رابط تقليل الاغتراب 2025 لطلاب تنسيق المرحلتين الأولى والثانية (خطوات التقديم)    وزيرة التنمية المحلية تعتمد حركة محلية محدودة تتضمن 12 سكرتير عام وسكرتير مساعد فى 10 محافظات    ارتفاع عالمي ب0.11%.. سعر الذهب اليوم الخميس 14 أغسطس بمنتصف تعاملات الصاغة    دعما لفلسطين.. احتجاجات واسعة في اليونان رافضًا لنزول سياح إسرائيليين من المركب قرب أثينا    ريبيرو يراجع خطة مواجهة فاركو في المران الختامي للأهلي    ضبط مرتكبي واقعة ملاحقة سيارة فتيات ماتسبب في اصطدامهن بسيارة نقل على الطريق بالجيزة    محافظ أسوان يرفع درجة الاستعداد القصوى لمواجهة الموجة الحارة والعاصفة الترابية    ضبط عددا من متجري المخدرات والأسلحة النارية في حملات بالمحافظات    ضبط (3416) واقعة سرقة تيار كهربائي ومخالفة شروط التعاقد خلال 24 ساعة    يحييه خالد سليم وسعيد الأرتيست.. تفاصيل ثاني سهرات مهرجان القلعة 2025    الرئيس السيسى يوجه بالمضى قدماً فى إعداد الموقع العالمى لإذاعة القرآن الكريم    رئيس «القومي للطفولة» تزور محافظة الوادي الجديد لمتابعة الأنشطة والمبادرات    أسعار الفراخ البيضاء اليوم الخميس في أسواق مطروح    تصريح مفاجئ من أنريكى بعد الفوز بالسوبر الأوروبي    «تعليم مطروح» تعلن الانتهاء من تجهيزات امتحان الدور الثاني للثانوية العامة    «الداخلية» تكشف ملابسات فيديو قيام قائد سيارة «ملاكى» بحركات استعراضية بالقاهرة    لتعويض غياب ميندي.. الأهلي السعودي يتحرك للتعاقد مع حارس جديد    اتحاد الغرف التجارية يكشف خطة الحكومة لتخفيض الأسعار    بطولة عمرو يوسف.. فيلم درويش يكتسح شباك تذاكر السينما في أول أيام عرضه (أرقام)    بعروض فنية.. انطلاق فعاليات المسرح المتنقل ل «قصور الثقافة» (صور)    مع اقتراب موعد المولد النبوي 2025.. رسائل وصور تهنئة مميزة ب«المناسبة العطرة»    وزير الصحة يستقبل رئيس هيئة الشراء الموحد لبحث تعزيز التعاون وتوطين صناعة مشتقات البلازما    تحذير علمي.. مروحة المنزل قد تتحول إلى خطر صامت في الحر الشديد    زوجة "بيليه فلسطين" توجه نداءً عاجلاً إلى محمد صلاح    اليونان تشهد تحسنا طفيفا في حرائق الغابات.. وحريق خيوس لا يزال الخطر الأكبر    الاحتلال يطرح 6 عطاءات لبناء نحو 4 آلاف وحدة استعمارية في سلفيت والقدس    النيابة تحقق فى مطاردة 3 طلاب سيارة فتيات بطريق الواحات    "بالم هيلز" تستهدف إطلاق مشروعها الجديد في أبو ظبي بمبيعات متوقعة 300 مليار جنيه    إجراء 3 قرعات علنية للتسكين بأراضي توفيق الأوضاع بالعبور الجديدة.. الإثنين المقبل    قانون الإيجار القديم 2025.. إخلاء الوحدات بالتراضى أصبح ممكنًا بشروط    موعد مباراة منتخب مصر وإثيوبيا فى تصفيات أفريقيا المؤهلة لمونديال 26    فيديو.. أحمد سلامة ينتقد تصريحات بدرية طلبة الأخيرة: النقابة بتعرف تاخد أوي حق الممثل والعضو    غدا.. المركز القومي للسينما يعرض أربعة أفلام في احتفاله بوفاء النيل    بعد تعرضها لحادث سير.. ليلى علوي تتصدر تريند "جوجل"    رئيس هيئة الدواء المصرية يبحث مع سفير ناميبيا لدى مصر تعزيز التعاون فى قطاع الدواء    خالد الجندي: حببوا الشباب في صلاة الجمعة وهذه الآية رسالة لكل شيخ وداعية    قرار جمهوري بإنشاء حساب المشروعات ب10 ملايين يورو مع البنك الأوروبي.. تفاصيل    100 منظمة دولية: إسرائيل رفضت طلباتنا لإدخال المساعدات إلى غزة    «100 يوم صحة» تُقدم 45 مليونًا و470 ألف خدمة طبية مجانية في 29 يومًا    إعلام عبري: الجدول الزمني بشأن خطة العمليات في غزة لا يلبي توقعات نتنياهو    مواعيد مباريات الخميس 14 أغسطس 2025.. 4 مواجهات بالدوري ومنتخب السلة واليد    وزير العمل يعيد الإنتاج بالعامرية للغزل والنسيج بعد مفاوضات ناجحة    أدعية مستجابة للأحبة وقت الفجر    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخيرًا بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الخميس 14 أغسطس 2025    التايمز: بريطانيا تتخلى عن فكرة نشر قوات عسكرية فى أوكرانيا    شقيقة زعيم كوريا الشمالية تنفي إزالة مكبرات الصوت على الحدود وتنتقد آمال سيول باستئناف الحوار    طريقة عمل مكرونة بالبشاميل، لسفرة غداء مميزة    ملف يلا كورة.. مصير عبد القادر مع الأهلي.. عودة السعيد.. وتتويج جديد لباريس سان جيرمان    الأحزاب السياسية تواصل استعداداتها لانتخابات «النواب» خلال أسابيع    في ميزان حسنات الدكتور علي المصيلحي    الصين تفتتح أول مستشفى بالذكاء الاصطناعي.. هل سينتهي دور الأطباء؟ (جمال شعبان يجيب)    أصيب بغيبوبة سكر.. وفاة شخص أثناء رقصه داخل حفل زفاف عروسين في قنا    كمال درويش: لست الرئيس الأفضل في تاريخ الزمالك.. وكنت أول متخصص يقود النادي    المركز الإفريقي لخدمات صحة المرأة يحتفل باليوم العالمي للعمل الإنساني تحت شعار "صوت الإنسانية"    الاختبار الأخير قبل مونديال الشباب.. موعد المواجهة الثانية بين مصر والمغرب    ياسين السقا يكشف تفاصيل مكالمة محمد صلاح: "كنت فاكر حد بيهزر"    تداول طلب منسوب ل برلمانية بقنا بترخيص ملهى ليلي.. والنائبة تنفي    خالد الجندي ل المشايخ والدعاة: لا تعقِّدوا الناس من الدين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الإسرائيليون والغارة على سوريا: استعراض وخوف!!
نشر في الشعب يوم 06 - 10 - 2007


