أشارت جريدة الشرق الأوسط اللندنية:إلى قيام الحكومة الصهيونية أمس،بالإفراج عن 27 وثيقة تتعلق بمحادثات كانت قد أجرتها رئيسة الوزراء الصهيونية السابقة، جولدا مائير، مع المستشار الألماني الأسبق، ويلي براندت، قبيل ثلاثة أشهر من حرب أكتوبر1973. وذكرت الصحيفة في عددها الصادر اليوم أن جولدا مائير عرضت البدء بمفاوضات سلام مع الرئيس المصري الأسبق أنور السادات، من وراء الولاياتالمتحدة ومن دون معرفتها، على أساس إعادة غالبية سيناء وشرط عدم العودة إلى حدود 1967، إلا أن مصر رفضت هذا العرض وواصلت الإعداد للحرب. وجاء هذا الكشف مع اقتراب مرور 40 عاما على حرب أكتوبر، وبعد أشهر قليلة من نشر وثائق اتهمت جولدا بأنها فوتت الفرصة لإدارة مفاوضات مع السادات وتسببت بذلك في حرب أكتوبر. وأهم هذه الوثائق تكشف عن لقاء بين جولدا وبراندت، عقد في 9 يونيو 1973 في مقر رئاسة الحكومة في القدسالغربية، وقد سجل في أعلى الوثيقة "سري جدا - يحظر التعميم". وتتضمن الوثيقة تصريحا لرئيسة الوزراء الصهيونية تقول فيها للمستشار الألماني براندت، إن بإمكانه الاجتماع بالرئيس السادات والقول إنه خرج بانطباع من لقائها بأن الكيان الصهيوني معني بالسلام وليس معني بالاحتفاظ بكامل سيناء ولا بنصف سيناء ولا بغالبية سيناء، لكنها في الوقت نفسه ليست مستعدة للانسحاب على حدود 1967، وهي مستعدة لإعادة غالبية سيناء لمصر، ورسم الحدود ما بين حدود 1967 وبين خط وقف إطلاق النار من حرب ذلك العام. وقالت إنها تتفهم مصاعب السادات في العالم العربي ولذلك لا تطلب محادثات علنية، ومستعدة لبدء مفاوضات حول هذه المبادئ، بشكل سري. وفي وثيقة أخرى يتضح أن براندت لم يتحمس كثيرا للفكرة، ولم يكن لديه استعداد للسفر بنفسه إلى مصر، فأرسل دبلوماسيا بدرجة منخفضة، هو سكرتير وزارة الخارجية، لوتار لان، إلى القاهرة، وطلب الأخير لقاء مستشار الرئيس السادات للأمن، لكن هذا لم يستجب. فالتقى المستشار العام حافظ إسماعيل. ولذا فقد أبلغ الرسالة على مضض. ولكن المحاولات الألمانية استمرت فيما بعد، وفي نهايتها رفض إسماعيل اقتراح الكيان الصهيوني ب"فظاظة" وقال: إن هذه مفاوضات "لمجرد المفاوضات" وإن مصر غير مستعدة للتفاوض مع الكيان الصهيوني إلا بعد أن تتعهد بأن تنسحب من الأراضي العربية التي احتلت سنة 1967. وسجلت إحدى الوثائق على لسان إسماعيل قوله: إن العرب أصبحوا من الآن فصاعدا يملكون إرادتهم. وجاء نشر الوثائق في الكيان الصهيوني بالتزامن مع نشرها في ألمانيا، هذه الأيام، يتهم فيها براندت بأنه تصرف بإهمال وأضاع فرصة لمساعدة شعوب الشرق الأوسط بتحقيق السلام ومنع الحرب.