رسميًا.. موعد صرف معاشات شهر نوفمبر 2025 وفقًا ل التأمينات الاجتماعية    36 شهيدا وعشرات الجرحى في القصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة    غارات إسرائيلية على غزة الآن.. 37 شهيدًا وعشرات المصابين    بوتين خلال لقائه وزيرة خارجية كوريا الشمالية يؤكد تعزيز العلاقة مع بيونج يانج    فشل محادثات إسطنبول بين أفغانستان وباكستان في التوصل إلى هدنة طويلة الأمد    ليست "السكتات الدماغية" وحدها، دراسة تحذر من مرضين قاتلين للنوم تحت الأضواء    المايسترو نادر عباسى: الموسيقار هشام نزيه سيقدم عظمة فى افتتاح المتحف المصرى الكبير    موسكو وطوكيو تدرسان استئناف الرحلات المباشرة بعد توقف عامين    بين الألم والأمل.. رحلة المذيعات مع السرطان.. ربى حبشى تودّع المشاهدين لتبدأ معركتها مع المرض.. أسماء مصطفى رحلت وبقى الأثر.. لينا شاكر وهدى شديد واجهتا الألم بالصبر.. وشجاعة سارة سيدنر ألهمت الجميع    الكشف عن حكام مباريات الجولة ال 11 بدوري المحترفين المصري    ثروت سويلم: ما يحدث مع المنتخب الثاني يؤكد أننا لم نكن نجامل الأهلي أو الزمالك في السنوات الماضية    ضبط أطنان من اللحوم المفرومة مجهولة المصدر بالخانكة    شاب يعتدي على والدته المسنه بسكين في الفيوم لعدم اعطائه مبلغ مالى لشرء مواد مخدرة    تجديد حبس المتهم بقتل أطفال اللبيني ووالدتهم    اليوم.. المحكمة تحسم مصير «أوتاكا» بتهمة غسل أموال ونشر محتوى خادش    «الإنجيلية» تبحث مع شركائها الدوليين والمحليين سبل تعزيز التعاون التنموي    في الشغل محبوبين ودمهم خفيف.. 3 أبراج عندهم ذكاء اجتماعي    وزير الإسكان يتابع موقف مشروعات مياه الشرب والصرف الصحي ضمن المبادرة الرئاسية "حياة كريمة" بمحافظتي الفيوم والمنيا    منتخب الناشئين يهزم المغرب ويواجه إسبانيا في نصف نهائي مونديال اليد    الأهلي يسعى لاستعادة صدارة الدوري اليوم في مواجهة قوية أمام بتروجت    ميلان ينجو من فخ أتالانتا بتعادل مثير في بيرجامو    رسميًا.. موعد امتحان 4474 وظيفة معلم مساعد رياض أطفال بالأزهر الشريف (الرابط المباشر)    كريستيانو رونالدو يخسر 13 بطولة فى ثلاث سنوات مع النصر    الخارجية الفلسطينية ترحب بالتقرير الأممي لحالة حقوق الإنسان في الأرضى المحتلة    بني سويف ترقبًا لقرار الفيدرالي: أسعار الذهب تتأرجح وسط حالة من الحذر اليوم الأربعاء 29-10-2025    التحفظ على كاميرات طوارئ قصر العيني والتقرير الطبي لوالدة أطفال اللبيني بفيصل    إصابة شخصين في حريق شقة سكنية بمنشأة القناطر    اعترافات قاتل «أطفال اللبيني» تكشف كيف تحولت علاقة محرمة إلى مجزرة أسرية    أسعار الفراخ البيضاء والساسو وكرتونة البيض الأبيض والأحمر الأربعاء 29-10-2025    وزير الاستثمار يشارك في النسخة التاسعة ل " منتدى مبادرة الاستثمار" بالمملكة العربية السعودية    جوهرة مكرسة لعرض حضارة واحدة، المتحف المصري الكبير يتصدر عناوين الصحف العالمية    الدوري الإيطالي، ميلان يسقط في فخ التعادل 1-1 أمام مضيفه أتالانتا (صور)    أبرزها الترسانة ضد بلدية المحلة.. مباريات الجولة ال 11 بدوري المحترفين المصري    تزيد حدة الألم.. 