وفقا لاختبارات "الجهاز" الأداء العام .. جيد والسعر متوسط بالنسبة إالى إمكانياته

المعالج والذاكرة قويان ويتفوقان على مثيلاتها فى أجهزة التابلت الأخرى
عروض من دول عربية كالسعودية وقطر والكويت والعراق والاردن تطلب "اينار"
فى محاولة من الانتاج الحربى لمواكبة التقدم التكنولوجى العالمى، قررت النتاج الحربى السير على خطى النمور فى طريق التقدم التكنولوجى؛ إذ قفزت مراحل البدائية فى التقدم، وبدأ إنتاج أول تابلت مصرى، من أحدث التكنولوجيات فى العالم، عن طريق نقل التكنولوجيا الحديثة المتبادلة بين أكبر الشركات العالمية فى تكنولوجيا المعلومات وبين مصر؛ إذ يتوقع الخبراء بيع الأجهزة اللوحية هذا العام أكثر من الحواسب الشخصية على مستوى العالم، وهو ما يوضح أهميتها وانتشارها الذى يفوق أى أجهزة أخرى هذه الأيام، وكان هيئة تنمية تكنولوجيا المعلومات «إيتيدا» هى صانعة اللوجو.
مقدمة عن تكنولوجيا التابلت
هى حاسبات محمولة صغيرة وخفيفة الوزن بلا لوحة مفاتيح. وتتفاوت سعتها التخزينية بين 16 و64 جيجا بايت، وهناك سعة ضعيفة هى 8 جيجا بايت. ميزتها الرئيسية هى شاشتها التى تعمل باللمس، والمؤثرات البصرية فى تصفح الإنترنت، والتنقل بين البرامج والتطبيقات، بتمرير الأصابع على الشاشة، ولها القدرة الدائمة على الاتصال بالإنترنت إما عن طريق شبكات المحمول أو ال«وايفاى».
يتراوح حجم الشاشة فى التابلت بين 7 و10 بوصات، وغالبا ما تكون مغطاة بطبقة خاصة مقاومة للخدش وبقع الأصابع، ولا تتأثر بدهون أو الزيوت التى تفرزها اليد، غير أن هذه الحاسبات اللوحية لا تعمل بنظام ويندوز أو ماكنتوش أو لينكس مثل أجهزة الكمبيوتر الأخرى، بل تعمل بنظم تشغيل خاصة iOS وأندرويد Android بأنواعه، أو بلاكبيرى 10، وأخيرا نظام ويندوز فون Phone 8.
وهناك عوامل أخرى ثانوية مثل التفاوت فى سعة وحدة التخزين، وخاصية تحديد المواقع «جى بى إس» ودقة الشاشة ومجس التسارع الذى يشعر بحركة الحاسب ويغير من وضع الصورة حسب حركة الحاسب اللوحى.
بداية الفكرة
يعد «إينار» أول منتج إلكترونى يحمل علامة تجارية مصرية هى «إينار». وتشتق الكلمة فى اللغة العربية من النور، وترمز فى اللغات الاسكندنافية القديمة إلى قائد المعركة الحربية. وبدأت فكرة تصنيع تابلت مصرى منذ أكثر من عام ونصف، وتم من أجلها إرسال مجموعة من المهندسين المصريين للتدريب فى ألمانيا والولايات المتحدة وإيطاليا والتشيك وأيضا الصين فى مصنع «فوكسكون» الذى يجمع أجهزة «أبل».
وبدأ إنتاج التابلت «إينار» فى مصر تحت إشراف وزارة الإنتاج الحربى فى مصانع شركة بنها للإلكترونيات. وقد أعلنت الحكومة المصرية رسميا عن التابلت إينار فى أبريل الماضى، وكان ثمرة نقل التكنولوجيا هو الحصول على تصاميم الشركة الصينية CEIEC المنفذة، ومن ثم جمع مصنع بنها باقى المكونات وصنع جزء منها كالبوردة. وهذه خطوة مهمة وناقلة إلى تصنيع باقى مكونات التابلت فى إصدارات التابلت القادمة.
