذابح، ولكن فى ظروفنا الثورية الراهنة فإن المذابح تجلب مزيدا من الغضب لاالخوف، وكل مذبحة تزيد دائرة الناس المنخرطين فى الثورة، لأن البديل أصبح مخيفا، أصبح عودة نظام مبارك وقد عاد بالفعل ولكنه لم يستقر بعد، فإذا استقر فسيكون أكثر دموية من عهد مبارك، لأن الناس تقاوم الظلم ولاتخافه، والسيطرة عليها تحتاج إلى المزيد من الدماء، وعندما تفشل هذه السيطرة، فإنه يتجه للمزيد من إراقة الدماء لعل وعسى، لذلك لابد من الصبر، وعدم تكرار فكرة: هل سيعود مرسى يوم الجمعة القادم أم الأحد؟ الموضوع أكبر من ذلك وليس له مواعيد، الموعد سيكون مقترنا بأقصى حشد جماهيرى، مع الثبات على الأرض، وأوسع قدر من العصيان المدنى (الإضراب عن العمل). وعندما يدرك العسكر أن المزيد من إراقة الدماء ستؤدى إلى تفكيك واسع للجيش أكثر من التذمرات الراهنة المحصورة بين عشرات أو مئات المعتقلين والغاضبين من العسكريين).
26 يوليو 2013
3 دورة الدم والاستشهاد ضرورة لتفكيك النظام الفاسد
الأنظمة الفاسدة والقمعية الراسخة عبر عشرات السنين لا يمكن تفكيكها بالانتخابات، ولذلك قامت ثورة 25 يناير، خدعنا العسكر ونحن نتحمل المسئولية لأننا صدقناهم، وقاموا بلعبة التفاف طويلة بالتعاون مع أمريكا ونجحوا فى استعادة النظام المباركى بل أسوأ منه، لأن النظام الساقط عندما يعود يكون أكثر شراسة وإجراما لإخماد الثورة ونشر اليأس، المهم نحن الآن فى 11 فبراير 2011، وماحصل فى الأيام الماضية حتى مذبحة الجندى المجهول كان سيحدث بالتمام والكمال فى أعقاب 11 فبراير إذا نحن قررنا الاستمرار فى التحرير، بل أعد الجيش خطة لإخلاء التحرير خلال ساعتين، وهذه معلومة منشورة، وقد حدث مثل ذلك فى العباسية فى موقعة وزارة الدفاع، الآن أمامنا إما الخضوع للبيادة والاعتذار عن الثورة، والكفر بالله والإيمان بالطاغوت العسكرى أو المقاومة السلمية، المقاومة المسلحة ليست خاطئة أو غير شرعية بشكل مطلق، ولكن تقدر بقدرها ووفقا لظروف كل بلد وكل وقت، ولانزال نرى أن المقاومة السلمية أجدى وأقل استنزافا للدماء وأقل تدميرا للبلاد،وكان كيف تنتصر المقاومة السلمية على هؤلاء المجرمين الذين لا يخشون الله؟
من الخطر الآن الدخول فى أى مبادرات قبل تفكيك آلة القمع البوليسية العسكرية، والمقصود بالتفكيك عزل القيادات العليا المتآمرة والفاسدة فى الجيش أولا ثم الشرطة ثانيا، وهؤلاء لن يستسلموا بسهولة وليس لديهم غطاء شعبى حقيقى، فسيستخدمون العصا الغليظة لمحاولة إخماد الثورة، وعلى رأس ذلك المذابح الموجهة ضد الاعتصامات والمظاهرات السلمية؛ لأنها هى المظهر الأبرز لاستمرار الثورة وإثبات سيادة الشعب، ولكن كلما قاموا بمجزرة فإن ذلك فى زمن الثورات يؤدى إلى نتائج عكسية، فيزداد غضب الناس، وتتوسع دائرة المظاهرات والاعتصامات والإضرابات، وتضيق أكثر فأكثر القاعدة المؤيدة للانقلاب (أو النظام المباركى العائد)، ولذلك عادة لاتقل الخسائر البشرية فى الثورات الشعبية السلمية عن عشرات الآلاف، ولكنها أقل بكثير من خسائر الحرب الأهلية المسلحة، وتؤدى هذه الصدامات وماينتج عنها من مذابح إلى تبرم رجال الشرطة والجيش من الاستمرار فيها، حيث هم فى جوهر الأمر من الشعب (عدا القشرة العليا الفاسدة). فيمتنعون عن مواصلة الذبح وينضمون للشعب أو يذهبون إلى منازلهم (نموذج جمعة الغضب)، وقد رفض قادة الجيش ذبح الشعب فى ثورة 25 يناير خوفا من مصير تفكيك الشرطة.
