وجه الرئيس الاميركي جورج بوش تحذيرا شديد اللهجة الى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي طالبا منه عدم اظهار تساهل كبير حيال ايران. وعقد بوش مؤتمرا صحفيا قبل توجهه الى العطلة الصيفية على الشاطئ الشرقي الاميركي ومن ثم في تكساس في حين كان المالكي ينهي زيارة استمرت يومين الى ايران هي الثانية له منذ تعيينه رئيسا للوزراء في مايو 2006. وقال بوش "اذا كانت الاشارة التي يريد (المالكي) ارسالها ان ايران تضطلع بدور بناء فينبغي ان اجري نقاشا صريحا مع صديقي رئيس الوزراء لانني اعتقد ان الامر ليس على هذا النحو". وتتهم الولاياتالمتحدةايران بتحريك فئة من المتمردين العراقيين عبر دعم الغالبية الشيعية التي ينتمي اليها المالكي. واكدت طهران للمالكي انها تدعم في شكل كامل سياسة اعادة الامن الى العراق لكنها شددت على ان انسحاب الجيش الاميركي هو السبيل الوحيد لاستعادة الاستقرار في هذا البلد. وذكرت وكالة الانباء الايرانية الرسمية ان نائب الرئيس الايراني برويز داودي اعلن قبل مغادرة المالكي ان "ايران تريد عراقا مستقلا آمنا ومستقرا ومتطورا" معبرا عن اعتقاده ان "انسحاب قوات الاحتلال (الاميركية) سيساهم في ضمان الامن والاستقرار في العراق". وقال بوش "رسالتي هي: اذا ضبطناكم تقومون بدور غير بناء فسيكون هناك ثمن يجب دفعه". وسارع المتحدث باسم البيت الابيض غوردن جوندرو الى التوضيح بان عبارة "الثمن الذي يجب دفعه" كانت موجهة الى ايران. واضاف ان "الرئيس يقول هذا مرارا فقد اعتقلنا واحتجزنا عملاء ايرانيين داخل العراق (...) الرسالة موجهة الى ايران". واكد بوش ان الرسالة وجهت الى الايرانيين عبر السفير الاميركي في العراق راين كروكر. وتابع بوش ان "احد الاسباب الرئيسية التي جعلتني اطلب من السفير كروكر لقاء الجانب الايراني هو القول ان هناك عواقب بالنسبة لمن ينقلون ويسلمون قنابل مضادة تخترق الدروع وعبوات ناسفة لقتل الاميركيين في العراق". وشدد بوش على ان "ارسال اسلحة الى العراق له تأثير يؤدي الى زعزعة الاستقرار". واشار الجيش الاميركي في الاشهر الاخيرة الى متفجرات حديثة في العراق قادرة على اختراق الدروع في عدد من الاليات العسكرية الاميركية مؤكدا ان مصدرها ايران. وتتهم الولاياتالمتحدة بانتظام مجموعات مرتبطة بالجمهورية الاسلامية بتدريب حركات متطرفة عراقية وتزويدها بالاسلحة وهو ما تنفيه ايران على الدوام. من جهة اخرى لا يزال الجيش الاميركي يعتقل خمسة ايرانيين اوقفوا في شمال العراق في يناير 2006 ويتهمهم بالانتماء الى الحرس الثوري الايراني الامر الذي تنفيه طهران مؤكدة انهم دبلوماسيون.