لن أذهب إلى أى تحقيق أو محكمة ولن أدفع غرامة ولكن لن أهرب من السجن أكثر الأغلبية البسيطة من شعب مصر.. حوالى 70% من الشعب غير راضين عن حكم الإخوان بعد مرور عام على رئاسة مرشحهم، وبعد عامين ونصف من المشاركة فى الحكم مع المجلس العسكرى. حوالى 10% يرون أنه ليس فى الإمكان أبدع مما كان فى حدود الزمن والتراكمات السابقة وثقل التركة وحرب الأعداء من الداخل والخارج. وحوالى 20% لا تزال عواطفهم مع الرئيس المنتخب لأنه طيب وإسلامى ولكنهم أيضا غير راضين عن مستوى الأداء، ويرون أنه كان يمكن أن يكون أفضل بكثير. ويرون أن الرئيس غير حازم بصورة كافية مع مثيرى الفوضى والاضطرابات. بعض قيادات الإخوان لا يزالون يكابرون ولا يرون إلا مؤامرات حركة تمرد وبلاك بلوك، وأنها هى المشكلة الوحيدة فى المشهد، ويعترفون سرا بالدعم الداخلى الأمنى والخارجى لحركات الفوضى والعنف ولكنهم لا يجاهرون بذلك، فيخسرون تعاطف الشعب الذى لا يرى المشهد متكاملا أمام عينيه. إنهم يكابرون فى سوء الأداء، وعدم انحيازهم الواضح للمستضعفين، وافتقادهم للرؤية الاقتصادية البديلة للنظام البائد الفاسد. إنهم فعلا لديهم ميل أصيل للاستحواذ. ولا نريد منهم محاصصة حزبية مع أحد ولكن نريد اختيار الأكثر كفاءة فى كل موقع من الوطنيين، وأيضا الاستماع إلى مشورة الأكثر كفاءة. وأعلم بشكل جازم نماذج عديدة من العلماء والمتخصصين على أعلى مستوى فى شتى المجالات رفض النظام استيعاب تجاربهم واقتراحاتهم أو عجز عن ذلك. عجز نظام الإخوان عن إرضاء الشعب فى مجال الإنصاف الاجتماعى، وقد كان الظلم الاجتماعى من أهم دوافع الشعب للثورة. يقولون ماذا نفعل خلال سنة؟ ضربنا لهم أمثلة كثيرة من قبل ولم يستمعوا. ولكن أضرب الآن مثلا واحدا: إعلان ثورة يوليو عن قانون الإصلاح الزراعى كان من أهم دعائم استقرار النظام الجديد، خاصة وقد كان الفلاحون يمثلون نسبة كبيرة من السكان. فى سبتمبر 1953 قرر مجلس قيادة الثورة مصادرة أموال الملك السابق فاروق وإلغاء الحراسة على أمواله. وصودر 24 قصرا وتفتيشا لفاروق و48 ألف فدان، واليخت فخر البحار، واليخت فيض البحار. وملايين من الجنيهات مودعة فى البنوك باسم فاروق. وقد طالبت الرئيس مرسى بقرار مشابه دون مجيب. هذه مجرد أمثلة سريعة. كنا نتمنى أن ينجح الإخوان ولو بنسبة 6 من 10، ونكون مجرد مساندين لهم، ولو بمجرد المشورة أو الإعلام، لا نبتغى جزاء ولا شكورا ولا منصبا. ولا نقول إننا فقدنا الأمل فى أن تصحح حركة الإخوان مسارها يوما ما، ونؤكد أن قواعد وجمهور الإخوان منا وسيظلون كذلك بإذن الله. ولكن الشعب لا ينتظر والأحداث السياسية لا تنتظر. وهذا هو سبب دعوتنا لتشكيل تحالف وطنى إسلامى لخوض الانتخابات كبديل ثالث بين الإخوان والإنقاذ. ونرى أن هذا هو الأسلوب الحضارى السلمى الذى يحافظ على مصر الوطن والكيان والإطار الذى يجمعنا جميعا بكل خلافاتنا. برنامجنا: التأكيد على الاستقلال الوطنى، وتطهير البلاد من النفوذ الصهيونى الأمريكى الذى هو سبب كل البلاء، التصفية السياسية الكاملة لرءوس الفساد من النظام البائد، واستعادة أموال الشعب المنهوبة كاملة هى الحد الأدنى لأى عفو. سلسلة من القرارات الفورية على طريق العدالة الاجتماعية والتنمية الشاملة المستقلة (هذا مفصل فى مواضع أخرى) ولا بد أن يكون معلوما أن النظام الحالى ليس لديه أى خطة تنموية متكاملة ويعالج الأمور "رزق يوم بيومه". فى المقابل يستغل المعارضون العلمانيون أخطاء وفشل النظام الشرعى