6 أطعمة ممنوعة لمرضى التهاب المفاصل    تدريب طلاب إعلام المنصورة داخل مبنى ماسبيرو لمدة شهر كامل    الحظ المالي والمهني في صفك.. حظ برج القوس اليوم 29 أكتوبر    خبراء وأكاديميون: إعادة تحقيق التراث ضرورة علمية في ظل التطور الرقمي والمعرفي    الفيلم التسجيلي «هي» يشارك في المهرجان المصري الأمريكي للسينما والفنون بنيويورك    أسامة كمال: معنديش جهد أرد على الدعم السريع.. اللي حضّر العفريت مش عارف يصرفه    افحص الأمان واستخدم «مفتاح مرور».. 5 خطوات لحماية حساب Gmail الخاص بك    اتحاد الغرف التجارية يكشف خطته لمواجهة التخفيضات الوهمية في موسم البلاك فرايداي    ميدو: الكرة المصرية تُدار بعشوائية.. وتصريحات حلمي طولان تعكس توتر المنظومة    بمكونات منزلية.. طرق فعالة للتخلص من الروائح الكريهة في الحمام    رسميًا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الأربعاء 29 أكتوبر 2025    قنديل: الصراع في غزة يعكس تعقيدات المشهد الدولي وتراجع النفوذ الأمريكي    الدكتور خالد أبو بكر: مصر دولة قوية تحترم وتملك رصيدا سياسيا كبيرا لدى شركائها الأوروبيين    لمسة كلب أعادت لها الحياة.. معجزة إيقاظ امرأة من غيبوبة بعد 3 سكتات قلبية    دعاية مبكرة.. جولات على دواوين القبائل والعائلات لكسب التأييد    أمين الفتوى: زكاة الذهب واجبة فى هذه الحالة    اتخاذ إجراءات ضد استخدام الهاتف المحمول.. وكيل تعليمية قنا يتفقد مدارس نقادة بقنا    ما هو سيد الأحاديث؟.. الشيخ خالد الجندي يوضح أعظم حديث يعرّف العبد بربه    خالد الجندي: «الله يدبر الكون بالعدل المطلق.. لا ظلم عنده أبداً»    "فتح": الإجماع على تنفيذ اتفاق شرم الشيخ خطوة استراتيجية    أذكار المساء: أدعية تمحو الذنوب وتغفر لك (اغتنمها الآن)    افتتاح المبنى الإداري الجديد لكلية الهندسة جامعة الأزهر في قنا    الطائفة الإنجيلية: التعاون بين المؤسسات الدينية والمدنية يعكس حضارة مصر    ضمن «صحح مفاهيمك».. واعظات «الأوقاف» يقدمن لقاءات توعوية لمكافحة العنف ضد الأطفال بشمال سيناء    فلكيًا.. موعد بداية شهر رمضان 2026 ومكانته العظيمة في الإسلام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الضاري: الاحتلال سبب الدوامة العراقية.. والخلاف سياسي وليس مذهبياً
نشر في الشعب يوم 02 - 09 - 2006

أكد سماحة الأمين العام لهيئة علماء المسلمين الشيخ الدكتور حارث الضاري ان الاحتلال هو اساس المشكلة، وان العراق سيبقى في دوامته ما دام الاحتلال موجوداً، وان الخلاف في العراق هو خلاف سياسي وليس خلافا مذهبيا او طائفيا.
جاء ذلك في لقاء أجرته معه قناة الجزيرة مباشر الفضائية القطرية يوم الجمعة 25/8 الجاري في برنامج (مباشر مع).
وقال الشيخ الضاري: الخلاف ليس مذهبيا ولا طائفيا في العراق وإنما هو خلاف سياسي تقف وراءه جهات سياسية مدعومة بالاحتلال، الاحتلال يريد منها أن تحقق أغراضه ولا يمكن أن تحقق أغراض الاحتلال إلا إذا تعاون هو ومن جاء بهم ومن لحق بركبهم من أبناء العراق الذين جاؤوا من بعد إذا أعانوه على مشروعه وهو القضاء على المقاومين وعلى المعارضين له سياسيا من أبناء العراق من سنة وشيعة وغيرهم.. إن الخلاف سياسي والخلاف مصلحي والخلاف ليس مذهبيا ولا شيعيا فما يجري في العراق تقف وراءه جهات سياسية فقدت الكثير من أوراقها السياسية، وفي جعبتها الكثير من الأجندات الشخصية والخارجية التي تريد أن تحققها في العراق، فلذلك لاذت إلى الموضوع الطائفي الذي عبرته على الكثير من السذج والبسطاء من هذا المكون أو ذاك.
