كل الاديان وكل المذاهب فى العالم الان لها مرجعيتها وقيادتها الروحية المقدسة والمحترمة قيادات روحية لها الاستقلال المالى وتستمد شرعيتها من ذاتها دون اى تسلط من الحكام ولهم حصانة مقدسة تجعل الحكام والمحكومين يتعاملون معهم بهيبة وتقدير واحترام . بل ان الحكام يسعون اليهم بغية نيل رضاهم حتى يرضى الناس عنهم . تلك القيادات الروحية لا تأخذ اى عطايا او رواتب من الحكام حيث لديهم القدرات المالية التى تفوق مالدى الدولة مجتمعة . والامثلة العصرية على ذلك كثيرة : المسيحيون لهم قيادة روحية مستلقة ماليا وحرة فى اتخاذ قرارتها لا يجرؤ اى حاكم ان يفرض عليها اى رأي وكذلك اليهود كل حكام العالم يتوسلون رضاهم حتى يرضى عنهم شعبهم . حتى البوذيون والهندوس والسيخ وعبدة الاوثان لهم قيادات روحيه مقدسة يركع الحكام تحت ارجلهم حتى لا يغضبوا عنهم وتكتسحهم اعصاير الشروالبلايا . والمذاهب الاسلامية – عدا نحن السنة- تمتاز بوجود مرجعيات روحية عليا لها كل التقديس والاحترام والاستقلال المالى المستمد من الاوقاف والخمس والتبرعات المدفوعة من الناس وبالتالى لها حرية الحركة والاحترام من الحاكم قبل المحكوم .بل الحاكم هو الذى يسعى اليها وينتظر على بابها حتى يؤذن له بالدخول اليها . والحاكم اذا فقد ثقة المرجع الاعلى سحبت منه ثقة الشعب . هذا موجود لدى الشيعة الامامية والزيدية والعلوية والاسماعيلية والاباضية والدروز . فقط اهل السنة والجماعة يتبعون كل ناعق وهم يحتكمون لاحاديث واهية اذا عرضت على الكتاب والسنة لابد من ان يضرب بها عرض الحائط مثل : جاهد وراء كل بر وفاسق ؟! او اذا تغلب حاكم لابد ان يكون هو الحاكم الشرعى حتى وان كان فاسق بل يقتل كل من يقف ضد فسق هذا الحاكم ؟! وعلى هذا المنطق فقدت القيادة الروحية تماما واصبح الحاكم هو الذى يعين القضاه والوعاظ وهو الذى يعطيهم الرواتب والعطايا . ومن يرضى عنه الحاكم من هؤلاء الوعاظ تذيد عطاياه وترتفع مكانته ويصبح شيخ الاسلام وقاضى القضاه واذا غضب عليه الحاكم تلغى عطاياه وتسقط مكانته ويصبح من المبتدعه المنبوذون . والازهر هو الوحيد الذى كان له شيئ من المكانة القيادية المحترمة لاهل السنة والجماعة . وكان له اوقاف قوية تعطيه استقلال مالى يغنيه عن تحكم الحكام . ولكن فقد الازهر مكانته على يد الزعيم الملهم عبدالناصر وتحول شيخ الازهر الى موظف لدى الحاكم يعيش هو وباقى الشيوخ على ما يحدده لهم من رواتب وبالتالى تحول شيوخ الازهر الى وعاظ سلاطين يكيفوا احكام الاسلام على حسب هوى الحاكم . ويزينوا للناس رغاباته وميوله . ومن هنا بدأ الناس فى فقدان الثقة بالازهر كلية وبعدما اخذ الاعلام الفاسد فى تصوير شيوخ الازهر بطريقة هزلية ساخرة مزرية بإيعاذ من الحكام الفسقة انهارت هيبة الازهر تماما فى نفوس الناس وبعدما كانت كبار العائلات تتباهى بوجود فرد من العائلة يدرس فى الازهر وبعدما كان المسلمون يختارون اذكى مافيهم