للقضاء على الإنجاز الوحيد للثورة حتى الآن: وهو الحرية والديمقراطية ونزاهة الانتخابات وحق الشعب فى اختيار حكامه. ويخدعون الشعب فيقولون: الأحوال سيئة ولا نستطيع أن ننتظر 3 سنوات أخرى حتى تنتهى مدة مرسى. فيدعون إلى انقلاب عسكرى تارة وعصيان مسلح بالمولوتوف والخرطوش تارة أخرى. رغم أن إسقاط الإخوان يمكن أن يتم خلال أسابيع دون إطلاق رصاصة واحدة من خلال الانتخابات النيابية التى تعطلها محكمة مبارك الدستورية بالنبش المستمر عن أى مادة هنا أو هناك لتأكيد عدم دستورية أى قانون للانتخابات. وباختراع قضايا غير مطروحة أصلا فى الحياة السياسية كحكاية تصويت العسكريين. الانتخابات النيابية يمكن أن تكون وسيلة الشعب للتعبير عن استنكارهم لأداء الإخوان. والبحث عن بديل آخر. والدستور الحالى يمكن الأغلبية البرلمانية من تشكيل الحكومة. أيها الشعب العظيم لا تجعلهم من خلال إعلامهم الطاغى (على إعلام الإخوان الفاشل) يدفعونك لتدمير البلاد، فليكن الإخوان فاشلين. ولكن الانتخابات البرلمانية الطبيعية على الأبواب. فلماذا الحرق والتدمير ووضع البلاد على شفير الحرب الأهلية. إن إسقاط مرسى بشكل غير شرعى يعنى أن تظل البلاد بلا رئيس شرعى لفترة طويلة. وسيكون من حق الجماعات الإسلامية أن تحمل السلاح لإعادة الرئيس المنتخب إلى موقعه. فقد ارتضى الإسلاميون بالانتخابات والصندوق. والآن يقول الديمقراطيون الليبراليون: لقد خدعناكم ونحن لا نؤمن بالانتخابات!! إذا كنت تئن أيها الشعب من أوجاعك فإن هذا السبيل لن يحل لك شيئا ولكن سيضيف مزيدا من الفوضى. ومزيدا من الدماء. ألم تكتشف بعد مدى مصداقية رموز ما يسمى جبهة الإنقاذ؟ وأكثر من نصفهم كانوا من العاملين مع النظام البائد. إنهم يقودونكم إلى المذبحة وهم فى دبى وفيينا وواشنطن. إننا نحمل محكمة مبارك الدستورية المسئولية عن أى قطرة دم تسيل يوم 30 يونيو، هؤلاء هم الترزية الذين لم يقولوا "لا" للطاغية والآن يستأسدون بدعم أمريكى وأمنى مصرى ويضعون الغطاء للتمرد. وهم لا يعنوننا فى شىء. هم مجرد أدوات، هم مجنى عليهم بتركهم فى هذا الموقع بعد الثورة. ولكن المجنى عليه تحول إلى جان. هم مجنى عليهم لأننا لا نحملهم ما لا طاقة لهم به. ففى عهد مبارك كانوا ينفذون التعليمات. ويمكن العفو عنهم كموظفين ضعفاء. ولكن تركهم فى موضعهم كمحكمة دستورية عليا جعلهم يصدقون أنفسهم وأنهم قضاة بحق وحقيقة!! والجانى هم الإخوان والمجلس العسكرى. ولكن المجنى عليه تحول إلى جانٍ وبدأ يعمل فى السياسة بالتعاون مع الثورة المضادة وأجهزة الأمن غير الموالية لمرسى، ومسنودين من أمريكا كما صرح بذلك الزند. أيها الشعب العظيم لا تضيع المكسب الوحيد الذى خرجت به من الثورة: وهو حقك فى اختيار حكامك. وهذا الحق حق منظم من خلال الانتخابات، وليس بالفوضى والمولوتوف. لاحظ أن الداعين ل 30 يونيو يستهدفون إقناع الجيش بالانقلاب العسكرى. وقد جربتم حكم العسكر فهل كان جميلا؟ لقد سمعنا فيه لأول مرة عن كشف العذرية؟ ولم يكن هناك شىء مستقيم فى البلاد. وبالتأكيد فإن الوضع فى عهد مرسى أفضل قليلا من فترة الحكم العسكرى، ولكن الحكم المدنى سيتطور فى ظل الإخوان أو غيرهم. أيها الشعب العظيم لا تضيع دماء شهدائك، أنت لم تقم بثورة من أجل حكم عسكرى لا يوجد الآن فى العالم. يا شعب مصر لا تجعل فشل حكم الإخوان سببا لذبح مصر. أى لا تجعله سببا للانتحار. ولنطالب بسرعة إجراء الانتخابات النيابية لوضع الأمور فى نصابها. والله أكبر وليحيا الشعب