واضاف سماحته: الموضوع ليس موضوع سنة وشيعة، المنتفعون من الاحتلال الذين هم وراء ما يجري في العراق من إجرام وقتل وفقد الأمن وما إلى ذلك.. ليسوا من الشيعة وإنما هناك جهات عديدة تعمل في هذا البلد - للأسف الشديد - في ظل الاحتلال للتخريب والتدمير وكلها مدفوعة بأجندات داخلية وخارجية ومصلحية تقوم بهذا العمل، فالتخريب ليس مقتصراً على هذا المكون أو ذاك، بل المكونات أو الفئات التي تنتمي إلى هذه المكونات وهي تتعاون مع الاحتلال أو جاءت معه هي التي تسببت في هذا الإشكال الكبير في العراق فلذلك أقول الموضوع سياسي وليس مذهبياً أو شيعي سني أو ما إلى ذلك.
وعن التنسيق بين الهيئة وبين الموافقين لها من العراقيين قال فضيلته: أما التنسيق بيننا وبين الموافقين لنا من أبناء شعبنا فهو جارٍ والحمد لله، ونحن متوافقون في الطروحات، نحن نريد أن نحرر العراق كله من شماله إلى جنوبه، ونحن نريد أن يكون العراق واحدا، وأن لا يقسم العراق، وأن يشمل الأمن كل أبناء العراق، وأن يتساوى أبناء العراق في خيرات العراق لا أن يقصى هذا ويعطى ذاك ويحرم هذا وينعم على الآخر وما إلى ذلك، كما هو جارٍ الآن في العراق.
وبشان العملية السياسية في العراق قال سماحته: نحن نقول ونؤكد أنه لا خير في العملية السياسية، وأنها ليست هي الطريق الصحيح لإخراج العراق من محنته من مأزقه الحالي، وخير دليل على فشل هذه العملية السياسية. العملية السياسية متوقفة اليوم في العراق. وأنا أريد من العالم كله أن يفهم أن العملية في العراق هي غش، وهي سراب، ولا توجد عملية سياسية صحيحة في العراق، فالكل حتى المشتركون في هذه العملية جاء أكثرهم إلينا وبينوا لنا أن العملية متوقفة، وأنها متوقفة، ولما سألتهم ماذا تفعلون قالوا لا ندري؟!!.. طيب.. الاحتلال؟!! قالوا الاحتلال مرتبك وغير واضح وما إلى ذلك. ولهذا أقول الآن الآن ليس في العراق حكومة في الواقع، وإنما رسميا هناك حكومة رئيس وزراء ووزراء وما إلى ذلك، ولكن هل الوزراء لديهم صلاحيات العمل كوزراء؟!! وهل الحكومة تحكم على بغداد أو على شيء منها أم الحكم لقوات الاحتلال وللمليشيات ومن يقف وراء المليشيات؟!! لذلك نقول العملية السياسية فاشلة، ولذلك ينبغي التعويل على غيرها وهو خروج الاحتلال بجدولة أو بغيرها وإنشاء جيش وطني يقيم الأمن في العراق ويقضي على جوانب الشر وفئات الشر من عصابات الإجرام ومليشيات الإجرام ونفوذ المجرمين في هذا البلد الذي أدى إلى تحطيم البلد ووصل به إلى شفا الهاوية.