ليكون من علماء الازهر ويسعى الكثيرون لحفظ القرآن الكريم غدا من ينضم الى الازهر هم من فشل فى التعليم وغدا من يدرس فى الازهر مصدر سخرية واستهزاء المجتمع . وهذه خطة شيطانية صهيوصليبية بتنفيذ حكام عملاء مختاريين بعناية منذ سقوط الخلافة الاسلامية وانهيار الرجل المريض فى 1924 . ولكن ماحدث بعدما انهار الازهر وشيوخه فى اعين المسلمين فى مصر وكل العالم الاسلامى اخذ الناس يبحثون عن قيادات روحية بديلة . ومن هنا ظهرت جماعة الاخوان المسلمين وبصدقية ومواهب الامام حسن البنا انتشرت بين الناس وظهرت ايضا جماعات اسلامية شتى كل جماعة لها اهدافها الخاصة ولها اميرها الخاص وبدل من ان يوحدها الاسلام الواحد اصبحت تتقاتل مع بعضها من اجل اجتذاب اكبر عدد من المنتسيبين اليها . وتدخلت الاصابع الصهيوصليبة بمساعدة الحكام العملاء فى توسيع شقة الخلافات بين امراء تلك الجماعات بالدعم المالى والمعنوى مما ادى بهؤلا الامراء الى التنافس فيما بينهم فى ارضاء عملاء القوى الصهيوصليبية للفوز بالعطايا والرواتب وجعلوا دعوة الاسلام ارخص امانيهم. نجحت القوى الصهيوصليبية فى اختراق بل تكوين جماعات تكفيرية بغية اغراق منطقة الهلال الاسلامى من اندونيسا الى مالى فى حروب طائفية ومذهبية تخلف وراءها الدمار والخراب مما يسهل تقسيمها الى كيانات متعادية تقذف بها الى القرون الوسطى . لذا اصبح الازهر هو الامل الوحيد الباقى لحفظ بيضة الاسلام وحمايته ممن يظنون انهم بذلك يمكن محوه من الوجود مثلما حدث للشيوعية . أننى اناشد علماء الازهر ان يقوموا بثورة شاملة وهناك الكثير من علماء الازهر الاوفياء والامناء على حفظ الاسلام ممن يعبثون به. نريد ثورة شاملة فى الازهر: ثورة تجبر الحكومة ان تعيد كل الاوقاف الى الازهر حتى يكون للازهر استقلال مالى كامل يصرف منه على العلماء والطلاب وكل مايتعلق باداء رسالته العالمية لقيادة الاسلام بحيث يحرم على اى منتسب للازهر اخذ اى عطايا مالية او غير مالية من اى جهة غير الازهر سواء داخل مصر او خارجها . ثورة تعيد لمصر قيادة العالم الاسلامى كله بتطوير علمى شامل يجذب خيرة شباب الامة للتعليم فى الازهر الشباب ذوى المواهب الخاصة والذين يتصفون بالامانة ونظافة اليد. ثورة تعيد تكوين هيئة كبار العلماء من كبار علماء الامة المخضرمين الذين افنوا عمرهم فى دراسة كل جوانب العلوم الاسلامية ولهم المقدرة على استنباط الاحكام الشرعية بما يمليه عله ضميرهم امام الله وليس لارضاء الحكام . على الازهر ان ينظف هيئة كبار العلماء من وعاظ السلاطين سواء من بلغوا ارذل العمر ويعيشون فى قصور الخليج وليس لهم هم الا نشر الفتنة المذهبية هنا وهناك ولا نسمع لهم صوت عما يفعلة الصهاينة فى فلسطين واخطرها العبث بالمسجد الاقصى وذلك خدمة لاسيادهم واولياء نعمتهم . لابد ان يتخذ علماء الازهر قرار شجاعا بتطهير هيئة كبار العلماء من امثال هؤلاء وايضا ممن هم ليسوا من العلماء وانما كتابة مقالات يسمون أنفسهم مفكرين اسلاميين امثال الذين كانوا شيوعيون وتحولوا الى صوفيون واخيرا الى سلفيين حسب الرايجة وكمية العطاء لا ادري كيف يكونوا اعضاء فى هيئة كبار العلماء ؟! .