مواصفاته
يعمل إينار بمعالج 1.6 جيجا هيرتز GHZ، والرامات Ram 1 جيجا بايت (GB)، وشاشة 9.7 TFT ونوعها (IPS) بوصة بدقة وضوح 1024×760 Pixels تتعرف الأصابع العشر، وكاميرا فى الإصدار الأول 2M و3,0M خلفية، وفى الإصدار الثانى 2M أمامية و 5Mخلفية، وذاكرة تخزين 8 جيجا بايت (GB) يُمكن زيادتها حتى 32 جيجا بايت (GB)، ونظام تشغيل أندرويد 4.1.1 (جيلى بين)، واى فاى WFI 802,11 بجميع أنواعه لقبول أى روتر n/g/b وبه Video & Audio الفيديو 1920× 1080 (MKV) والأديو: ميكروفون وسماعتان، ومكان خارجى لكارت الذاكرة التى تصل إلى 32 جيجا، به بورت للUSB وبورت لسماعات الأذن، و3G يدعم الUSB موديم، وبلوتوث (فى الإصدار الثانى). البطارية تعمل لمدة 6 ساعات متصلة، و16 ساعة على وضع الاستعداد بدون شحن، ويُشحن من 0 إلى 100% فى 5 ساعات حدا أقصى، ومجموعة من التطبيقات المنتشرة والمستعملة كثيرا، والضمان لمدة سنة، ووزنه 750 جراما، و يدعم شبكات الاتصالات WI-FI كما يدعم شبكات الجيل الثالث 3G.
الاختبارات
تم اختبار إينار وجاءت نتائج اختباراته كالتالى:
- اختبار الأداء العام: التابلت إينار فى مرتبة متقدمة بين الأجهزة المختبرة. ويرجع ذلك إلى أن مواصفاته من الناحية النظرية مرتفعة؛ فالمعالج ثنائى 1.6 يفوق الغالبية العظمى من الأجهزة اللوحية الموجودة على الساحة.
- اختبار أداء المعالج: أثبت الاختبار أن تابلت إينار فى المقدمة، ويتمتع بمعالج بيانات قوى يتفوق على معالجات سامسونج جالكسى نيكسوس و سامسونج جالكسى إس3 بفارق كبير.
- اختبار أداء الذاكرة: توضح نتيجة الاختبار أن الذاكرة العشوائية المستخدمة فى تابلت إينار تعتبر من أفضل الذاكرات فى الأداء.
- اختبار الأداء لوحدة التخزين الداخلية: جاءت نتائج الاختبارات جيدةولكمها ليست أفضل الموجود.
- اختبار الأداء للرسومات ثنائية الأبعاد: هو الأفضل من حيث الرسومات ثنائية الأبعاد، متفوقا على جميع الأجهزة المختبرة.
- اختبار الأداء للرسومات ثلاثية الأبعاد: جاء فى المرتبة الثانية من جميع الأجهزة المختبرة.
- اختبار أداء الألعاب: تم تجربة لعبة Real Racing 3 على إينار وكانت جيدة، والتقطيع قليلا ويكاد لا يشعر به، وكذلك لعبة Vector. بالطبع ليست أفضل ما يكون لكنها مقبولة. والأمر نفسه فى معظم البرامج والألعاب التى يأتى أداؤه فيها جيدا بالمقارنة مع سعره.
المميزات
الأداء العام جيد، والسعر متوسط نسبيا بالنسبة إلى إمكانياته، والمعالج والذاكرة اختيارهما موفق، والرسومات الثنائية الأبعاد ممتازة والثلاثية جيدة. التصميم رائع والمظهر الخارجى مميز؛ إذ يساعد معدن الألمونيوم على توزيع الحرارة جيدا. فتحات السماعات الاستيريو الداخلية وصممت بطريقة جيدة؛ حتى لا تكتم الصوت عند وضع الجهاز على الطاولة، والاختيار لنظام التشغيل أندرويد لتقليل التكاليف ولدعم تكنولوجيا البرمجيات مفتوحة المصدر لتوفير بيئة عمل وتطوير تناسب الجميع، فعُقدت اتفاقيات نقل التكنولوجيا مع شركة فوكسكون العالمية وشركة ceiec الصينية، وهى من أكبر الشركات العالمية لتصنيع الأجهزة والأسلحة الإلكترونية الحديثة ومصنع بنها للإلكترونيات.
العيوب ونقاط الضعف
الإصدار الثانى الذى أُصدر وُجه إليه بعض النقد ونقاط الضعف؛ منها عدم وجود شريحة Sim، و لا يحتوى على خاصية ال3G مدمجة (لكن جاء رد المهندس سامى محمد فرج مسئول البحث والتطوير فى مشروع إينار على هذا النقد، أنه يدعم يو إس بى موديم خارجى، وشبكات الواى فاى، والGPS نظام تحديد الموقع العالمى (وكان رد المهندس سامى أن هناك سببين: الأول أن تصاريح استخدام سينسور الGPS فى الصناعة تتطلب إجراءات طويلة المدى وتحتاج إلى وقت لإنهائها، والثانى أن مهندسى إينار لا يزالون فى مرحلة التاكد من توافق السينسور مع اللوحة الأم، ويجرون التعديلات والإضافات اللازمة على التصميم وتم إنتاج نموذج يحتوى عليه بالفعل لكنه تحت الاختبار)، وحدة التخزين الداخلية بطيئة وهى الحد الأدنى مقارنة بباقى الذاكرات المستخدمة فى أجهزة التابلت عموما. عند كثرة التطبيقات تشعر ببطء ملحوظ فى الجهاز كمعظم أجهزة الأندرويد من الفئة المتوسطة. خط إنتاج تابلت إينار ينتج من 500 إلى 1000 تابلت يوميا، وهو معدل ضئيل بالمقارنة باحتياجات السوق المحلية اذا ما عمم لطلاب مصر جميعا.