وعن دور الأمم المتحدة في العراق وجامعة الدول العربية أوضح سماحته: الأمم المتحدة لم تفعل شيئا وإنما اقترحت مقترحات، ولم يؤخذ بها، فهي لم تعمل بمقترحاتنا ولا حتى مقترحاتها التي جمعتها منا ومن غيرنا، لم يؤخذ بها.. الآن لا يعمل بمشروع معين ولا بمنهج معين لا لجهة وطنية ولا للأمم المتحدة ولا لجامعة الدول العربية.. قوات الاحتلال هي التي تتحكم بالعراق، وتستعين بمن تعتمد عليه من رجالها الذين أعدتهم لهذه المرحلة.. نحن في السنة الثانية 2004 قدمنا ميثاقا للشرف، ودعونا إليه، ورفضته الجهات الرسمية التي دخلت العملية السياسية، ومع ذلك حضرنا أيضا مؤتمر الوفاق في جامعة الدول العربية، واتفقنا على أمور لو أخذ بها لحلت الأزمة أو لربما قدمت حلا جيدا للزمة أو على طريق الأزمة على الأقل. وفي الشهر الماضي أيضا حضرنا في جامعة الدول العربية مع الجهات الرسمية والحزبية التي هي اليوم في العملية السياسية، وأيضا اتفقنا على أشياء أكدنا فيها على ما اتفقنا عليه سابقا، وأضفنا إليه أمورا من ذلك حل المليشيات وإطلاق سراح الأسرى والمعتقلين ومناقشة الدستور، ولو أخذ بهذه الأمور لربما فتحنا بابا إلى المصالحة الحقيقية، ولكن رأينا أن الذين اشتركوا معنا في هذا المؤتمر الأخير المؤتمر التحضيري في جامعة الدول العربية قد تملصوا من بعض هذه الالتزامات أو بدأوا يلمحون إلى أن هذه إما أن نفعل كذا أو لا نفعل!!. ولذلك لم نر جدية حقيقة في كل الحوارات التي جرت ولا حتى في المصالحة التي قدمتها الحكومة، فهي مصالحة عائمة..
وعن بنود المصالحة بين فضيلته: ان مصالحة السيد رئيس الوزراء تقول على المسلحين إلقاء السلاح والدخول في العملية السياسية، وبعدها حدد المسلحين بأنهم الذين لا تقطر ايديهم من دماء العراقيين.. وانا اقول من الذي لم تقطر يده من دماء العراقيين اليوم؟!! ولم يدخلها الصداميون والتكفيريون، ولم يدخلها الذين استهدفوا قوات الاحتلال. اذن من يدخلها؟!! يدخلها المجرمون العاديون؟!! ثم المصالحة تعني ان هناك خلافا ان هناك دماء ان هناك قتولا ان هناك اجراما. فهل هذا يقضى عليه بمجرد القوا السلاح وتعالوا معنا في العملية السياسية ام ان يكون هناك شيء اطلاق سراح الاسرى والمعتقلين الاعتذار اليهم تعويض المعتدى عليهم ايقاف التهجير طلب الجدولة لقوات الاحتلال اعادة النظر في الدستور؟!!. فهذه القضايا هي قضايا اساسية لا يمكن لاية مصالحة حقيقية تتم اذا لم ينظر في هذه القضايا كلها.. بالامس اطلقت الحكومة سراح 51 سجينا من سجون الاحتلال او الحكومة، واذا بالناطق الحكومي يقول هذا جزء من العمل على المصالحة. واذا بهم كلهم من التيار الصدري. ومعلوم ان التيار الصدري الان جزء من الحكومة، مشارك في الحكومة، وهو مؤيد لرئيس الوزراء.. إذاً المصالحة حكومية - حكومية طيب لماذا لم يطلق الثلاثة الاف في سجن الكاظمية في سجن الشعبة الخامسة، ثلاثة آلاف ويزيد يعذبون ليل نهار لا لشيء الا لانهم من المكون الفلاني او المكون الفلاني، هؤلاء الذين يعذبون ليل نهار بيد قوات الاحتلال وبيد قوات الحكومة. واذا ذهبت قوات الاحتلال بعد نصف الليل فان قادة السجن العراقيين ياتون باولادهم ليدربوهم في تعذيب هولاء السجناء.. وهناك تيارات بنفسها واعرفها ايضا تاتي بدون استشارة او استشارة مسؤول السجن ويدخلون ويعذبون السجناء الى الفجر وعلى الاسماء.. هذا سجن واحد من عشرات بل ربما مئات السجون الصغيرة والكبيرة التابعة لقوات الاحتلال وقوات الحكومة.. ولا زال الناس يخطفون من بيوتهم.. ولا زالت السجون تتكدس.. اذن اين المصالحة؟!! لماذا نحن نجهل الناس في الخارج؟!! اما في الداخل فقد جهلناهم وضحكنا عليهم.. اما الناس في الخارج العرب المسلمون العالم لماذا نفاجئهم بمثل هذا القول؟!! علينا ان نكون واضحين وان نكون صريحين.. إذا أرادوا المصالحة فنحن لها ونحن معها ونحن نسعى إليها بكل جهودنا لأنها لمصلحة بلدنا وللمّ شعثه وتضميد جراحه.