بقلم: ياسر الزعاترة

تابعنا طوال الأسبوعين الماضيين ردود الفعل الإسرائيلية حيال الغارة التي قيل إن الطيران الحربي الإسرائيلي قد شنها على منشأة عسكرية سورية حيوية في منطقة دير الزور قريباً من الحدود التركية- السورية، والنتيجة التي توصلنا إليها هي أن المشاعر الإسرائيلية، لاسيما في محيط رئيس الوزراء إيهود أولمرت إلى جانب المؤسسة العسكرية والأمنية هو الفخر بالعملية من دون إخفاء مشاعر الخوف من ردود الفعل السورية عليها.

عنصر الفخر يتبدى من خلال الحديث عن العملية برواية أسطورية إلى حد كبير عبر الإشارة إلى مقدماتها ممثلة في قيام وحدة هيئة الأركان بدخول الموقع المستهدف بثياب جنود سوريين والحصول على مواد نووية كان لا بد منها للحصول على تصريح بتنفيذها من الإدارة الأمريكية، وصولاً إلى تدمير الموقع بالكامل.

الرواية جرى تسريبها من خلال صحيفة صندي تايمز البريطانية، فيما يبدو أن الإسرائيليين هم الذين سربوها، وهدف العملية بالنسبة للمؤسسة العسكرية هو إعادة ترميم معنويات الجيش من جهة، واستعادة ثقة الجمهور به بعد الهزيمة الكبيرة في لبنان من جهة أخرى. أما أولمرت فيتواطأ مع اللعبة من أجله هو شخصياً بوصفه من تحمل عبء الهزيمة في لبنان، فضلاً عن وضعه البائس من الناحية الشعبية. وقد تأكد أن ما جرى قد ساهم بالفعل في ترميم جزء من شعبيته، إذ أشارت استطلاعات الرأي إلى تقدمه بعشر نقاط عما كان عليه قبل ذلك. هناك بالطبع ما يمكن القول إنه تهديد لسوريا ورسالة واضحة لها بأن كل ما تفعله تحت المراقبة.

في السياق المتعلق بالبعد الأسطوري للعملية، لم يكن السوريون هم وحدهم من قلل من أهميتها وسخر من المعلومات التي نشرتها الصحيفة البريطانية ثم تداولتها وسائل إعلام إسرائيلية، إذ برزت نبرة مشابهة في بعض الدوائر الإسرائيلية سواءً بشكل مباشر، أم غير مباشر، فقد سخر الكاتب الإسرائيلي مناحم بن في صحيفة معاريف من الحكاية قائلاً "إن الفكرة السخيفة بأن طائرتين أو ثلاث طائرات إف 15 اخترقت سوريا قد منعت تزود سوريا بالذرة تبدو لي غير معقولة على الإطلاق". ثم أضاف قائلاً: "أصدق سوريا في هذه القضية ولا أصدق مراسلينا الهوج الذين تكفي مجرد مشاركتهم في السر المطلق والهجوم الذي ربما لم يوجد أصلاً كي يجري إسكات إحساسهم النقدي تماما".

