صرح الكاتب الصحفي وائل قنديل بأن دعوة الفريق عبد الفتاح السيسي بالنزول اليوم الجمعة في الميادين لتفويض الجيش فيما وصفه بمواجهة الإرهاب بأنها أول دعوة رسمية للانتحار الجماعي والقفز فى أتون حريق قومي شامل. وأوضح في مقال له انه مما يلفت النظر استخدام وصف «الشرفاء الأمناء» لمن سوف يلبون دعوة الفريق للانتحار، ما يعنى أنه يعلن رسميا تقسيم المواطنين إلى نوعين، الأول شريف وأمين ومعيار الشرف والأمانة هنا يتحدد حسب المسافة من القائد العسكري، فمن يمنحه التفويض لمواجهة المعارضين له هو الشريف الأمين، ومن لا يفعل فهو من النوع الثاني، غير الشريف وغير الأمين، عدو الوطن، المنبوذ. وأشار إلى أن دعوة الفريق أعادت إلى الأذهان ذكريات مؤلمة شهدتها مصر خلال عام 2011، حين لجأ المجلس العسكري الحاكم لأول مرة لاستخدام مصطلح «المواطنون الشرفاء» والذي جرى إشهاره في وجه القوى الثورية في مناسبات عديدة سالت فيها دماء وفقئت عيون وتعمقت جراح، بدءا من موقعة العباسية الأولى، مرورا بماسبيرو ومحمد محمود ومجلس الوزراء وإستاد بورسعيد. و المفارقة المدهشة هنا , كما يقول قنديل, أن من كانوا ضحايا لهجمات «المواطنين الشرفاء» مدعوون الآن لكي يلعبوا دور الشرفاء في مواجهة من كانوا يحمون الميدان معهم في منعطفات ثورية خطيرة، أهمها على الإطلاق موقعة الجمل، بل أن منهم من يتقمص شخصية «الشبيح الليبرالى» ويهتف «فوضناك» بالطريقة ذاتها التي قالوا بها للمخلوع «اخترناك». وأكد في مقاله المعنون ب"دعوة رسمية للانتحار الجماعي", إننا أمام وضع شديد الوضوح ينطق بأن مصر بكل ما فيها، من رئيس معين ومجلس وزراء معين ونخبة وشارع، رهن الإرادة العسكرية، إذ لا معنى لما ورد في الخطاب على هذا النحو إلا أنه صاحب السلطات وساحبها ومصدرها، وموزعها ومعطيها. وختم بقوله أن ما يكشف عنه هذا الاستدعاء أن مشهد الثلاثين من يونيو وما قبله وما بعده كان صناعة رسمية بامتياز، ويثبت بما لا يترك فرصة للشك أن «الشعب» وفقا لهذه العقلية هو «شعب 30 يونيو» فقط، وما دون ذلك هم خارج حظيرة الوطنية والإنسانية.