الجهود الأمريكية والفلسطينية الحالية لإعادة المفاوضات بين قيادة السلطة والاحتلال، وأرجع ذلك إلى أن هذه الجهود ليست جدية وليس فيها ما يحفظ الحقوق والثوابت الفلسطينية إطلاقا. ورأى البردويل في تصريحات ل "قدس برس" اليوم الخميس (18|7)، أن الجهود التي بذلها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري منذ توليه هذا المنصب بالنسبة للملف الفلسطيني تمثلت في إقناع الطرف الفلسطيني بالقبول بالأرضية الصهيونية لإعادة استئناف المفاوضات.
وقال: "هناك محاولات مستميتة من أجل إحياء عملية التسوية بالشروط الصهيونية، وأمريكا ومبعوثها جون كيري يعملان بهذا الاتجاه، إقناع السلطة بالأرضية الصهيونية منطلقا لاستعادة المفاوضات، أي القبول بالدولة اليهودية وبوجود المستوطنات وتبادل الأراضي والتنازل عن حق اللاجئين في العودة والتنازل عن القدس، هذه الشروط الإسرائيلية كان كيري يأتي في الأشهر الماضية لإقناع السلطة بها للعودة إلى استئناف المفاوضات".
وأشار البردويل إلى أن رئيس السلطة محمود عباس قبل بذلك وأنه يبحث عن غطاء سياسي فلسطيني وعربي لهذه الخطوة، وقال: "لقد طلب محمود عباس من الدول العربية أن تمنحه الغطاء السياسي، وهو اليوم الخميس (18|7) يبحث عن الغطاء السياسي من منظمة التحرير المتهالكة".
واستبعد البردويل إمكانية مرور هذه الخطة التي وصفها بأنها "مؤامرة لتصفية القضية الفلسطينية"، وقال: "السؤال الأساسي أمام هذه الجهود المستميتة للعودة إلى التسوية بالشروط الصهيونية، هو: هل سيقبل الشعب الفلسطيني بها؟ وهل سيرضى هذا الشعب بالتنازل عن حق العودة وعن القدس وبالدولة الكارتونية مقطعة الأوصال مقابل الدولة اليهودية؟ تقديري أن الشعب الفلسطيني لن يسمح لهذه المهزلة بأن تمر، حتى لو عادت المفاوضات فلن تكون لها أي نتيجة على الأرض، فالشعب لن يقبل بالتنازل عن حقوقه الثابتة، ثم إن العدو الصهيوني يتجه إلى التطرف والتشدد ولا يقبل إلا بإبعاد الفلسطينيين بشكل نهائي وإعطائهم الحد الأدنى من الحقوق في ظل الإدارة الصهيونية".
ونفى البردويل أن تكون أمريكا جادة في البحث عن تسوية حقيقية في المنطقة، وقال: "لا أعتقد أن أمريكا تبحث عن استقرار في المنطقة، وإنما هي تقطع الوقت لإعادة ترتيب السياسات الأمريكية الداخلية والخارجية، وليست لديها الجدية لرعاية تسوية حقيقية".