أما بشان الدور الإيراني في العراق فقد قال فضيلته: حينما قلت ان الأمر بيد ايران فانا لا اتهم ايران بانها وراء كل شيء، وانما قلت لها اصدقاء في العراق، والاصدقاء مؤثرون وهم السيد الحكيم والسيد مقتدى الصدر، فممكن ان تطلب منهم ان يساعدوا في هذا الموضوع، وان يكفوا اذى مليشياتهم عن اخوانهم الاخرين ليستتب الامن وليتفرغ اخوانهم لمقارعة الاحتلال الذين وهبوا انفسهم لمقارعة الاحتلال منذ السنة الاولى، فهذا هو ما طلبته من ايران، وهذا ما قلت، وهو ان فعلته ايران فستكون قد فعلت لنا خيرا كثيرا، ونحن نشكرها على ذلك.. اما الزيارة (إلى طهران) فلا اعتقد انها تقدم لنا حلا لان الدعوة كانت لمؤتمر يعالج قضية الاقليات المسلمة في العالم بينما نحن في عالمنا الاسلامي عندنا مشاكل كثيرة ينبغي ان نعالجها بجد وصدق ثم بعد ذلك نعالج قضايا المسلمين في غير الدول الاسلامية.. فعلينا ان لا نهرب من مشاكلنا، فاذا لم نكن نحن اصحاء، واذا لم نقضِ على مشاكلنا فلا نستطيع ان نحل مشاكل الغير...
واضاف فضيلته موضحا ارتباك الامريكيين في العراق: الامريكيون مرتبكون، وليست لديهم رؤية واضحة في العراق، ويبدو ان قرارهم السياسي ليس واحدا، فالرئاسة شيء والبنتاغون شيء ووزارة الخارجية شيء والمخابرات شيء، وقواتهم ايضا في العراق شيء والسياسيون شيء، وهم لم يتخذوا الى الان قرارا في موضوع العراق، فلذلك اتعبوا انفسهم واتعبونا معهم، وعلى اي حال فحينما يبحثون عن مخرج حقيقي ويكونون جادين فسيجدون من ابناء العراق الصادقين من يتكلم معهم، ومن يقول الحقيقة ومن يصارحهم بما يحبون او يكرهون.
وقال مبينا اصل المشكلة في العراق: على اي حال الاحتلال هو المشكلة والاحتلال. وليسمع العالم كله الاحتلال هو وراء الفتنة اليوم الجارية في العراق.. نعم هو وراء الفتنة الجارية اليوم في العراق لانه يريد ان تكون هناك حرب اهلية عامة في العراق حتى يضعف كل ابناء العراق، ومن بعد ذلك يستطيع ان يقيم في العراق، وان ينفذ مشاريعه على راحته.
وعن الاطراف التي تقف وراء الفتنة قال فضيلته: طبعا هناك جهتان تسعيان للحرب الاهلية الاحتلال وبعض القوى السياسية المنتفعة في ظل الاحتلال والتي ترى انها تستفيد بوجود الاحتلال.. هاتان الفئتان الاحتلال والقوى السياسية المنتفعة بوجوده يسعون الى تاجيج الفتنة وتوسيعها وصولا الى الحرب الاهلية لا سمح الله.. اما الاحتلال فيريد كما ذكرت ان يشغل العراقيين بفتنة كبيرة حتى ياتهوا وحتى يضعفوا عن معارضته ومنازعته وحتى تطلق يداه في العراق. اما الطرف الثاني فهو يريد تاجيج الفتنة، حاول مستميتا وقد نجح في وضع موضوع الفدرالية في الدستور نظريا، وهو اليوم يريد ان يطبق هذه الفدرالية عمليا من خلال الفتنة، ولكنني اقول لهذه الاطراف ان الشعب العراقي اليوم قد وعى من شماله الى جنوبه.
