يبدو أن الصفحات السوداء في تاريخ الاحتلال الإسرائيلي لا تقف عند حد ممارسة كافة أشكال التعذيب للأسرى الفلسطينيين حتى تعدتها إلى الأجنة في بطون الأمهات الأسيرات خاصة بعد أن وصل عدد الأسيرات إلى أكثر من مائة أسيرة بعضهن حوامل. وتعتبر الأسيرة الفلسطينية فاطمة الزق القابعة في الأسر في القسم 12 من سجن شارون للنساء منذ 20 مايو الماضي وهي حامل الآن بالشهر التاسع مثال حي على هذه الممارسات اللاإنسانية للاحتلال الإسرائيلي. صرخة وقد أطلق نادي الأسير الفلسطيني صرخة بحق الأسيرة الزق عبر تقديمه طلباً رسمياً للمستشار القضائي الإسرائيلي بهدف توفير ظروف إنسانية لها حيث من المتوقع أن تضع مولودها في العشرين من الشهر المقبل. وبحسب نادي الأسير فإن الجانب الإسرائيلي وافق على طلبهم بضرورة إيجاد ظروف مناسبة للأسيرة خاصة نقلها إلى المستشفى للإنجاب دون أن يقوم الجنود بتعصيب عينيها وتوثيق يديها إضافة إلى ذلك سيمنع الإسرائيليون من تكبيل الأسيرة وهي على السرير كما كان في حالات سابقة. وتم اعتقال الأسيرة الزق على خلفية شبهات أمنية ولا تزال موقوفة دون حكم حتى اليوم، وحيث إنها من قطاع غزة فهي محرومة كذلك من زيارات الأهل بسبب الوضع الأمني المفروض على القطاع. وحالة الأسيرة الزق ليست سوى إحدى حالات عديدة لأسيرات فلسطينيات يقبعن في سجون ومعتقلات الاحتلال الإسرائيلي وأنجبن في الأسر أمثال ميرفت طه ومنال غانم وسمر صبيح وخولة زيتاوي. وبهذا الخصوص اعتبر المحامي فارس أبو حسن مدير مؤسسة التضامن الدولي لحقوق الإنسان أن موضوع الأسيرات "هو جزء من الانتهاكات الإسرائيلية العامة التي تقوم بها سلطات الاحتلال بحق أسرانا وخصوصاً الأسيرات اللواتي وصل عددن إلى أكثر من مائة أسيرة بعضهن حوامل وزُجَّ بهن أثناء فترة الحمل أو قبلها". المعاناة الحقيقية وأكد أبو حسن أن معاناة الأسيرات الحوامل تضاف إلى معاناتهن الحقيقية المتمثلة بالسجن وتربية ورعاية مواليدهن داخل السجن إذ إنهن بحاجة إلى مزيد من المتابعة من قبل المختصين للضغط على إدارة مصلحة السجون من أجل توفير مزيد من الاهتمام بهن وإعطائهن الرعاية الكافية. بدورها أكدت الأسيرة المحررة وعضوة المجلس البلدي بنابلس الدكتورة ماجدة فضة أن وضع الأسيرة الفلسطينية مزر جداً نتيجة المعاملة القاسية التي تتعرض لها منذ لحظة اعتقالها من منزلها. وأوضحت فضة للجزيرة نت أنها عايشت أسيرات أنجبن بالسجن وكن يعانين من مشكلة تكييف الطفل وتوفير احتياجاته، منوهة بضرورة تسجيل هذه المعاناة وتوثيقها لأنها تحتوي بعداً إنسانياً. كما اعتبرت جمعية نفحة التي تعنى بالأسرى أن كثيرا من الاحتياجات والمستلزمات التي تحتاجها الأسيرة الحامل لا يتم توفيرها إلا بعد كثير من المطالبات والمضايقات من قبل إدارة السجون. وتضيف الجمعية أن الأسيرات يتعرضن للإهانات والتهديد عند مطالبتهن بمزيد من المستلزمات والحاجيات حيث لا تقوم إدارة السجون بتوفير كل هذه الاحتياجات التي تعتبر ضرورية لفترة الحمل وما بعده.