تعد مستشفى بدر العام من المستشفيات الهامة فى محافظة البحيرة؛ إذ إنها تخدم قطاعا كبيرا من الجماهير، لأن مدينة بدر تعد من أكبر مراكز المحافظة لتبعية العشرات من القرى لها، إضافة إلى التجمعات السكنية العديدة الموجودة بالأراضى الزراعية التى تم تسليمها للأهالى، وشكل بعضها ما يقارب القرى فى التعداد السكانى، أضف إلى ذلك سكان المدينة نفسها الذين يزيد عددهم على خمسين ألف نسمة، لذلك فإن هذا المستشفى يتلقى يوميا أعدادا هائلة من المرضى والمصابين والمحتاجين إلى إجراء عمليات جراحية بأنواعها، ورغم قلة إمكانيات هذا المستشفى فإن الأطباء العاملين به والممرضات يحاولون قدر الإمكان إنقاذ ما يمكن إنقاذه؛ ذلك أن المستشفى يعانى نقصا شديدا فى أعداد الممرضات، فى حين نجد أن الوحدات الصحية ببعض القرى يوجد بها تكدس للممرضات دون حاجة إليهن، فيوجد فى بعض الوحدات ما يزيد على ثلاثين ممرضة، وهذا عدد كبير بالنسبة إلى وحدة فى قرية إذا ما قورن بعدد الممرضات بالمستشفى العام والذين يبلغ عددهن تقريبا 150 ممرضة. ولاحظت «الشعب» أن وحدات صحية لقرى مثل (عمر شاهين، وعمر مكرم، وأم صابر، وصلاح الدين) على سبيل المثال بها أعداد كبيرة من الممرضات، ويتم تقسيم العمل بينهن بنظام الورديات، فى الوقت الذى يعانى فيه المستشفى العام نقصا شديدا كما أشرنا سابقا، وهذا الفرق فى أعداد الممرضات بين المستشفى والوحدات الصحية يعود إلى المجاملات فى التوزيع والتوصيات من هنا وهناك لراحة الممرضات كل حسب محل إقامتها أو راحتها، دون مراعاة للصالح العام فى أداء الخدمة الصحية. يذكر أنه قد صدر قرار بعودة عدد من الممرضات بالوحدات الصحية منذ فترة إلى المستشفى لكنه لم ينفذ حتى الآن، ولا يُعلم سبب لعدم التنفيذ. كذلك لاحظت «الشعب» أن المستشفى يعانى نقصا شديدا فى الأطباء فى تخصصات على جانب كبير من الأهمية؛ فيوجد عجز شديد فى «أطباء الجراحة والعظام» فى الوقت الذى يستقبل فيه المستشفى مصابين فى حوادث متعددة ومتكررة، ما يجعل العبء ثقيلا على الأطباء الموجودين بالمستشفى، فلا يوجد فى تخصص الجراحة من يقوم بالعمل الفعلى سوى طبيبين. وفى تخصص «أمراض النساء» كذلك يوجد نقص؛ فلا يعمل فيه سوى اثنين لحصول طبيبة على تفرغ، وهو ما يمثل كذلك عبئا على طبيبات النساء والتوليد لكثرة الحالات التى تصل إلى المستشفى للوضع أو المتابعة. وفى قسم «العظام» يوجد كذلك حاجة ماسة إلى زيادة أعداد الأطباء؛ إذ لا يوجد سوى طبيب واحد ومساعد له، وهو أمر غريب جدا أن يكون مستشفى بهذا الحجم من المرضى المترددين عليه وبه طبيب عظام واحد ومساعد. كذلك لاحظت «الشعب» عدم وجود «نواب بالمستشفى» سوى طبيب واحد، وهو أمر لا يتناسب وحجم المستشفى. والمصيبة الكبرى أنه فى مجال التخدير لا يوجد سوى طبيب واحد للتخدير، فهل يعقل أن مستشفى عام يخدم آلاف المرضى وتجرى به عشرات العمليات شهريا ولا يوجد سوى طبيب تخدير واحد؟! والمصيبة الأخرى أننا علمنا أنه «منتدب لفترة» من مستشفى آخر، وليس على قوة المستشفى.. إنها كارثة.