وأشاد الدكتور الضاري بمواقف ابناء العراق في الجنوب الرافضين لمشروع الفدرالية الذي وصفه بانه محاولة لتجزئة العراق، فقال: واليوم أبناء الجنوب الأحرار منتفضون ضد هذا المشروع مشروع التقسيم مشروع الفدرالية في العراق، ولذلك فإنني - من هذا الموقع - أحيي إخواننا أبناء الجنوب، وأقول شكرا لكم على وفائكم لدينكم وقيمكم ووطنكم العراق، فصبرا جميلا، فالليل لا يدوم، والظلم لا يستمر، فعليكم بالصمود والصبر، عليكم بالحفاظ على العراق فهو الأم وهو الأب وهو كل شيء بالنسبة لنا كعراقيين. ولهذا أقول ليمت غيظا الاحتلال ومن على شاكلته، ليمت غيظا من صمود العراقيين الذين أريد لهم أن يقتتلوا منذ ثلاث سنين وهم صامدون في وجه الفتن التي يؤججها الاحتلال وعملاؤه فأهلا بإخواننا في الجنوب. واهلا باخواننا في الشمال اهلا بابناء العراق.
وعن الرغبة في لقاء المرجعيات الدينية قال سماحته: نحن على استعداد لان نقابل اي انسان في الدنيا فما بالك في العراق؟ فنحن على استعداد لنقابل اي انسان صادق يريد الخير للعراق ويريد الخير لابناء العراق ولا سيما المرجعية الدينية العليا في العراق لا مانع لدينا من اجل المصلحة اذا كانت هناك لدى الاخرين رغبة في مثل هذا اللقاء.
ثم بين بوضوح غياب الأمة بكل مستوياتها عن الأزمة العراقية قائلا: بصراحة الامة كلها غائبة عن ازمة العراق، وهي ازمة كبيرة، وهي ازمة ام بالنسبة للعالم الاسلامي لانها ستؤثمر لا سمح الله اذا استمرت واذا اتسعت على الكل شاؤوا ام ابوا.. فهناك غياب للحكام المسلمين، وهناك غياب للشعوب الا من المشاعر المجردة، وهناك غياب - للاسف الشديد – للعلماء. نعم.. هناك غياب على كل هذه المستويات. وانا لله وانا اليه راجعون.
وابدى اسفه لموقف الدول العربية من القضية العراقية بقوله: للاسف الشديد موقف الدول العربية موقف مؤسف لا اريد ان اقول اكثر من هذا موقف مؤسف وموقف سلبي واما ارسالهم للسفراء فربما ليدخلوا مع اخوانهم جماعة المنطقة الخضراء او انهم يحرسون في سفارات لا يرون ولا يرون ولذلك فالشعب العراقي لا يستفيد من هذه الخطوات الرسمية المجردة..
ثم وجه رسالة إلى الدول العربية والاسلامية حكومات وشعوبا قال فيها: اقول الوضع في العراق مزرٍ، والوضع في العراق خطير، والاحتلال لا يهمه ما يجري في العراق، وهناك فتنة وهناك حرب اهلية مصغرة يذهب ضحيتها في اليوم الواحد المئات من كل الاطراف.. فاذا بقي الاحتلال فاننا سنستمر في مسلسل الاعدام الجاري يوميا، ولذلك اقول يا حكام العرب يا حكام المسلمين انصحوا الامريكيين بالخروج من العراق اذا ارادوا الخير لهم ولنا، واذا ارادوا ان يوفروا على انفسهم وعلينا المزيد من الاموال والدماء والجهود.
وفي ختام اللقاء وجه سماحة الامين العام رسالة الى الشعب العراقي دعاهم فيها الى مواصلة الصمود والحفاظ على وحدة العراق فقال: وإما بالنسبة لأبناء العراق فأقول صبرا.. صبرا. وأقول كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم إن النصر مع الصبر، وإن الفرج مع الكرب، وإن مع العسر يسرا، وكما قال لن يغلب عسر يسرين.. فالنصر آت، والفرج قريب، فتمسكوا بدينكم، وتمسكوا بقيمكم، وتمسكوا بعراقكم الواحد، فهو الاب وهو الام وهو الدار وهو السكن، وهو الملجأ الذي لا ملجأ لكم سواه، فان غيركم لا يقبلكم والله، واذا قبلكم ضيوفا لفترة فانه قد يتضايق منكم بعدها، فلذلك العراقَ العراقَ تمسكوا به وحافظوا عليه وقاتلوا من اجله.. والله ينصركم.. ولن يتِرَكم أعمالكم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.