قتل 15 عسكريا في انفجار في باكستان بينما قتل الجيش اكثر من 30 مقاتلا اسلاميا وخسر اثنين من رجاله في غضون 24 ساعة من المعارك الاعنف من نوعها بين الجنود والمقاتلين المتشددين المقربين من حركة طالبان وتنظيم القاعدة. من جهة اخرى قتل ستة اشخاص بينهم اربعة طلاب اعضاء في حركة اسلامية في كراتشي (جنوب) عندما القى مجهولون قنبلة على الحافلة الصغيرة (ميني باص) التي كانت تقلهم واطلقوا عليهم النار. وقال مسؤول امني كبير ان الهجوم على العسكريين نفذ على الارجح بواسطة انتحاري راجل واسفر عن مقتل 15 عسكريا في وحدة لقوات النخبة كانوا يتناولون الطعام في تجمع للجيش في مدينة تربلا على بعد سبعين كلم شمال غرب اسلام اباد. واكد المتحدث باسم الجيش الجنرال وحيد ارشاد لوكالة فرانس برس ان 11 شخصا على الاقل جرحوا "في انفجار" مشيرا في معلومات اولية الى ان الانفجار ناتج عن "اعتداء". ووقع هذا الانفجار عقب اعلان الجيش انه قتل اكثر من ثلاثين مقاتلا اسلاميا منذ مساء الاربعاء في مواجهات في المناطق القبلية الشمالية الغربية الحدودية مع افغانستان خسر خلالها رجلين فقط. وكان الجيش اعلن في الليلة السابقة انه قتل 40 مقاتلا اسلاميا متشددا في قصف مكثف استهدف مواقعهم غير البعيدة عن مناطق المواجهات. وحصلت هذه المعارك في وزيرستان الشمالية والجنوبية في قلب المناطق القبلية التي يقول مسؤولون اميركيون ان مقاتلي القاعدة وحركة طالبان اعادوا تشكيل صفوفهما فيها بعد ست سنوات على اعتداءات 11 سبتمبر 2001 التي اعقبها غزو اميركي للبلاد اطاح بحركة طالبان التي كانت تحكم افغانستان. وتصاعدت منذ شهرين حدة المواجهات بين الاسلاميين الباكستانيين والاجانب وبين قوات الرئيس برويز مشرف الحليف الرئيسي لواشنطن في "الحرب على الارهاب". وتكثفت الهجمات الانتحارية ولا سيما في شمال غرب البلاد منذ الحصار الذي فرضه الجيش الباكستاني على المسجد الاحمر في اسلام اباد ومن ثم الهجوم عليه في 10 و11 يوليو. وشكل هذا المسجد معقلا للاسلاميين المتشددين وتحديا للسلطات في قلب العاصمة اسلام اباد. واسفر الهجوم الذي شنه الجيش على هذا المسجد عن مقتل نحو مئة متشدد مدججين بالسلاح. وغداة هذا الهجوم توعد قادة متشددون باكستانيون بالاضافة الى الرجل الثاني في تنظيم القاعدة ايمن الظواهري بالثأر للقتلى ومحاربة النظام العسكري الذي يرأسه برويز مشرف. واسفرت موجة الاعتداءات غير المسبوقة في باكستان عن مقتل نحو 250 شخصا في اقل من شهرين في انحاء متفرقة من البلاد وصولا الى قلب العاصمة اسلام اباد. ومساء الخميس استهدف هجوم طلابا اسلاميين يستقلون حافلة صغيرة في كراتشي في محافظة السند (جنوب) على ما قال مير زبير الضابط في شرطة هذه المدينة الضخمة (12 مليون نسمة) لفرانس برس. وقال زبير "اعترض سبعة رجال على الاقل يستقلون دراجات نارية الحافلة التي صعد اليها احدهم والقى قنبلة يدوية بداخلها في الوقت الذي فتح فيه الاخرون النار على من فيها". واوضح الضابط ان ستة اشخاص على الاقل قتلوا واصيب ستة اخرون بجروح في هذا الاعتداء. وقال المتحدث باسم الجمعية الاسلامية محمد رياض ان اربعة من القتلى هم اعضاء في جمعية الطلبة الاسلامية الجناح الطالبي للجمعية الاسلامية ابرز الحركات الاسلامية الباكستانية. واتهم رياض طلابا من حركة المتحد القومي المنافسة التي تشكل ركيزة التحالف الحاكم في السند والحليفة السياسية للرئيس الباكستاني الجنرال برويز مشرف بتنفيذ هذا الاعتداء غداة مواجهات بين مجموعتي الطلاب المتنافستين اسفرت عن جرح اربعة منهم.