وفى حالة العصيان المدنى من قسم مقدر ولا نقول كل رجال الجيش والشرطة وانضمامهم بأسلحتهم إلى الشعب يتم الاستيلاء بسهولة على السلطة، ويهرب القادة العسكريون أو يعتقلون، وتتم بذلك عملية تطهير الجيش والشرطة بالرتب الأصغر.
لذلك علينا أن نواصل، ونحتسب مزيدا من الشهداء، مع ملاحظة أن هذا السيناريو قد بدأ فعلا يوم 5 يوليو 2013، وقطعنا أشواطا بعيدة على طريق تفكيك آلة القمع البوليسية العسكرية، وتأكدوا أن من يقوم بالمذابح هى فرق خاصة لاتعبر عن المزاج العام فى الجيش والشرطة، ولكن توسع المواجهات سيؤدى إلى استخدام مزيد من القوات، وهذا ما يفتح الباب أكثر للتمرد (هناك مئات من الجنود والضباط فى السجون الحربية الآن لرفضهم ضرب المدنيين).
{إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ}
مساء السبت 27 يوليو 2013

4 تقدير موقف بخصوص موقف القوى الإسلامية من الولايات المتحدة الأمريكية
أولا: تجاهلت معظم القوى الإسلامية تحديد موقف واضح من الولايات المتحدة منذ بداية الثورة، ولكن هذا التجاهل موقف فى حد ذاته، فهو يعنى: أن الموضوع لا يتسم بالأولوية وأنه يمكن تأجيله، بل يستحسن تأجيله، لأن موازين القوى لا تسمح بذلك. ووصل الأمر إلى حد أن بعض القوى الإسلامية تداولت فى اقتراح أن يتم ترشيح البرادعى أو منصور حسن أو كمال الجنزورى لرئاسة الجمهورية، بل كان موقف الإخوان المسلمين الأول ترك السلطة التنفيذية كلية والاكتفاء بالسلطة التشريعية.
ثانيا: هذا الموقف يعكس تصور أن المشكلة الكبرى والأساسية مع نظام مبارك وليس مع الحلف الصهيونى الأمريكى، وهذا فصل تعسفى بين طرفين مرتبطين عضويا، بل الأصل فى الموضوع أن نظام مبارك مجرد أداة فى يد هذا الحلف، ومعظم معاناة البلاد وحكم مرسى جاءت أساسا من هذا الحلف وبقيادته، أما الأطراف المصرية فكانت مجرد أدوات منفذة، وهذا التداخل الأمريكى كان السبب الرئيسى وراء عدم تطهير جهاز الدولة من فلول النظام السابق.
ثالثا: التقييم العلمى والواقعى أن مصر كانت فى وضع المستعمرة الأمريكية الصهيونية، بمظاهر مايسمى الاستعمار الجديد: هيمنة مالية واقتصادية وعسكرية، واختراق سياسى وثقافى وتعليمى وتشريعى..إلخ، ولكن مع بعض مظاهر الاستعمار التقليدى: قواعد – تسهيلات عسكرية – السفير الأمريكى يأخذ وضع المندوب السامى.
رابعا: الولايات المتحدة فى حال الدولة العظمى المتراجعة منذ عدة سنوات، وهذه حقيقة تجمع عليها الدراسات الأمريكية الجادة وكل الكتاب والمفكرين المعروفين فى الولايات المتحدة، وعلى رأسهم المفكرون المرتبطون بالدولة، والخلاف يدور حول معدلات الهبوط وكيفية معالجته، كل المؤشرات الاقتصادية تشير إلى أن هذا التراجع لصالح الصين أولا ثم الهند ثانيا، ثم مجموعة البريكس ككل، معظم قارة أمريكا اللاتينية خرجت من دائرة السيطرة الأمريكية، وكذلك معظم قارة أسيا، أوروبا الموحدة ليست عميلا بسيطا لأمريكا بل هى قوة اقتصادية كبرى وحليفة، تتعارض رؤاها ومصالحها أحيانا مع أمريكا، الوطن العربى وأغلب إفريقيا هى المساحة المتبقية للهيمنة الأمريكية، مع ملاحظة الزحف الصينى الاقتصادى المتصاعد فى القارة السمراء، خلال سنوات قليلة ستصبح الصين القوة الاقتصادية الأولى رسميا فى العالم.
