رحب رئيس حكومة الوحدة الفلسطينية إسماعيل هنية بالدعوة الروسية للحوار بين حركتي حماس وفتح مؤكدًا حدوث الكثير من الاتصالات بين الحكومة وعدد من الدول من العالم العربي وخارجه لوضع تصورات لكيفية معالجة الأزمة الفلسطينية الحالية. وقال هنية- في لقاء مع ممثلي عدد من وسائل الإعلام الأجنبية- إن الحوار الداخلي هو الطريق الوحيد لحل الأزمة الفلسطينية الراهنة مؤكدًا أن الحل الأوحد لصون الشعب الفلسطيني من التفرق هو الوفاق الوطني واحترام الشرعية الفلسطينية. وشدد هنية على ضرورة أن يكون أيُّ حوار بين حماس وفتح غير مشروط مضيفا - تعليقًا على إعلان عباس ترحيبه بالعرض الروسي بالوساطة - : آمل أن ينعكس هذا الترحيب الذي ظهر به الرئيس على أرض الواقع من خلال وقْف الممارسات ضد الناس ووقف المراسيم التي من شأنها تعزيز الفصل بين الضفة وغزة. وكان عباس قد أعرب عن ترحيبه بأية مجهودات روسية للوساطة إلا أنه اشترط تسليم حماس مقرات الأجهزة الأمنية التابعة لرئاسة السلطة في غزة وهو ما ترفضه حماس قبل إعادة تأسيس الأجهزة الأمنية على قواعد وطنية، بعيدًا عن الانتماءات السياسية. وأكد هنية حقَّ الشعب الفلسطيني في المقاومة للدفاع عن حقوقه مشيرًا إلى أن إطلاق الصواريخ على المواقع الصهيونية هو دفاع عن النفس بالنظر إلى أن الصواريخ دفاعية وليست هجومية. وفيما يتعلق بالانتخابات المبكرة التي ينوي عباس الإعلان عنها أكد هنية رفْضَ إجراء مثل تلك الانتخابات مضيفا أنه لا بد أن يتوفر لهذه الانتخابات توافق وطني وأن تستند للقانون الأساسي الفلسطيني المعدَّل.مشيرا إلى أنه لا يمكن لعباس تجاوز المجلس التشريعي الفلسطيني". في هذه الأثناء استمر دخول العالقين الفلسطينيين على معبر رفح بين قطاع غزة ومصر إلى القطاع من معبر العوجا بين مصر والكيان الصهيوني بحيث يتم نقلهم بعد ذلك إلى معبر بيت حانون بين قطاع غزة والكيان وهو المعبر المعروف صهيونيًّا باسم "إيريز". وقد عبر أمس 310 فلسطينيين إلى قطاع غزة كدفعة ثانية من العالقين بعدما دخل أول أمس 102 من الفلسطينيين من أصل 6 آلاف من العالقين في رفح. وأفادت الأنباء أن مصر والكيان الصهيوني اتفقتا على أسماء مجموعة أخرى من الفلسطينيين يقدَّر عددها بألف فلسطيني سوف يتم السماح لها بالعبور. واستمرت الانتقادات الفلسطينية لرفض الصهاينة فتح معبر رفح حيث تجمع عشرات الأطفال الفلسطينيين في مظاهرة رمزية على الجانب الفلسطيني من المعبر مطالبين بفتحه وهي المظاهرة التي تأتي في إطار الاعتراضات السياسية والشعبية على استمرار إغلاق المعبر واستخدام معابر يتحكم فيها الصهاينة للدخول إلى قطاع غزة وهو ما يمثِّل إعادةً ضمنيةً لسيطرة الاحتلال على غزة، كما يعرِّض عناصر المقاومة الفلسطينية إلى خطر الاعتقال على البوابات الحدودية الصهيونية. ووسط كل تلك الأجواء السياسية والإنسانية تستمر الاعتداءات الصهيونية على قطاع غزة وتتواصل تحركات المقاومة للتصدي لها فقد أعلنت سرايا القدس - الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي - مسئوليتها عن إصابة 3 من الجنود صهاينة في منطقة القرارة شرق بلدة خان يونس جنوب قطاع غزة. كما أعلن كلٌّ من كتائب الشهيد عز الدين القسام - الجناح العسكري لحماس وألوية الناصر صلاح الدين - الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية- أن وحدةً مشتركةً من عناصرهما اشتبكت مع قوة صهيونية راجلة كانت موجودةً قرب المقبرة الشرقية شرق غزة. وقالت الجناحان العسكريان في بيان مشترك إن العملية تأتي "ردًّا على جرائم الاحتلال المتواصلة بحق أبناء شعبنا العزل في الضفة الغربية وقطاع غزة، والتي كان آخرها جرائم الاغتيال ضد المجاهدين في قطاعنا الحبيب". وقد أدَّت الاعتداءات الصهيونية إلى تدمير مساحات واسعة من الأراضي الزراعية في قطاع غزة. وقال عودة العمور رئيس بلدية الفخاري- إحدى بلديات محافظة خان يونس جنوب القطاع- إن الجرافات الصهيونية تقوم بتجريف منتظِم للأراضي الزراعية في بلدته. وأضاف أن البلدة تعرَّضت في الفترة الأخيرة لضربة هي الأكبر منذ بداية انتفاضة الأقصى في العام 2000م؛ حيث قامت الجرافات والآليات بالتوغل بعمق 4 كيلو مترات في البلدة، وأزالت 500 دونم من أشجار اللوزيات والزيتون والحمضيات، كما مارست عمليات تخريب واسعة النطاق في حوالي 500 دونم زراعية أخرى.