عقدت القيادات الوطنية والإسلامية فى بيت المقدس وأكنافه، أول أمس الأحد 24 فبراير، مؤتمرا صحفيا للتعبير عن موقفها من الدخول المحتمل للرئيس الأمريكى أوباما للمسجد الأقصى، وذلك خلال زيارته المرتقبة للمنطقة. وقد تحدث فى المؤتمر عدد من القيادات الوطنية والإسلامية من بينها الدكتور «عكرمة صبرى» رئيس الهيئة الإسلامية العليا وخطيب المسجد الأقصى، والشيخ «جميل حمامى» عضو الهيئة الإسلامية العليا، والشيخ «رائد صلاح» رئيس الحركة الإسلامية فى الداخل الفلسطينى، و«حاتم عبد القادر» ممثل القوى الوطنية فى القدس، و«زاهى نجيدا» الناطق الرسمى باسم الحركة الإسلامية فى الداخل الفلسطينى. وقال الشيخ رائد صلاح فى معرض تعقيبه على الزيارة الوشيكة للرئيس الأمريكى إلى المنطقة: «إن لدينا ثوابتنا -نحن الأمة المسلمة والعالم العربى وشعب فلسطين- فى قضية القدس والمسجد الأقصى المبارك، وقلناها مرارا ولا نزال نؤكدها اليوم، إن القدس والمسجد الأقصى يقعان اليوم تحت حراب الاحتلال الإسرائيلى، وهذا الاحتلال هو باطل ولا يملك سيادة ولا شرعية على القدس أو المسجد الأقصى، لذلك هو احتلال زائل، والاحتلال الإسرائيلى لا يزال يطمع طمعا أسود، يتمثل فى محاولة سيطرته الباطلة التدريجية على جزء من المسجد الأقصى، كحائط البراق، أو على جزء آخر من المسجد الأقصى، سواء كان فوق الأرض أو تحتها، وكل هذا الطمع الأسود هو مرفوض وباطل، لأنه لا حق للاحتلال الإسرائيلى ولو فى ذرة تراب من المسجد الأقصى المبارك، ولهذا نؤكد أن موقفنا من زيارة أوباما سيكون منسجما بما يتفق مع ثوابت الأمة المسلمة والعالم العربى والشعب الفلسطينى وقضية القدس والمسجد الأقصى». من جانبه قال الدكتور عكرمة صبرى، رئيس الهيئة الإسلامية العليا وخطيب المسجد الأقصى المبارك معقبا على الزيارة: «نرحب بأى زائر إلى المسجد الأقصى شريطة أن يلتزم بالضوابط التى تضعها الأوقاف الإسلامية، وأول هذه الضوابط: أن يكون دخول الزائر من باب الأسباط وليس من باب المغاربة، للتأكيد على السيادة الإسلامية للأقصى، كما أنه يجب أن لا تحمل الزيارة طابعا سياسيا، لأن المسجد الأقصى هو للمسلمين وحدهم، وهو مكان عبادة لهم، كما نرفض أن يكون أى مسئول إسرائيلى مرافقا للزائر». وكان البيت الأبيض قد أعلن عن زيارة رسمية لأوباما إلى البلاد ومدينة رام الله والأردن فى 20-21 من مارس المقبل، مع إشارات محتملة عن كونه يحمل مشروعا جديدا للتسوية بين الفلسطينيين والمؤسسة الإسرائيلية. والزيارة هى الأولى لأوباما فى بداية ولايته الثانية. ويؤكد كثير من المحللين أن أهداف زيارة أوباما جاءت لتؤكد عمق العلاقات الاستراتيجية بين الولاياتالمتحدة والسلطات الإسرائيلية، والتزام الولاياتالمتحدة الكامل بالأمن والوجود الإسرائيلى، وفقا لما تقرره المؤسسة الإسرائيلية. كما تأتى الزيارة للرد على الأقوال والمغالطات التى تحدثت عن تناقضات بين أوباما ونتنياهو، وتوجيه رسالة إلى الكونجرس الأمريكى والمؤسسة الإسرائيلية، مفادها أن إدارة أوباما هى الأكثر إخلاصا بالنسبة إلى المؤسسة الإسرائيلية، وكذلك تنسيق المواقف فى ما يتعلق بالمشروع النووى الإيرانى وقضايا التسوية وممارسة المزيد من الضغط على الجانب الفلسطينى بالعودة إلى المفاوضات من دون شروط مسبقة، والاقتراب من المواقف الإسرائيلية لما يسمى بالتسوية.