قيل في حكاية الاعمي والمكسر في قديم الزمان ان ساحرة تأكل الآدميين اقبلت قادمة علي دارهم ولذا رحل الناس من القرية التي كانوا فيها لاتقاء ذلك الشر المزعوم، وخلفا اثنين لانهما هما فريسة تلك الساحرة والغنيمة التي تصبو اليها، وبعد رحيل الناس من كل جنس الاّ هما، صار المكسر يزحف حتي يستطيع ان يصل الي الاعمي، فالمكسر لانه عالم ببواطن الامور ولكن ما باليد حيلة، وان الاعمي يقال له في المثل العامي فارق الجماعة، فلما وصل المكسر الي الاعمي وقص عليه القصة فما كان من الاعمي الاّ ان اشار عليه ان يركب علي ظهره ويصف اليه الطريق حتي يلحقا ببقية الناس، والشاهد في القصة ان (المكسر) يمثل قيادات الامة الاسلامية قاطبة عربهم وعجمهم الذين اصبحوا لا حيلة لهم مع (الساحرة) القوي العظمي في هذا الزمان، اما طائفة معتدلة في منظورها، وهذه الاداة الطيعة، او طائفة غير معتدلة فهذه فئة مارقة لا بد ان تؤدب، والاخير الجماعة المهمشة، وهذه ينظر لها (بحمرة العين) حتي يأتي دورها، والكل في الهوي سوا فأبقوا معنا حتي تعرفوا قصة المكسر هذا، والطرف الآخر (الاعمي) الشعوب تتبع لذلك المكسر وتصدقه وتطيعه طاعة عمياء في حالاته الثلاث، ثم نلج الي خبر الساحرة قيل من علاماتها ان احدي ارجلها في شكل حافر حمار، وهذا ما يميزها عن غيرها من خلق الله، فهذا يعني انها لا تسلم علي اسوأ حال من الغباء، وهكذا تبدأ دراما قصتنا. فسار الرجلان في الطريق لحاقاً بالناس الفارين من شر تلك الساحرة الذين صاروا نازحين وتوزعوا الي لاجئين او مضطهدين، ولكن الرجلين طالتهما الساحرة بالاقتراب من اللحاق بهما لا محالة، فلما رآها المكسر وان لا ملجأ من ذلك الاّ اخذ الحيطة وتلمس المخارج والتخلي عن صاحبه، فطلب من الاعمي ان ينزله من ظهره لقضاء حاجته علي سبيل ان ينتظره الاعمي حتي يأتي اليه، ولكن المكسر رأي من علي البعد اجزاء شجرة قديمة اراد ان يحمي بها نفسه حتي ان الساحرة اذا التهمت الاعمي لا تراه، وبينما الامر هكذا صار الاعمي ينتظر فلما طال به الانتظار بدأ ينادي يا هذا تأخرنا اسرع، وهو علي هذا الحال حتي وصلت السيدة المزعومة اليه، فسألته عمن ينادي وما قصته؟! فقال لها انهما هاربان من صاحبة الاسم، وعندها وضعت رجلها ذات الحافر علي ظهره وقالت مثل هذه فوضع يديه علي وجهه ونطق بالشهادتين (اشهد ان لا اله الاّ الله وان محمداً رسول الله) فرد الله عليه بصره فانطلق يجري وهي واقفة تنظر اليه في دهشة كيف بالاعمي ينطلق يجري وهو لا يري حتي تمكن من ايجاد قطعة خشب قوية وقال لها ان الله رد عليه بصره، وانها اذا اقتربت منه سوف يقتلها، وذهب في سبيله، فهذه الشعوب العربية والمسلمة وموقعها من الحرب القادمة التي بدأت تتبلور في الشرق الاوسط، فلا سبيل لها الاّ ان تنطق بالشهادتين تائبة الي ربها آيبة وتنتظر الفرج من عند الله لان قيادتها سوف تتخلي عنها كما تخلي صاحبنا عنه صاحبه، والوضع في العراق ليس ببعيد عن الانظار، وهذا المشهد الاول من تلك القصة قد انتهي يبقي انتظار تحقيقه علي ارض الواقع، فرجعت الساحرة لما يأست من الاعمي الذي فلت من قبضتها بمعجزة الرجوع الي القوي المتين الذي يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء الي (اخينا المكسر) بعد ما خلت به وخلا بها، قالت له ولسان حالها يقول اسمع واعي ان كنت تعي ان انا تركتك هل العطش يتركك؟! وكذلك الجوع يعفيك؟! او دابة الارض اذا مت تخلي سبيل جثتك النتنة؟! وفي النهاية تجيب عليه بالقول الفصل، ولهذا من المستحسن ان استسطعمك فتضرم فيه النار وتتمتع بشواء طيب نالته في حياتها وآخر قولنا في هذه الحكاية عنوانها قول ربنا (واذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا) وهذا قول المكسر للاعمي. [email protected]