خامسا: أمريكا ستقاتل بكل الوسائل لعدم طرد نفوذها من المنطقة العربية ل4 أسباب: الموقع الاستراتيجى الذى يتوسط العالم – البترول – إسرائيل الحليف الإستراتيجى – القدس وفلسطين كرمز للحضارة اليهودية المسيحية من وجهة نظرهم.
سادسا: القوة العسكرية هى أهم ماتبقى من القوة الأمريكية، مع استخدام العلم والصناعة أساسا فى هذا المجال، ولكن القوة العسكرية لاتستطيع أن تعمل وحدها مع تراجع النفوذ الحضارى (الفكرى والثقافى أساسا) والاقتصادى، ولذلك تم تحطيم هيبة أمريكا وجيشها فى الصومال ثم فى العراق والآن فى أفغانستان، وفى المواجهة مع كوريا الشمالية كانت فضيحة (لاننسى المساندة الصينية لكوريا)، وتضررت قوة الردع الأمريكية مع هزيمة إسرائيل فى حرب 2006 ضد لبنان، ثم فى العدوان على غزة فى 2008 و2012، ومن قبل انسحاب إسرائيل بصورة مهرولة من لبنان عام 2000، تحت وقع ضربات المقاومة اللبنانية.
سابعا: من الناحيتين الوطنية والعقائدية فإن الموقف من الولايات المتحدة كقوة غازية أو استعمارية أو مهيمنة، لا يرتبط أساسا بقوتها أو بضعفها، ولم يرد فى القرآن أو السنة أن الجهاد يشرع عندما يكون العدو ضعيفا!! بل شرع الله لنا الجهاد عندما يعتدى علينا، على أن نأخذ بالأسباب (وأعدوا)، وطبعا هذا الإعداد لايعنى 30 سنة!! وكل ما ورد من أمر ونهى فى القرآن الكريم لابد أن يلتزم بها كل جيل من أجيال المسلمين، ولا يسلم الراية منقوصة للأبناء والأحفاد.
ثامنا:اتخاذ موقف صارم من الولايات المتحدة التى أفسدت البلاد وخربتها لن يترتب عليه على الأغلب أى أعمال حربية من قبلها أو من قبل إسرائيل (سيكون هناك ورقة خاصة عن إسرائيل إن شاء الله)؛ لأن الحل العسكرى لم ينفع مع غزة، فهل سينفع مع دولة بوزن مصر؟!
أقصى الأذى (لن يضروكم إلا أذى) هو ما حدث بالفعل فى عهد الرئيس مرسى وقبله: إحداث فوضى – تلاعب فى البورصة وسعر العملة – وقف الاستثمار – وقف السياحة. وهى أمور يمكن التغلب عليها، وهى مرحلة إجبارية لابد أن نمر بها حتى نتحرر، خاصة مع المواجهة السافرة للعملاء، بدلا من تكريمهم وعمل مصالحات معهم واستقبالهم فى المطار!(ساويرس حالة نموذجية فى عهد مرسى)، لابد من التفرقة بين العملاء والمتعثرين والفاسدين محليا!! كأنواع مختلفة.
ولكن حتى إذا أصابهم الغباء بأى عمل عسكرى فإن شعب مصر سيتوحد فى الجهاد ضدهم، مرة أخرى لا يمكن القول بالجهاد بعد تحقيق الرفاهية، الجهاد المسلح عملية دفاعية (جهاد الدفع) لا يمكن أن تقول للمعتدى: برجاء تأجيل عدوانك لأننى الآن فى مرحلة تنمية ولم أستعد لك! إسرائيل تدرك ذلك تماما.. لذلك فهى تمنعنا من التنمية، عن طريق المساهمة فى تخطيط وتمويل هذه الفوضى غير الخلاقة.
تاسعا: مشكلات مصر الأساسية مرتبطة بهذه الهيمنة الأمريكية: تحديد السياسة الاقتصادية والسياسة الخارجية وكثير من السياسات الداخلية التى تشمل: الثقافة والإعلام والتعليم والتشريع، ولا إصلاح لمصر دون وقف هذه الهيمنة فى صورة طفرة، لأننا فى زمن يبيح ذلك: (ثورة)، ولأن هذه الأمور(الخلاص من نظام مستبد أو نظام تابع) لا تتحقق إلا هكذا وليس بالتدريج، وتجربة سنة مرسى نموذج حى يدرس على فشل أسلوب التدرج فى التعامل مع الهيمنة الأمريكية.
