د.عبد العاطى عبد العليم: عدد المصابين وصل إلى 12 ألفًا وكيل «الصحة» للشئون الوقائية: المرض فيروسى معدٍ.. و67% من المصابين أقل من 15 سنة محمد السروجى: المرض تم مواجهته بالفصل الدراسى الأول ولكنه عاد مرة أخرى.. وتوجد غرفة عزل بكل مدرسة لعزل المصابين عاد مرض الغدة النكافية إلى الانتشار مرة أخرى بمدارس مصر ومحافظاتها بسبب سرعة انتقال المرض وسهولة العدوى؛ فبلغ عدد المصابين منذ سبتمبر الماضى وحتى الآن 12000 مصاب، معظمهم بمحافظات مصر عالية الكثافة السكانية، منها القليوبية والقاهرة والمنيا والشرقية، فبلغ عدد الحالات المصابة بمدرسة واحد فقط بمحافظة القليوبية 60 حالة، وهى مدرسة «نوى» الابتدائية الجديدة، التابعة لإدارة شبين القناطر التعليمية، وهناك 670 حالة بمحافظة المنيا، وهناك 29 حالة بمحافظة قنا بمنطقة نجع سعيد والشيخ على شرق بدشنا، و5 حالات بمحافظة المنوفية وموجودة فى مستشفى أشمون العام. من جانبه صرح د.عبد العاطى عبد العليم، رئيس الإدارة المركزية للشئون الوقائية ووكيل وزارة الصحة للشئون الوقائية، بأن عدد الحالات بين المواطنين المصابين بمرض الغدة النكافية منذ سبتمبر الماضى حتى الآن وصل إلى أكثر من 12000 مصاب، والحالات المصابة بمرض الغدة النكافية بدأت فى الظهور منذ نهاية عام 2011 وبدأ ينحسر المرض الآن؛ ففى فصل الشتاء كانت الحالات المصابة يوميا تتخطى 300 حالة، أما الآن فى بداية فصل الصيف فالحالات المصابة تصل إلى 100 مصاب فحسب، مشيرا إلى أن هذه النسبة لا تشكل خطورة لأنه بالمقارنة بمرض الحصبة سنة 2008 كان يصل عدد الحالات المصابة بها إلى 15 ألف مصاب، كما أن الحالات المصابة بالغدة النكافية لم تحدث لها مضاعفات ولم تدخل مستشفيات، فالمرض ليس خطيرا. وأوضح عبد العليم أن مرض الغدة النكافية يعتبر من الأمراض الفيروسية المعدية التى تصيب الأطفال والكبار لكنه ينتشر أكثر فى الفئة العمرية من 10 إلى 15 سنة، فنسبة المصابين من الأطفال بلغ 67%، و5% أقل من 5 سنوات، و3% أكبر من 15 سنة، وإعراض المرض هى الصداع وآلام العظام وورم خلف الأذنين بالإضافة إلى التهاب أسفل الحنجرة وارتفاع فى درجة الحرارة وقىء وإسهال، وفترة حضانة المرض من أسبوعين إلى 3 أسابيع. وأسباب انتشار المرض هى سوء التهوية؛ لذلك ينتشر المرض بكثرة فى المدارس، وكذلك من أسباب انتشار العدوى استعمال أدوات المصاب بالمرض، فالمرض ينتقل عن طريق الرذاذ؛ ومن أكثر المحافظات انتشارا للمرض هى المنيا والقاهرة والشرقية لزيادة الكثافة السكانية بهم. وأضاف أنه يجب على المصاب غسل اليدين جيدا بالمطهرات، ويجلس بأماكن جيدة التهوئة وتعقيم أدواته الخاصة، وعدم الاختلاط بالآخرين، وأخذ إجازة أسبوعين وعلاجه بمسكنات للآلام ومضادات حيوية وخافض للحرارة، وتناول مشروبات ساخنة وطعام خفيف. وعن دور