في ذات السياق لمح المحلل السياسي الشهير (ألوف بن) إلى أن ما فعله أولمرت بعملية دير الزور يشبه إلى حد كبير ما فعله الرئيس الأمريكي كينيدي عندما رمم شعبيته المتراجعة إثر فشله في اجتياح كوبا من خليج الخنازير عام 61 بمحاصرة كوبا وفرض إخراج الصواريخ النووية السوفييتية منها.

في مقابل الافتخار بالعملية ونجاحها الباهر، لا تخفي الدوائر السياسية والعسكرية خوفها من تداعياتها ممثلة في ردود الفعل السورية عليها، ويتحدثون هنا عن أن الرئيس السوري (الابن) ليس مثل أبيه، وأنه مغامر بشكل من الأشكال، وقد يبادر إلى نوع من الرد الذي يشعل حرباً بين الطرفين، الأمر الذي سيكون مكلفاً بالنسبة للطرف الإسرائيلي، حتى لو كان نصره فيها مضموناً، وبالطبع في ظل توافر قدرات صاروخية كبيرة لدى سوريا، وفي ظل حقيقة أن المجتمع الإسرائيلي ليس جاهزاً لمغامرة من هذا النوع بعد هزيمة لبنان، فيما تغيب عنه القيادات التي يثق بها وبقدرتها على تصريف الأمور. أما الذي لا يقل أهمية فيتعلق بالحاجة إلى تهدئة جميع ملفات المنطقة من أجل الترتيب لضرب إيران.

من جهة أخرى، يتحدث القوم عن ردود سورية "إرهابية" متوقعة على العملية على شاكلة الرد على اغتيال عباس الموسوي في الأرجنتين عام 92، وهو الذي نفذه حزب الله، وقيل إنه تم بمساعدة إيرانية، كما يتحدثون عن عمليات تستهدف سفناً لنقل الركاب، أو عمليات كبيرة داخل الأراضي المحتلة عام 48 من خلال حزب الله أو عناصر أو فصائل فلسطينية.

لهذه الأسباب كان خطاب المسؤولين الإسرائيليين بعد العملية ناعماً إلى حد كبير، إذ تحدثوا عن عدم وجود نوايا حرب حيال سوريا، كما تحدثوا عن فرص السلام التي ما تزال متوافرة، بل ذهب بعضهم أبعد من ذلك بالحديث عن وجود شريك في دمشق يمكن التواصل معه.

يأتي ذلك كله في سياق من محاولة استمالة سوريا ودفعها بعيداً عن إيران على مشارف الضربة الأمريكية المتوقعة لإيران، وهي الضربة التي تسري تكهنات وأسئلة بشأن الدور السوري فيها، وبالطبع في ظل التحالف بين البلدين، ووجود حزب الله في لبنان والسؤال عن طبيعة تفاعله مع القضية.

والحال أنه ما من شيء يثير اهتمام الدوائر الإسرائيلية الشعبية والرسمية هذه الأيام مثل الضربة العسكرية المتوقعة لإيران، وبالطبع تبعاً لمجيئها في سياق خدمة المصالح الإسرائيلية وليس الأمريكية، وإلا فأي تهديد تشكله قنبلة نووية إيرانية للولايات المتحدة؟!

أياً يكن الأمر فإن سوريا تبدو حاضرة في هذا الملف بقوة، فيما يحاول الإسرائيليون خلق مسافة بينها وبين إيران، وهنا تحديداً تبرز حكاية القدرات النووية والكيميائية لسوريا، التي يجري الحديث عنها في سياق تهديد القيادة السورية التي تعتقد واشنطن وتل أبيب أنها تعيش مأزقاً كبيراً بعد تشكيل المحكمة الدولية في اغتيال رفيق الحريري.

فيما يتعلق بالرد السوري، من الصعب القول إنه سيأتي سريعاً، إذا كان ثمة رد من الأصل، فدمشق ستبقى في انتظار الضربة الأمريكية لإيران وما سيترتب عليها، فيما تدرك في المقابل أن دعمها لقوى المقاومة والممانعة في المنطقة هو الذي أرهق المشروع الصهيوني، كما ساهم في إفشال المشروع الأمريكي في العراق. وإذا كان المشروع الأمريكي في المنطقة في وضع بائس بعد الفشل في العراق وأفغانستان وحرب بوش العبثية ضد ما يسميه الإرهاب، فلماذا على دمشق أن تعتقد أن حرباً جديدة على إيران ستكون كفيلة بترميم الوضع برمته؟!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.