الحد الأدنى المطلوب: إلغاء اتفاقية كامب ديفيد ومعاهدة السلام، مع إعلان من طرف واحد يتضمن التعهد بالالتزام بالهدنة العسكرية طالما ظلت إسرائيل متمسكة بها، وهذا يعنى وقف تلقى المعونة الأمريكية ومعظمها عسكرى لا يجدى نفعا فى أى حرب مقبلة مع إسرائيل، ولكنه ينفع فقط فى إفساد قيادات الجيش واختراقهم أمريكيا، وإلغاء كل الاتفاقات ذات الطابع العسكرى مع أمريكا، ورفض المعونة المدنية (300 مليون دولار).
عاشرا: الاستعواض عن ذلك بالتعميق الفورى للعلاقات مع دول البريكس (الصين – روسيا – الهند – جنوب إفريقيا – البرازيل)، والدخول فى صلات جادة مع السودان وتونس (وليبيا إن أمكن) للإعلان عن نواة السوق العربية المشتركة، وتعزيز مجموعة الثمانية الإسلامية: تركيا – إيران –باكستان – نيجيريا – إندونيسيا – ماليزيا – بنجلاديش – مصر، وهى نواة موجودة بالفعل لسوق إسلامية مشتركة، مع تعزيز العلاقات مع أمريكا اللاتينية.
حادى عشر: عدم وضع أوروبا على صعيد واحد مع أمريكا، وإعلان الاستعداد للتعاطى الإيجابى معها، وليكن واضحا أننا لن نعيش بالتسول منهم، فالمعونات أيضا يجب أن تكون مرفوضة من أوروبا، نحن جاهزون للتعاون الاقتصادى وفقا للمصالح المشتركة فحسب، ومن الطبيعى أن نفرق بين دول أوروبا حسب مواقفها، ولاشك أن ألمانيا تمثل أفضل المواقف حاليا وكذلك هولندا وبلجيكا، ولكن سيظل موقفنا انتقائيا، ومتوافقا مع موقف كل دولة تجاهنا.
اثنى عشر: مصر غير تركيا، وغير أى دولة عربية أو إسلامية، ويليها فى خاصية واحدة: سوريا وفلسطين، وإن شئت بلاد الشام بالمعنى الواسع للكلمة، هذه الخاصية هى أننا فى بؤرة العالم، ولايمكن لأى دولة عظمى فى العالم إلا أن تستهدف السيطرة على هذا المربع وعلى رأسه مصر.
لاحظ الدولة المصرية القديمة ضمت هذا المربع، ثم الأسكندر الأكبر، ثم البطالمة، ثم الرومان ثم العرب ثم كل الدول الإسلامية القوية، ثم الإنجليز وفرنسا وإيطاليا وألمانيا ثم أمريكا والاتحاد السوفيتى، ثم أمريكا وروسيا الآن، أمريكا تستولى على مصر وفلسطين، وروسيا تقاتل للحفاظ على مصالحها الإستراتجية فى سوريا.
والدولة العربية والإسلامية العظمى ستنشأ من جديد إن شاء الله وهى تضم هذا المربع (مصر – سوريا – فلسطين).
أمريكا لن تسمح طواعية بحدوث ذلك، لذلك لن تتقدم مصر بوصة واحدة دون طرد النفوذ الأمريكى.
بكل هذه المعانى نفهم حديث رسول الله عن خير أجناد الأرض وأرض الكنانة، ونفهم لماذا ذكرت مصر وحدها دون العالمين فى القرآن الكريم، وأرض فلسطين والشام (دون ذكر اسم فلسطين).
ثالث عشر: القضايا الوطنية لا تتجزأ ولا تتبعض، وكذلك القضايا العقائدية، والأمم لاتعيش إلا بالقضايا الكبرى والرسالات السامية، ولايوجد أسمى بعد الإيمان بالله من التحرر من الهيمنة الأجنبية، وتحقيق استقلال الأوطان، ومن أكبر أخطاء مرحلة حكم مرسى أنه لم يطرح قضية تجمع الشعب المصرى، بل تم التعامل مع قضايا الوطن ومشاكله بصورة روتينية، كما لو أننا نعيش فى ظروف عادية ومستقرة، والقضايا لا تفتعل بل لابد أن تقتبس من الواقع المصرى الحى، ونحسب أن الخلاص من الهيمنة الأمريكية الصهيونية هو قضية القضايا فى مصر، وأم مشكلاتها.
*هذه الورقة مقدمة للأحزاب المشاركة فى التحالف الوطنى لدعم الشرعية، ونرجو الرد عليها خلال أيام قليلة؛ لأن هذا الموضوع مطروق وليس غريبا على أحد، أى أننا لا نبدأ الحوار من نقطة الصفر.
(مقدم الورقة بناء على طلب بعض الأحزاب مجدى حسين رئيس حزب العمل).


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.