وزارة الصحة قال د. عبد العليم إن الوزارة تحصر الحالات المصابة وتعزلها وتنصح المصابين بالراحة لمدة أسبوعين، بالإضافة إلى تناول العلاج المصاحب للمرض، كما أرسلت وزارة الصحة منشورات إلى المدارس والتأمين الصحى، وأقامت ندوات توعية صحية عن أعراض المرض وكيفية الوقاية منه عن طريق إدارة الثقافة الصحية لطمأنة أهالى التلاميذ المصابين وغيرهم، وللتقليل من كثافة الفصول بالمدارس وللاهتمام بتهويتها جيدا وتعقيم دورات المياه، وإعطاء تطعيمات روتينية مثل لقاح ثلاثى اسمه «MMR» للوقاية من الغدة النكافية والحصبة الألمانية، ويؤخذ إجباريا بمكاتب الصحة والمدارس، فوزارة الصحة أعطت منذ عام 1999 تطعيما واحدا للأطفال للحيلولة دون إصابتهم بمرض الغدة النكافية، موكدا أن هذا التطعيم يقى الأطفال بنسبة 85%، ومنذ عام 2008 عمدت الوزارة إلى تطعيم الأطفال بتطعيمين أحدهما عند سن عام، والثانى عند عام ونصف العام. مشيرا إلى أنه بتطعيم الطفل التطعيمين ترتفع نسبة وقايته من الإصابة بمرض الغدة النكافية إلى 95%. ونصح د.عبد العليم بعدم تطعيم الأطفال الذين تجاوزوا سن 10 أعوام؛ لأن مضاعفات التطعيم فى هذا السن أكبر من فائدته، لذلك فمعظم الأطفال فى سن 15 سنة تم تطعيمهم مرة واحدة بجرعة واحدة سنة 1999، أما مَن هم أقل من سن 5 سنوات فقد أخذ جرعتى التطعيم. وقال محمد السروجى، المتحدث الرسمى باسم وزارة التربية والتعليم؛ إن مرض الغدة النكافية ليس بجديد على الوزارة؛ إذ تمت مواجهة الفيروس فى الفصل الدراسى الأول بجملة من الاحتياطات والإجراءات بالتنسيق مع وزارة الصحة والتأمين الصحى تتمثل فى: النظافة، والتهوية، وعزل الحالات التى يظهر عليها أى أعراض. وانتهت الغدة النكافية فى الفصل الدراسى الأول وعادت مرة أخرى. وعن دور الوزارة أشار«السروجى» إلى أن بكل مدرسة يوجد غرفة عزل بها زائرة صحية تتبع التأمين الصحى وبها منسق صحى يمر يوميا على التلاميذ فى الفصول، وإذا اشتبه فى أية حالة مرضية، تعرض على دكتور متخصص فورا يحدد إذا كانت أعراض غدة نكافية أو لا، وفى هذه الحالة يتم عزلها وإعطاء التلميذ المصاب إجازة 15 يوما، وبعد ذلك يتابع التلميذ وأسرته التحاليل والعلاج بالتأمين الصحى حتى يؤمن عليهم صحيا. وهذه الإجراءات ليست جديدة وإنما يتم تفعيلها فى الأزمات لأن هناك خبرة سابقة بالمدارس منذ أزمة إنفلوانزا الطيور وإنفلوانزا الخنازير، كما أن هناك اهتماما من الوزارة بالنظافة داخل وخارج المدرسة والتهوية الجيدة بالأماكن المزدحمة. وأكد السروجى أنه حتى الآن لم تغلق أية مدرسة ظهر بها حالات مصابة بالغدة النكافية، ولن تغلق مدارس لأنه يتم عزل الطفل المصاب ويبتعد عن المدرسة، فلماذا تغلق المدرسة؟ مشيرا إلى أن المرض ليس خطيرا ولا يفضى إلى الوفاة؛ فهناك إنفلونزا الطيور والخنازير أخطر منه بكثير.