هناك شروط لابد ان توضع لتحديد من هو العالم الفقيه الذى يرشح للانضمام الى هيئة كبار العلماء . لابد من تكوين هيئة كبار علماء تضم اكابر علماء المسلمين ممن هم فى مرتبة الفقهاء فى كل المذاهب الاسلامية من كل الاقطار : على غرار ما كان يحدث فى مجمع اللغة العربية الذى كان يضم خيرة علماء اللغة العربية من كل اقطار الامة لا كل من هب ودب يضم الى هيئة كبار العلماء ومنهم تلاميذ صغار .علماء كبار مستقلين عن سطوة الحكام وتسلط التكفيريين . علماء احرار بعيدا عن عملاء الصهيوصليبة يعملوا على انقاذ الامة من خطط الفتنة المذهبية التى تقضى على الجميع.علماء يسعون بكل محبة الى استقطاب كل المسلمين من كل المذاهب للتوحد ضد اعداء كل المسلمين وذلك بالترفع عن اختلافنا فى القشور . ثورة تقضى على فوضى الفتاوى التى تضعف من هيبة الاسلام فى نفوس عامة المسلمين وتشوه صورة الاسلام لدى العالم . انظروا ما يحدث فى ساحة المسلمين من اهل السنة آلاف من الجماعات الاسلامية –ومعظمهم مخترق من كل اجهزة المخابرات فى العالم اسلامية وغير اسلامية- كل جماعة مكونة من عدة افراد لها أمير كل مؤهلاته موهبة فى القيادة والخطابة يحفظ كم آية قرآنية وقراء كتاب او كتابين اصبح بذلك مفتى يصدر فتاوى هنا وهناك . واصبح هناك آلاف المفتين المتناحرين المتقاتلين يسود بينهم الشحناء والبغضاء لا يحترمون اى عالم بل ويكفر بعضهم البعض ممن يختلف معهم . لابد ان يقتصر الافتاء فقط فى هيئة موحدة تضم علماء حقيقيين متجردين نظاف ومنع الصبيان من التصدى للفتاوى . الناس من اهل السنة فى كل العالم تتشوق الى قيام الازهر بتكوين قيادة اسلامية وسطية من علماء اجلاء يخشون الله وحده ولا ينشدوا العزة الا من الله وحده . تعتصر قلوبهم آلما عن مخاطر ما يحاك ضد الاسلام كله ويسعون حسيثا بكل ما أتوا لتوحيد صفوف كل علماء المسلمين من كل المذاهب –نضع خلافاتنا جانبا – للتصدى معا لاعداء الاسلام من الغزوالصهيوصليبى ومن معهم من عملاء الامة الذين يسعون لنشر الفساد فى أرضنا وتأجيج الحروب المذهبية التى بدأت فعلا إعلاميا وعلى منابر المساجد واقتتالا على الارض . يستطيع الازهر القيام بتلك المهمة بالغة الصعوبة لو تكون من علماء مخلصين متجريدن من حطام الدنيا . همهم الاول والاخير انقاذ الاسلام ومقدساته لا يخافون فى الله لومة لائم شعارهم الوحيد ان تنصروا الله ينصركم . لو وجدت تلك الثلة المؤمنة حقا سوف نجد كل خيرة شباب الامة الاسلامية ولاسيما من مصر ينضموا الى تنظيم الازهر وحده ويخرجوا من عباءة التنظيمات الاسلامية المتناحرة مما يودى الى اندثارها وتعرية أمراؤها طالبى الدنيا محترفى الدجل والمراء صبيان العلم جهلة الفكر .