الهدف من صناعة إينار
كشف العميد إبراهيم الصعيدى مدير عام التسويق المدنى لوزارة الإنتاج الحربى، الهدف من تدشين إنتاج التابلت فى مصر والتحمس له، وهو الطالب المصرى؛ حتى يكون كل طالب فى مصر لديه جهاز لوحى خلال السنوات القادمة ففكرته جاءت لتخفيف أموال طبع الكتب المدرسية ووضعها على التابلت بدلا من الطبع، مضيفا: «ليجعلنا هذا الجيل فيما بعد على رأس الدول فى صناعة تكنولوجيا المعلومات».
وأكد العميد إبراهيم أن الهدف الحالى هو التعميم فى جميع أنحاء مصر، وبعد ذلك يُطرَح فى السوق الإفريقية والعربية، وألمح إلى عروض جاءت من دول عربية بالفعل كالسعودية وقطر والكويت والعراق والأردن، وأشار إلى قول مدير ميكروسوفت مصر: «سندعم (إينار) بكل قوتنا».
وقال إبراهيم إن الإينار سيُطرح قريبا فى السوق من خلال مراكز بيع شركة بنها والإنتاج الحربى فقط فى البداية، وهم 16 فرعا، وأضاف أن عددا من الوزارات طلب إصدارات من التابلت، كالتربية والتعليم، والاتصالات، طلبوا 10 آلاف، وهناك دفعة أخرى لوزارة الأوقاف.
وأوضح المهندس سامى فرج أن الهدف الأول هو إعادة صياغة مفاهيم جودة الصناعة المصرية، «ونخطط لمواصفات تنافس الأجهزة اللوحية الموجودة فى الأسواق العالمية جودة وأداء، ونعمل لإعلاء مصر بثورة تكنولوجيا المعلومات وكتابة شعار (صنع فى مصر) بحروف من نور».
وأكد ابراهيم على العمل على مضاعفة العمل فى خط الانتاج بمصنع بنها وزيادات عدد الورديات الى ثلاثة ورديات وزيادة خطوط الانتاج بزيادة الطلبات.
استراتيجية إنتاج التابلت
صرح المهندس عاطف حلمى وزير الاتصالات المصرى، خلال مؤتمر صحفى عقد لعرض استراتيجية قطاع الاتصالات خلال الفترة من 2013حتى 2017؛ بأنه سيصنع نحو 3 ملايين حاسب لوحى خلال العام الجارى وبداية العام المقبل بحجم استثمارات يصل إلى 300 مليون جنيه، والوصول بمراحل الإنتاج إلى 6 ملايين حاسب لوحى بنهاية عام 2017 بتكلفة استثمارية إجمالية تصل إلى 1.8 مليار دولار.
وأعلن المجلس الأعلى للجامعات، بناء على قرار رقم 570 سيوزع 9 آلاف و708 أجهزة تابلت محلية الصنع على الطلاب المتفوقين بالجامعات الحكومية، وفقا لآليات ومعايير محددة، بعد أن وقعت بروتوكول تعاون مع هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات التابعة لوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والمجلس الأعلى للجامعات التابع لوزارة التعليم العالى.
تعميم التابلت
كشفت دراسة علمية حديثة على 200 طالب أشرف عليها باحثون من جامعة ولاية إنديانا بالولايات المتحدة الأمريكية؛ عن معلومات مثيرة تؤيد استخدام الكتب الإلكترونية على أجهزة التابلت والآى باد، وتأثير ذلك فى المستوى الأكاديمى للطلاب، التى أظهرت كثيرا من المؤشرات ترجح استخدامها خلال المدارس والجامعات المصرية بديلا عن الكتاب المدرسى.
وعلى غرار حرص الدول على تعميم التابلت ذكرت شركة أبل أن 80% من المدارس العليا فى الولايات المتحدة تستخدم أجهزة الآى باد. وللأهمية الكبرى للأجهزة اللوحية تسعى الدول إلى الاستفادة منه؛ إذ تخطط الحكومة التركية لشراء آى باد بقيمة 4.5 مليارات دولار فى الفترة القادمة.